شباببنغازي بكرة

معتز بالله من تاورغاء: لم أعد أرى مستقبلي بسبب الحرب وبنغازي بكرة هي بارقة أمل

أخبارليبيا24_بنغازي بكرة

معتز بالله العوراني شاب من مدينة تاورغاء يبلغ من العمر 27 عاماً معتز كان شابا تملائه الأحلام بمستقبل زاهر أمامه لكن الأمر سار بشكل مغاير بعد عام 2011

أنضم معتز بالله منذ صغرة عندما كان يبلغ من العمر ست سنوات إلى الحركة الكشفية في مدينة تاورغاء ومنذ ذلك الوقت تعلم معتز كيفية الإعتماد على نفسة وكيفية العيش والنجاة بأقل الأمكانيات وكيف يتعامل مع الأزمات ويواجهها كان الأمر وقتها هو للتعلم فقط ولم يعرف معتز أن ما تعلمه سيكون نمط حياة فالمستقبل.

frame 38 3

معتز عشق الرسم منذ طفولته ودأب على ممارسة هوايته عن طريق التعلم بالملاحظه كان يشاهد من حوله يرسمون بكل أنواع فنون الرسم لتصبح هي الهواية الرئيسية والأولى لديه.

معتز بالله العوراني هو أحد المشتركين في مبادرة بنغازي بكرة التي أطلقتها الدكتورة ريم البركي بالتعاون مع منظمة براح للثقافة والفنون.

ومن بين 12 دورة تدريبية في مختلف المجالات أختار معتز بالله الانضمام لدورة النحت.

frame 37 4

من الرسم إلى فن النحت

يقول معتز أنه أحب النحت عندما شاهد أحدهم ينحت أمامه مستخدما نبته تسمى الدوم وهو نوع من النخيل ثماره صلبة جدا في حجم التفاحة تقريباً تنمو غالبيته على ضفاف الأودية وفي المناطق الجبلية وعلى المنحدرات الصخرية والجزء الذي يؤكل من الثمرة هو الجزء الخارجي الاسفنجي، أما النواة فهي شديدة الصلابة، وهي بحجم بيضة الدجاجة ولها استخدامات طبية عديدة كما أن البعض ينحت عليها رسومات وأشكال أو يتم الكتابة عليها بطريقة الحفر.

يقول معتز بالله أنه أتقن الرسم بالفعل بعد كل هذه المدة من التعلم وأنه يريد تطوير الموهبة لذلك رأى فالنحت وسيلة للإنتقال بموهبته لمرحلة أخرى بعيدة تماما عن الورقة والقلم.

كان معتز بالله يملك معلومات بسيطة عن فن النحت ولكن لم تكن ترتقي لمستوى الممارسة ويقول أن دورة النحت أضافت له الكثير الكثير من المعلومات.

يقول معتز بالله أنه كان يعتقد أن النحت هو مجرد رسم الشيئ وتمثيله بشكل مجرد عن الطريق الحفر أو التشكيل ولكن الدروس التي تلقاها في مبادرة بنغازي بكرة غيرت هذا المفهوم بشكل جذري فالنحت فن عميق للغاية وله فنون كثيرة أيضا.

وهنا يوجه معتز الشكر للاستاذة المشرفة على دورة النحت وهي حنان القربوللي والتي يقول أن طريقة أيصالها للمعلومة مختلفة ومميزة وأنه يتمنى أن تطول ساعات الدورة ليتلقى الكثير منها.

ويتأسف معتز أن أغلب المواد التي يحتاجها لممارسة فن النحت غير موجودة في ليبيا موجها نصحية لكل الشباب بأن يمتلكوا المعرفة عن فن النحت لأن ذلك سينقل تفكيرهم نحو مجالات عدة مثل الهندسة والعلوم والآداب والثقافة فهو فن له أوجه عديدة وغايات كثيرة.

الحرب والنزوح والإصرار

تاورغاء تلك المدينة التي هجرت بأكملها نتيجة الصراعات والحروب. منذ بداية عام 2011 وتبعثر أهلها بين مناطق البلاد. في سنوات تحطمت فيها العديد من الأحلام. وأندثرت الآمال وأمنيات الأطفال والشباب. من المدينة بحلم العيش الكريم كغيرهم. ليتحول المستقبل إلى مجرد أمنية فالحصول على مخيم. يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء وقليل من المؤونة والمآكل والملبس.

فترات شكلت تحدي كبير في حياة معتز الذي يقول أن كل ذلك لم يثنيه. عن ممارسة هواية الرسم كان معتز يملك وقت فراغ بين الفينة والأخرى. ليذهب في مساحته الخاصة ممسكاً بالورقة والقلم. ويرى أحلامه حقيقة بين الدوائر والخطوط المائلة والتفاصيل الدقيقة.

ويتمنى المعتز بالله أن تنتشر مثل هذه الدورات بين عموم الشباب لأنها ستضيف إليهم الكثير وستجعلهم على قدر كبير من الثقافة والعلم.

وعن الجدوى الاقتصادية للنحت وهل من الممكن الاعتماد عليها كمصدر للدخل. يقول معتز أن النحت له مجالات واسعة في ذلك فعلى سبيل المثال. لا الحصر أعمال وروسومات الجبس التى نراها في مختلف المحلات. والشقق السكنية وغيرها من الديكورات. كلها تعتمد على فن النحت لاسيما الأعمال الفنية التى من الممكن أن تباع بمبالغ كبيرة.

السؤال الذي لم يستطع معتز بالله الإجابه عليه في نهاية حديثنا معه. هو المستقبل أو الحلم الذي يسعى لتحقيقة يقول معتز. أنه ببساطة لايعرف وذلك بسبب التغير الشديد في رؤيته للمستقبل. نتيجة الحرب ويسرد مجموعة من طموحاته التي لم ترى النور. بسبب ذلك مثل أنه كان يحلم أن يكون لاعب كرة قدم. ثم رئيس جمعية خيرية دولية تعنى بالفقراء وميسوري الحال. ليس في ليبيا فقط وإنما على مستوى العالم.

ويؤكد معتز أن الحرب شتت أفكاره ولم يعد قادر على تقرير مصيره. أو رؤية ماهية حياته فالمستقبل وذلك أيضا بسبب انتقاله الدائم. من مكان لأخر كنازح من مدينة تاورغاء فالوقت هنا يصبح. ضدك كما يقول معتز والايام تقتصر على تحصيل قوت اليوم بدون النظر للحلم والطموح.

ويؤكد في نهاية الحديث أن بارقة أمل تلوح في الأفق حول مستقبله. في فن النحت وأن بنغازي بكرة قد تكون خط الرجعة والمحفز. على تحقيق الحلم وخلق الواقع الذي لطالما تمناه.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى