مسعود حامد.. حكاية شاب متدرب بمبادرة بنغازي بكرة تختزل بين طياتها معاناة الكثير من الشباب في ليبيا

أخبار ليبيا24
“إذا استمر الوضع على ما هو عليه من قلة العمل وقلة السيولة فإن من الصعب إقناع الشباب بعدم الهجرة” بهذه الجملة تحدث مسعود لأخبار ليبيا 24.
مسعود حامد بودبوس 37 عاما، هو شاب متدرب ضمن مبادرة بنغازي بكرة، نشأ في مدينة سرت ومقيم حاليا في بنغازي منذ 2013 كغيره من الشباب الطامح والمُكافح في أن تكون ليبيا دولة بمعنى الكلمة يتحصل فيها على كامل حقوقه التي حُرم منها نتيجة الأوضاع المتأزمة حاليًا في البلاد.
تعود معاناة مسعود مع اندلاع الثورة في ليبيا عام 2011 عندما كان عمره 26 عاما لعدة أسباب. أولها اضطراراه في 2013 إلى ترك مدينته والتوجه إلى بنغازي للحصول على عمل يُمكنه من تكوين نفسه وتحقيق حلمه بحياة مستقرة.
والسبب الثاني عندما سيطر تنظيم الدولة داعش على سرت وتعرض شقيقيه محمد وسعد للتصفية على يد العناصر الإرهابية يوم 28 فبراير 2016، ما دفعه، بإصرار من والديه، إلى النزوح عن مسقط رأسه بشكل كامل والعيش في بنغازي.
ويضطر مسعود للإقامة لوحده داخل مقر يعود لإذاعة ليبيا الوطنية بمنطقة بودزيرة، حيث يعمل موظفًا في الإذاعة في مجال الهندسة الصوتية، لعدم تمكنه من إيجاد مسكن، وفق ما تحدث به لأخبار ليبيا24.
“فرض علينا واقع لم يكن من المفترض أن يكون”
ويتابع، في مقابلة معه أثناء مشاركته، في دورة المونتاج ضمن “مبادرة بنغازي بكرة”. إن أسوأ وضع عاشه الشباب الليبي هو العشر سنوات الماضية. ويضيف، “تلك السنوات أكلت من عمر الشباب الليبي الكثير”.
ويقول مسعود، “وضع الشباب الليبي ممن هم من نفس وضعي. ومن نفس أوضاع من أعرفهم سيء جدا من ناحية العمل التعليم والتكوين النفسي. أغلب الأبواب أصبحت مقفلة أمامنا”.
ويضيف، “فرض علينا واقع لم يكن من المفترض أن يكون وأشياء أصبحنا مجبرين على التعايش معها على الرغم من محاولاتنا لتغييرها”.
ويقول مسعود، “لو استمر الوضع على ما هو عليه من قلة العمل وقلة السيولة فإن من الصعب إقناع الشباب بعدم الهجرة كمحاولة لتحسين أوضاعهم”.

“ليبيا يفترض ألا يكون وضعها هكذا”
ويردف مسعود قائلًا، “ليبيا مكنش يكون هكي وضعها. كان المفترض أن يكون الوضع أحسن مما كان عليه قبل 2011 وفي 2011 وما بعد 2011. لكن للأسف لم نجد حتى الآن من يغير الحال إلى الأفضل”.
ويقول مسعود، “الانتخابات كانت فرصة للتغير ولكنها للأسف لم تحدث. الناس ملت من الدوران في نفس الحلقة وتريد أن تعيش حياتها بالكيفية التي تحلم بها”.
كل ما يريده مسعود هو أن يتحسن وضع البلاد للأحسن حتى يتمكن الشباب من الانخراط في أعمال حقيقية. ويكونون قادرين على العيش في بلادهم وتحقيق أحلامهم وما يتطلعون إلى تحقيقه.
يقول مسعود، “نريد تغيير الوضع للأحسن ولو حتى بنسبة واحد بالمائة. مللنا من المتمسكين بالكراسي. الذين يجب عليهم إعطاء الفرصة للآخرين لتغيير الوضع”.
ويضيف، “للأسف فئة معينة لا تريد التغيير، فليس من صالحها أن تكون هناك دولة وهناك مسائلة لهم”. واختتم مسعود حديثه، قائلًا، “لو لم تحدث الانتخابات فسنستمر للأسف في نفس الحلقة”.