الأخباربنغازي بكرة

قصة مؤثرة لكفاح أُم فقدت زوجها في أحداث 2011 ببنغازي

أخبار ليبيا24

قبل أحد عشر عاما وجدت الأم نفسها وحيدة أمام واقع صادم بعد أن توفي زوجها في أحداث ثورة السابع عشر من فبراير في 2011 ببنغازي، تاركًا في عنقها حملًا ثقيلًا، هم ستة أطفال أكبرهم عمره عشر سنوات.

وقفت الأم الشابة، التي لم تعتد من قبل على مثل هكذا موقف صعب. بادئ الأمر حائرة في كيفية الاعتناء لوحدها بأطفالها وتوفير متطلبات حياتهم، حيث قررت مواجهة واقعها المرير معتمدة على الله ومتسلحة بحبها لأطفالها.

تحكي هذه القصة، فتاة متدربة بدورة ضمن “مبادرة بنغازي بكرة“. إذ تقول ليلى (هكذا اخترنا أن نطلق عليها) ذات الثمانية عشر ربيعًا، “في أحد أيام الثورة في بنغازي فُجعت أمي باستشهاد والدي خلال تلك الأحداث. إذ إنها وبعد وفاته وقفت لوحدها في مواجهة المحنة وكرّست حياتها لها ولإخوتها الخمسة”.

وتضيف ليلى، “كُنّا صغارًا عندما استشهد والدي ولم نكن حينها نُدرك مدى الجهد العظيم الذي كانت تقوم به أمي لأجلنا”.

وتقول، “أمي تحملت العديد من الصعاب وهي في عزّ شبابها، حتى تعتني بنا وتحقق أحلامنا وتعوضنا عن فقدان والدنا”.

أمي امرأة قوية

وتواصل ليلى، حديثها بفخر عن أمها، “أمي امرأة قوية. لقد تخطت ولازالت تتخطى بصبر وجلد، جميع المعوقات الاجتماعية والمادية من أجل تربيتهم”.

وتضيف ليلى، التي فجأة ودون أي مقدمات لم تمنع نفسها من البكاء أمامنا، أن أمها “واجهت صعابا وتحديات كبيرة. إذ رفضت بشكل قاطع أن نقيم مع أي أحد من أقاربها، فعلى الرغم من أن أهلها يقيمون خارج بنغازي إلا أنها أصرت على البقاء في منزلنا مواجهة كل العراقيل الاجتماعية والمادية”.

وتقول ليلى، “كان من بين المعوقات أن أهلها رفضوا بشكل قاطع قيادة السيارة بنفسها. إلا أنها تمسكت بذلك لحرصها الشديد على نقلنا بنفسها إلى المدرسة وقضاء حاجياتنا المعيشية”.

تلك الأيام لم تكن رحيمة بنا، لكن لقوة أمي وتحملها على مواجهة الصعاب استطعنا اجتيازها
تلك الأيام لم تكن رحيمة بنا، لكن لقوة أمي وتحملها على مواجهة الصعاب استطعنا اجتيازها

وتواصل ليلى، “بعد وفاة أبي لم تتمكن أمي من الحصول على مرتبه بسبب الإجراءات الروتينية. والانتظار طويلًا حتى أحيل مرتبه على الضمان. لكنها وبالرغم من ذلك فقد قررت الصمود بالعمل على بيع ما تملكه من مدخرات لتوفير النفقات لنا وللمنزل”.

وتقول ليلى، “تلك الأيام لم تكن رحيمة بنا، لكن لقوة أمي وتحملها على مواجهة الصعاب استطعنا اجتيازها. لقد أرادت أن تكون شخصية مستقلة، وألا تحمل أحدًا من أقاربها مسؤوليتنا. وتثبت للعالم بأنها قادرة على تحمل أعباء تربيتنا طيلة تلك السنوات”.

وتضيف ليلى، “أمي رغم كل ما مرت به من محن إلا أنها تظل أمًا. تمتلك من الحنان والعاطفة الشيء الكثير والكثير. ودائما تعمل على توفير الحياة الصحية لنا من وجبات، واهتمام بنظافتنا ودراستنا ومواهبنا”.

كفاح

مرت السنين، و “أم ليلى” تكافح دون ملل أو كسل لأجل أولادها. وفي ذلك تقول ابنتها، “أنا الآن فتاة ناضجة وأدرك تماما، على عكس ما كنت في الصغر، المعاناة التي عانتها أمي لأجلنا. إنها بحق امرأة قوية”.

وتتابع ليلى، “ما فعلته لنا لا يمكن تعويضه. أنا لم أعش في كنف والدي، لكن وجود أمي في حياتنا غطى على كل شيء، فهي الأم والأب وكل شيء”.

وتقول ليلى، “مضت تلك الأيام بحلوها ومرها وأصبحنا أنا وإخوتي كبارًا، ولازالت أمنّا تحرص على مد العطاء لنا. وتوجيهنا لنكون في أحسن حال وأعضاءً ناجحين في المجتمع”.

وتختم ليلى، “أنا بجد فخورة بأمي، وكل أمنيتي في الحياة أن أعوضها وإخوتي عن كل ما قدمته من أجلنا، وأن نكون شيئًا تفتخر به”.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى