سفر وسياحةالأخباروثائقي

رحلة إلى ليبيا : وادي مرقس , الرحلة الرابعة

نواصل رحلتنا إلى ليبيا و تحديدا إلى وادي مرقس في رحلتنا الثانية في ذلك الوادي الذي يشق الطبقة الساحلية للجبل الأخضر شمال شرق ليبيا , بين منطقتي راس الهلال و لاثرون , و هذا الوادي يتميز بطبيعته و بأسراره التاريخية و الدينية القديمة .

للإطلاع على الرحلة الاولى إلى وادي مرقس يمكنك الاطلاع على هذا الرابط : رحلة إلى ليبيا : وادي مرقس , الرحلة الأولى , الرحلة الثانية , الرحلة الثالثة .

صرح مرقس الأنجيلي

صرح مرقس أو كما يعرف بكهف مرقص هو مقر متعدد الأدوار أو الطبقات، وهذا المقر محفور في جرف صخري سحيق، ويرتفع الطابق العلوي من المقر مسافة ثلاثين متراً تقريباً.
في الواجهة الشمالية الغربية من وادي مرقس يتواجد هذا المجمع الأثري و الذي يبعد عن نبع المياه عين أم الناموس مسافة تقدر بحوالي كيلومتر واحد، ويعرف هذا المجمع الأثري محلياً بكهف مرقص أو كهف زحيل وهوعبارة عن غرف ومرافق منحوتة أعلى الجرف يقدر ارتفاعه بارتفاع مبنى من أثنين وعشرين طابقا، أطلق عليه الباحث والمؤرخ الليبي داود حلاق اسم صرح مرقس الإنجيلي لكبره وكثرة مرافقه وغرفه.
ولعل أهم طبقتين في مقر مرقس هما الدور العلوي والطبقة الواقعة أسفل هذا الدور.

صرح مرقس الأنجيلي
صرح مرقس عبارة مجمع ديني اثري من عدة طوابق , محفور في الصخر أعلى الجرف الغربي لوادي مرقس .

الدور العلوي من صرح مرقس

يتكون الدور العلوي من مجموعة من غرفتين محفورتين في جوف الصخر، يفصلهما جدار، كما أن هناك آثار لجدار وباب يحيطان إحدى هاتين الغرفتين مما يدل على أنه كانت تتمتع بخصوصية وأنها كانت معزولة عن الغرفة الأخرى والمساحة المحيطة بها .
مساحة هاتين الغرفتين كبيرة؛ ويقدر حجم كل منهما بحوالي ستة أمتار طولاً وبعرض خمسة أمتار، وارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً، ويدل ذلك على أنها أعدت لمجموعة كبيرة من الأشخاص كما توجد مساحة طولها بضعة أمتار تصل إلى فتحة بها درج يؤدي إلى مهبط منحوت في الصخر، نحت في هذه المساحة تجويف مقوس كالذي يستخدم عادة لوضع جرار الماء وبعض اللوازم التي يستعين بها سكانه.

صهريج المياه

في المساحة المحاذية للغرفة المعزولة؛ يوجد خزان لحفظ المياه خلال موسم الشتاء، وهوعبارة عن صهريج عظيم الحجم نصفه السفلي محفور في صخر الجرف على هيئة مستطيلة؛ وأعلاه شيد بالحجارة وكُسي بطبقة من الملاط لحفظ المياه ومنعها من التسرب، ويتم تغذية هذا الخزان عبر قنوات منحوتة تجري فيها المياه القادمة من أعلى المنحدرات الجبلية وتوجه إلى الصهريج.

صرح مرقس الأنجيلي
الدور العلوي من صرح مرقس الأنجيلي
صرح مرقس الأنجيلي
يتكون الدور العلوي من مجموعة من غرفتين محفورتين في جوف الصخر، يفصلهما جدار
صرح مرقس الأنجيلي
في المساحة المحاذية للغرفة المعزولة؛ يوجد خزان لحفظ المياه خلال موسم الشتاء، وهوعبارة عن صهريج عظيم الحجم نصفه السفلي محفور في صخر الجرف على هيئة مستطيلة؛ وأعلاه شيد بالحجارة وكُسي بطبقة من الملاط
صرح مرقس الأنجيلي
صهريج المياه في الدور العلوي من صرح مرقس الأنجيلي
صرح مرقس الأنجيلي
صهريج المياه في صرح مرقس الأنجيلي

مصعد الدور العلوي

وقد أعد الطابق بطريقة مخفية كليا عن الأنظار، فهو بالإضافة إلى الارتفاع الشاهق، فقد حفر في جوف الجرف بدون فتحات تطل على الوادي لكي لا يرى، فقد كان في ذلك الزمن مخفيا بحجارة الجرف ومحاط بجدار من أصل الصخر.
وللصعود والهبوط من وإلى هذا الدور تم حفر ما يشبه الماسورة في جوف الصخر توصل ما بين الدور العلوي والطبقة التي أسفله، ويحتوي هذا المدخل السري على عدة مصاطب متعاقبة مما يتيح في ذلك الوقت وضع سلالم خشبية تستند إلى هذه المصاطب، وفي نهاية المدخل السري من أعلى أعدت درجات من أصل صخر المدخل تؤدي الى الغرف وصهريج المياه، ويبدو أن هذا المصعد كان مخفيا الا أن واجهته المطلة على الوادي انهارت وكشفت عن مكوناته ومصاطبه.

مصعد الدور العلوي
مصعد الدور العلوي
صرح مرقس الأنجيلي
جانب من المصطبات الصخرية للمصعد المؤدي للدور العلوي

مخازن الحبوب

يوجد بالطرف الغربي من الدور العلوي بقايا مخازن صخرية منقورة في الصخر على هيئة أبار صغيرة أسطوانية الشكل، ومن المرجح أنها كانت خاصة بتخزين الحبوب كالقمح والشعير، كما يوجد نحت مستطيل الشكل في الأعلى يرجح أنه استخدم لوضع خلايا النحل وانتاج العسل الذي يعتبر غذاءاً رئيسياً لسكان الصرح.

صرح مرقس الأنجيلي
صهاريج اسطوانية لحفظ لحبوب
صرح مرقس الأنجيلي
نحت مستطيل الشكل في الأعلى يرجح أنه استخدم لوضع خلايا النحل وانتاج العسل , و تظهر بجانبه قناة توجيه المياه للصهريج

طبيعة هذا الطابق من صرح مرقس تدل على أنه كان سكنياً وخدمياً لبقية الصرح، فوجود تلك الغرف ومخازن الحبوب وصهريج المياه تشير إلى أن هذا الطابق كان يشرف عليه الكثير من الأشخاص من الموكلين بخدمة مريدي المكان، كما يرجح أنه كان مقر إقامة مرقس الأنجيلي، رغم ان بعض الروايات المحلية تشير إلى كهف اخر في عمق الوادي ويعرف أيضا بكهف مرقس.
الطبقة الوسطى التي تقع أسفل الدور العلوي بمسافة حوالي خمسة عشر متراً فهي تمثل مرفقا مهما حيث توجد بها مجموعة من الحنيات والاقواس المحفورة والمنحوتة في الصخر، والتي تعتبر شكلاً من أشكال الكنائس المبكرة قبل الكنائس المشيدة والمعمرة والتي ظهرت مع بدايات القرن الرابع بعد عام 313 للميلاد عندما أعلن الأمبرطور الروماني قسطنطين الكبير الديانة المسيحية ديانة رسمية للامبرطورية الرومانية الوثنية.
كان المسيحيون قبل إعلان الأمبرطور قسطنطين، ملاحقون ومضطهدون من قبل المجتمع الوثني واليهود في كافة مستعمرات الإمبرطورية الرومانية التي شملت أغلب مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ومن بينها إقليم الجبل الأخضر في ليبيا، وهذ الأمر أجبر هؤلاء المسيحيين لاتخاذ الكهوف والمغارات كأماكن للعبادة وممارسة طقوسهم الدينية في أعماق الأودية هربا من المجازر التي ارتكبت في حقهم بسبب ديانتهم.

الدور الأوسط من صرح مرقس

في أحد أقسام الدور الأوسط والذي عرفه الباحث الليبي داود حلاق باسم رواق الحنيات توجد الحنية الرئيسية والتي كان يحوط بكل جانب منها بروز صخري؛ يشبه تمثال رأس أسد منحوت في أصل الصخر الذي أعدت فيه الحنية، ولا تزال بقية رأس الأسد بالرغم من تهشيمه تهشيماً شبه نهائي باقية، كما يحوي هذا الدور الذي يشبه رواقاً خفيض السقف ويمتد مسافة تقدر بحوالي خمسين مترا العديد من بقايا الحنيات الأخرى.
وقد نحتت الحنية الرئيسية على هيئة مقوسة الى داخل الجرف، ويعتقد حلاق  أنها كانت مقاماً لمرقس الإنجيلي وخلفائه من بعده، حيث يقوم فيها بلقاء مريديه ونشر تعاليم المسيح، ويرى بعض البحاث أن هذه الحنيات الممتدة على طول الطابق أنشئت لاحقا بعد الحنية الرئيسية، وانها اقتصرت فقط عليها في فترة مرقس التي ترجع إلى منتصف القرن الأول للميلاد.
إن ما يشير إلى نحت رأسي الأسد حول الحنية الرئيسية هو اعتماد الأسد في التراث الديني المسيحي والتاريخي كرمز للقديس مرقس، وتقول الرواية أن مرقسا ووالده كانا في طريقهم إلى إحدى البلدات قرب نهر الأردن فخرج عليهما أسدين؛ وأرادا الفتك بهما، فطمأن مرقس والده وذكره بان الله وإتباعه لتعاليم المسيح سينجيهما من هذين الأسدين، فاستنجد مرقس بربه فصرعا الأسدان على الفور، وهذه القصة هي التي ربطت مرقس بالأسد الذي اتخذ عبر التاريخ؛ رمزاً يدل عليه.

ولطالما رسم القديس مرقس في اللوحات القديمة والحديثة وبجانبه أسد، وأشهر تلك اللوحات يظهر فيها مرقس يجلس داخل كهف ويقوم بكتابة انجيله وبجانبه أسد مجنح رابض بالقرب من رجليه.

صرح مرقس الأنجيلي
الحنية الرئيسية في صرح مرقس الأنجيلي
صرح مرقس الأنجيلي
الحنية الرئيسية يحوط بكل جانب منها بروز صخري؛ يشبه تمثال رأس أسد
صرح مرقس الأنجيلي
يرى داود حلاق أن رأسي الأسد اللذان يرمزان للقديس مرقس تم تدميرهما من قبل الرومان

إنشأت رواق الحنيات

أعد رواق الحنيات ونحت بطريقة يميل فيها سقف الجرف الوطئ بزوايا حادة، بحيث يصعب رؤية من في ذلك الطابق من أسفل الوادي أو حتى من الجهة المقابلة، كما توجد آثار في الطرف الجنوبي من هذا الرواق لغرف نحتت في أعلى الحنيات المنشئة على المساحة المفتوحة منه على هيئة شرفات خشبية، وعدد هذه الغرف كثير جداً مما يدل على أن مريدي المكان كانوا كثراً، وأنهم كانوا يقيمون لفترة من الزمن به، ولازالت آثار الثقوب التي ثبتت فيها أخشاب الشرفات موجودة بالإضافة إلى حدودها المنحوتة في الصخر.
ويظهر أثر ليد على بقايا طفلة يحيط بثقب خلف شجرة خروب في رواق الحنيات، وهذا الأثر يدل على أنهم قاموا بتثبيت أخشاب شرفات الغرف بعناية وباستخدام الطفلة، وتمتد هذه الغرف في طابق يعلو رواق الحنيات لمسافة لا تقل عن تسعين متراً.
ينتهي هذا الدور بمدخل سري من طرفه الغربي، فيما أعد له مدخل مكشوف من الطرف الشرقي في فترة لاحقة فيما يبدو؛على هيئة درج منحوت في صخر الجرف يؤدي مباشرة إلى الحنية الرئيسية، ويعلو هذا الرواق شريط طويل محفور على هيئة جيب صخري يمتد عشرات الأمتار، ومن المرجح أن هذا الحيز كان مستغلا لصف من خلايا النحل كما يرى داود حلاق ، ويلاحظ في هذه البقعة محاولة حفر غرف لم يستكمل فيها سوى تحديد أطرها ولم يكتمل إنشائها.

صرح مرقس الأنجيلي
رواق الحنيات
صرح مرقس الأنجيلي
غرف نحتت في أعلى الحنيات المنشئة على المساحة المفتوحة منه على هيئة شرفات خشبية

معمودية صرح مرقس ؟

أسفل رواق الحنيات بمسافة حوالي إثنى عشر مترا توجد مغارة شبه مربعة بها نحت لما يشبه جذع صليب، ومن المرجح أن هذه المغارة هي معمودية للتطهير قبل الصعود إلى صرح مرقس.
أعدت هذه المغارة بأبعاد تصل إلى حوالي مترين للارتفاع، وثلاثة أمتار للعرض، ويوجد بها نحت لتجويف مقوس اعتاد الناس في تلك الفترة نحتها لوضع جرار الماء، كما أن على مدخل المغارة يوجد حاجز صخري انهار جزء منه، ويجعل هذا الحاجز أرضية المغارة على هيئة حوض، وتصميم المنطقة المقابلة للمدخل والمطلة على الوادي على هيئة درج منحوت في أصل الصخر وهذا يعزز فرضية ان المغارة كانت معمودية.
تجري مياه التعميد من حوض المغارة إلى أسفل الجرف عبر هذا الدرج الصخري لتقليل قوة اندفاعها بسبب الانحدار الشديد للجرف، وحتى لا تعمل المياه على انهيار التربة والحجارة الجيرية قبالة المدخل.

صرح مرقس الأنجيلي
معمودية صرح مرقس ؟

الأضطهاد الروماني و تدمير أماكن العبادة المسيحية

وتظهر آثار السخام الناجم عن الحرائق في مناطق متفرقة من صرح مرقس الإنجيلي، كما تظهر آثار التدمير والانهيارات المتعمدة، وتنتشر بقايا الغرف والجدران والشرفات الخشبية على جرف الصرح السفلي وعلى سفح الوادي، ويرجح حلاق إلى أن الصرح تعرض للتدمير والحرق من قبل الرومان في بداية القرن الرابع للميلاد، عندما أصدر الأمبرطور الروماني دقلديانوس أربعة مراسيم أمبرطورية بين عامي 302-305 م تحث على اضطهاد المسيحيين، فعملت الجيوش الرومانية والوثنيين على حرق الكنائس ودور العبادة المسيحية وملاحقة المسيحيين في كافة المستعمرات الرومانية وقتلهم، ويعرف هذا العصر في التاريخ بعصر الشهداء حيث قتل الآلاف من معتنقي الديانة المسيحية، ويبدو أن المقرات المسيحية في أودية الجبل الأخضر طالتها يد التخريب والتدمير والحرق، ففي الطابق العلوي تظهر آثار التدمير والحرق على الغرفتين، وتنتشر بقايا سخام الحرق على سقف الحنية الرئيسية في رواق الحنيات، كما أحرقت المعمودية السفلية بالكامل وتظهر بها اثار تدمير واضحة.
وتظهر أيضا الحرق في كهف يعرف بكهف باسم الله، يطل على سفح الوادي في منطقة منخفضة اسفل الصرح، وهو كهف واسع المدخل به نحت لتجاويف مقوسة.
ويبدوأن المعمودية عند نبع عين ام الناموس كانت مخفية بالكامل فلم يطلها الحرق والتدمير؛ ولازلت بنيتها المعمارية متكاملة فيما عدا جدار المدخل الذي انهار نتيجة لأعمال الجرف وتوسعة مجرى مياه النبع عام 1988 دون قصد.

صرح مرقس الأنجيلي
يغطي السخام معمودية صرح مرقس
صرح مرقس الأنجيلي
داخل المغارة اسفل صرح مرقس و التي يرجح الباحث الليبي داود حلاق أنها كانت معمودية للتطهير

مراكز المراقبة في وادي مرقس

ساعد موقع وادي مرقس على اختياره مكانا خفيا للممارسة الطقوس الدينية، على الرغم من اتساعه في الداخل إلا أن مدخله ضيق ووعر بين الجبال المطلة على الساحل، بين منطقتي راس الهلال ولاثرون.
لكن هذا الأمر لم يجعل المتواجدين داخله أن يعملوا على مراقبة المنطقة المحيطة به والمطلة على خليج راس الهلال، فانشؤوا  أعلى قمة مدخل الوادي مقرا خفيا للمراقبة، ويشير الباحث الليبي داود حلاق إلى انهم قاموا بتهيئة هذا المقر كمرقب لترصد الحركة على المنطقة الساحلية التي كانت نشطة بين مدينتي سوسة ودرنة، إضافة إلى مراقبة البحر وحركة السفن، والعمل على تنبيه المتواجدين داخل الوادي لأي خطر يتهددهم من الجهة الشمالية.
وعلى الرغم من الانهيار شبه الكامل للمقر؛ إلا أن بعض معالمه لازلت قائمة حيث يظهر كتجويف في صخر جرف الجبل واسع في اتجاه الغرب حيث منطقة راس الهلال والطريق المؤدي إلى مدينة سوسة التي كانت في ذلك الوقت أحد أهم الموانئ الرومانية، كما توجد فتحة للمراقبة في اتجاه الشرق ومنطقة لاثرون والطريق المؤدية إلى مدينة درنة.

سيرة الباب

يشير الباحث الليبي داود حلاق  إلى أن المسيحيين اعتمدوا أيضا على مركز مراقبة في مستعمرة زراعية تعرف اليوم باسم سيرة الباب، توجد أعلى القسم الجنوبي من الوادي في منطقة عرقوب الشفشافة، وهي عبارة عن قرية زراعية صغيرة، تنشتر فيها اثار لدور متواضعة وصهاريج للمياه محفورة تحت الأرض، تعلو ربوة تطل مباشرة على أحد مداخل وادي مرقس الجنوبية.
وقد أمّن نظام المراقبة حول الوادي فرصة لقاطنيه من التحرك بسرعة للهرب والتخفي عبر الأودية الفرعية للوادي الرئيسي، التي تمتد إلى الشرق وآخر إلى الغرب والجنوب، وهي تفرعات تتجه صعودا إلى المناطق المحيطة به.

وادي مرقس
موقع المرقب البحري في المدخل الشمالي لوادي مرقس
صرح مرقس الأنجيلي
أثار ما يرجح داود حلاق أنه مرقب بحري , عند مدخل الوادي الشمالي , قبالة ساحل البحر
صرح مرقس الأنجيلي
فتحة تؤدي الى الشرق من المرقب البحري الذي يغطيه الركام
وادي مرقس
القسم الجنوبي من وادي مرقس كما يظهر من ناحية سيرة الباب ,عرقوب الشفشافة .

إن الآثار التي تنتشر أعلى أجراف وادي مرقس وعلى سفحه، وفي مناطق متفرقة منه وانتشار بقايا المعاصر وزراعة أشجار الزيتون والأشجار المثمرة، تدل على ازدهار الحياة فيه، وكثرة نشاط سكانه عبر التاريخ وخاصة في الفترة الممتدة من منتصف القرن الأول للميلاد وحتى القرن الرابع للميلاد.
وعلى الرغم من ربط الوادي بالقديس مرقس الذي قتل وقطع رأسه في الأسكندرية عام 68 للميلاد وأتباعه، إلا أن الدراسات والأبحاث حوله شحيحة، ولازالت تلك الأثار والمعالم منذ ألفي عام تنتظر من يبحث فيها ويميط اللثام عن أسرارها.

شاهد فيديو لصرح مرقس الأنجيلي في وادي مرقس :

قلم و تصوير : ماهر العوامي

مراجع : كتاب مرقس الأنجيلي , داود حلاق 1993

المزيد من الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى