فيديو| شاب من البيضاء يروي تفاصيل إصابته واستشهاد رفاقه في حرب تحرير درنة من جحيم الإرهاب

أخبار ليبيا24
آلاف من الشباب الليبي رفضوا أن تبقى ليبيا رهينة للجماعات الإرهابية فقدموا أنفسهم وأرواحهم فداء لترابها واضعين في نصب أعينهم ردّها لأهلها بعد أن حاولت تلك الجماعات السيطرة عليها وعلى مقدراتها.
ومن بين هؤلاء الشباب الشاب غيث امراجع إدريس حفيتر من مدينة البيضاء الذي يروي تفاصيل التحاقه بميادين البسالة للذوب عن تراب بلاده وتخليصها. من تلك الجماعات التي عاثت في الأرض فسادا وأزهقت الأرواح وقطّعت الرؤوس ويتمت الأطفال ورمّلت النساء.
وفي لقاء مع أخبار ليبيا 24 تحدث الشاب غيث حفيتر عن تفاصيل مشاركته لتحرير مدينة درنة من الجماعات الإرهابية التي كانت تحتلها وتنكل بأهلها.
يقول حفيتر: ” بداية التحاقي بالجبهات كان آمر مجموعتنا محمد علي الساكت من سكان البيضاء وأحد الجنود التابع للدفاع الجوي حيث كان في 2015 التحق بغرفة عمليات تحرير درنة”.
ويضيف: “في تلك الفترة كان مع الساكت أحد أقاربنا وهو الشهيد مصطفى المصراتي. حيث أبلغني الأخير بأن الساكت يريد مجموعة للالتحاق بسرية الإسناد الأولى بكتيبة 206 بالمنطقة العسكرية طبرق. وهو ما حدث حينها حيث التحقت رفقة مجموعة من الشباب إلى السرية”.
اشتباكات متقطعة مع الإرهابيين
ويواصل حفيتر، “كانت السرية تتمركز بعد بوابة النوار (جنوب مدينة القبة) في مكان يدعى “الكسارة” وتم تكليفنا بالالتحاق إلى بوابة “الظهر الحمر” في الجنوب الغربي لدرنة. تمركزنا هناك لمدة نحو أكثر عامين، ثم تم نقلنا إلى المشروع للتأمين. وكانت هناك عدة سرايا والتي تبعد كل واحدة الأخرى لنحو 10 كم”.
ويقول حفيتر: “في تلك الفترة كان العتاد بسيطا جدا وذلك لانشغال الجيش بتحرير بنغازي، لكن بعزيمة الرجال كنّا صامدين بفضل الله عز وجل”.
وفي تفاصيل أخرى حول طبيعة العمليات التي كانوا يقومون بها ضد مسلحي الجماعات الإرهابية. يضيف حفيتر: “في تلك الفترة كُلفنا من جديد للانتقال إلى محور الحيلة ضمن عدد من السرايا العسكرية وتمركزنا هناك في منطقة تسمى المشروع”.
ويتابع حفيتر، ” خلال فترة تمركزنا تعرضنا للعديد من عمليات الالتفاف من قبل مسلحين الجماعات الإرهابية. ما أدى إلى استشهاد عدد من الشباب.. كان قذائف الهاون والهاوتزر تتساقط علينا بشكل شبه يومي. ولكن ورغم ذلك كنّا صامدين”.
انطلاق عملية تحرير درنة
ويقول، “بعد تحرير بنغازي انتقلت قوات من الجيش إلى محاور درنة. بدأنا في التقدمات حيث كلفت سريتنا رفقة سرية قرنادة باقتحام عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية. لقد كان النصر حليفنا في كل مرة”.
ويضيف حفيتر، “ذات يوم من أيام سنة 2018 تقدمنا نحو حجاج شيحة، وأثناء تراجعنا تعرضنا لانفجار لغم أرضي ما أدى إلى انفجار السيارة واستشهاد 3 من رفاقي أما أنا فقد تعرضت لإصابات خطيرة أدت إلى بتر جزء من القدم وتعرضت لحريق في يدي اليمنى”.
أصيب حفيتر واستشهد عدد من رفاقه خلال عمليات تحرير درنة مسطرين بدمائهم ملاحم بطولية لتطهيرها من تلك الجماعات الإرهابية. التي ارتكب جرائم إنسانية متعددة ضد أهالها المدينة. وقد شهدت درنة إبّان سيطرة تلك الجماعات العديد من عمليات الاغتيال التي طالت القضاة العسكريين والمدنيين على حد سواء.
وبعد أشهر من القتال استطاعت قوات الجيش الوطني إثر الانتصارات الساحقة والمتلاحقة من تحرير درنة. التي كانت تئن تحت وطأة تلك الجماعات التي سيطرت عليها لنحو 8 سنوات بعد الإطاحة بالنظام السابق في سنة 2011.