مبادرة بنغازي بكرة.. رسالة للعالم بأن بالعلم والمعرفة نتسلح لمواجهة الإرهاب

أخبار ليبيا24
على الرغم من أن ندوب الحرب على الإرهاب لازالت حاضرة وسط بنغازي وبرغم الدمار الكبير الذي نالته منطقة “البلاد” مركز المدينة إلا أنه ثمّة أمل بدأ يزهر وسط الأنقاض يخبرنا بأن غدًا سيكون أفضل.
في أحد المباني المطلّة على ميدان الشجرة برزت “مبادرة بنغازي بكرة”، ويتضح من اسمها أنها رسالة قوية للعالم بأن الغد أفضل وبأن بالعطاء والعلم والمعرفة ستولد الحياة من رحم الدمار الذي طالما عمل الإرهابيين على نشره.

مبادرة بنغازي بكرة
وداخل مقرر مؤسسة براح للثقافة والفنون انطلقت اليوم الثلاثاء أولى الدورات المجانية ضمن مبادرة “بنغازي بكرة”. قام بإطلاق هذه المبادرة الدكتورة ريم البركي، ولبّاها جمع من المدربين المتخصصين، فضلا عن الشباب الراغبين في التدريب والتطوير من أنفسهم في عديد المجالات.
حياة قاسية
تقول ريم البركي، وهي شابة ليبية من بنغازي تعمل في مجال الصحافة: “يعيش أهالي بنغازي حياة قاسية منذ سنوات طويلة، وقد بدأت المعاناة حين سيطر الإرهابيين على المدينة. وكغيرهم من المحتلين حاولوا سرقة الخيرات وتدمير الهوية، لتبدو بنغازي أرضًا مرحبة بالإرهاب أمام العالم. قبل أن يعلن الجيش الليبي تطهير أحياء بنغازي بالكامل”.
وتضيف البركي، “خسرت بنغازي الكثير بسبب سيطرة الإرهابيين، فلم تكن هناك فرص عمل، ولم تكن هناك فرصة للتعليم وانهارت الخدمات تدريجيًا، وقد بدأ الجهل ينهش تدريجيا عقول الصغار بعد أن أصبح التعليم شبه مستحيل”.
وتواصل، “كل هذه الأسباب دفعتني لإطلاق المبادرة بالتعاون مع منظمة براح للثقافة والفنون. لإعطاء الفرصة لمجموعة جديدة من شباب بنغازي، بعيدًا عن جماعة المسيطرين على فرص التدريب. ولأقدم على نفقتي الخاصة 300 فرصة تدريبية مجانية لشباب بنغازي كخطوة أولى”.
عدد الدورات
وتضم المبادرة، التي انطلقت اليوم بدورة متخصصة في المونتاج، ثلاثة عشر دورة تدريبية في مجالات متعددة منها. رسم أساسيات التخطيط والمونتاج وأساسيات الهندسة الإذاعية واللغة الإنجليزية والتصوير والنحت والجرافيك، والقصة القصيرة والعزف على بعض من الآلات الموسيقية، وغيرها الكثير.
كما تضم المبادرة ثماني مسابقات، في “الكاريكاتير والتصوير والبورتريه والشطرنج والعزف المنفرد والغناء والقراءة والشعر.
وتهدف المبادرة في مرحلتها الأولى إلى تدريب 300 شاب وشابة. لاكتشاف مواهب حقيقية وتأهيلهم لسوق العمل من ناحية وخلق روح المنافسة بين الشباب عبر المسابقات المختلفة.
تطلع لحياة أفضل
تقول البركي، “كانت مفاجأة بالنسبة للجميع أن يسعى عدد كبير من شباب وبنات بنغازي لتعلم الآلات الموسيقية. من خلال المبادرة، وهذا يؤكد أن الجيل الجديد من أبناء بنغازي يحبون الحياة ويكرهون الحروب والموت. على عكس ما كان الإرهابيون يريدون إثباته.”
وتواصل، “هذه المبادرة أثبتت لي حرص الشباب على التعلم وتطوير المهارات، وإيمانه بإمكانية التعاون من أجل مصلحة الوطن”.
في الختام تقول الدكتورة ريم البركي، “هي مبادرة فردية، أتمنى أن أستطيع تكرارها، لأنها تستهدف خدمة الشباب. وأرجو أن تكون مساهمات المجتمع المدني المحلية والدولية قادرة على مساعدة الشباب بشكل حقيقي”.
تستمر الدورات المتعددة ضمن مبادرة “بنغازي بكرة” إلى يوم 31 مارس 2022.