بالفيديو | أخ يروي تفاصيل خطف ومقتل أخيه .. “كنت أتمني الموت معه”
لم يرضخ المغدور لداعش وكان يسقط ويقف بعد تلقيه عدد من الرصاصات
أخبار ليبيا 24 – تقرير
التقت وكالة أخبار ليبيا 24، “محمود خميس الهواري” أخ الفقيد “أحميدة الهواري” الذي نشرت الوكالة بعض من تفاصيل قصة اغتياله على لسان أمه الحاجة “أزويدة أحميدة” في تقرير سابق للوكالة نشر في الثالث من مايو .
محمود خميس الهواري – الذي كان رفقه أخيه عندما اختطفه عناصر داعش في تلك الليلة المشئومة – تنهد الأخ بحرقة ونظر إلى كاميرا الوكالة وفي عيناه الحزن والفرح في نفس الوقت، الحزن عندما فقد أخيه، والفرح لأن أخيه التابعة لقوات الصاعقة قتل على يد هؤلاء الإرهابيين الجبناء .
وقال الهواري، “كنت أناوب في البحرية بميناء درنة قبل أن انتقل إلى كتيبة 106، وحضر أخي “أحميدة” إلى المدينة فإقامته المؤقتة كانت في ذلك الوقت داخل معسكر الصاعقة في بنغازي، بسبب المخاطر التي كانت تحف وجوده في درنة، فالجماعات الإرهابية وعناصر داعش كانت تتربص به وبكل عسكري خصوصًا من غادر المدينة والتحق بقوات الكرامة .
رسائل تهديد
ويتابع أن تنظيم داعش الإرهابي كان يمتلك قوائم باسم كافة الملتحقين بقوات الجيش والشرطة من المدينة، وكان يطلب من الجميع الاستتابة والرضوح لهم والالتحاق بهم .
أخذ الهواري برهة من الوقت والعبرة تخنقه، و ذكر أن أخيه كان يتلقى عبر هاتفه العديد من رسائل التهديد والوعيد بالقتل، ولكن كان يطلب مني عدم إخبار أبي وأمي، حتى لا ينشغلا بذلك .
وفي مساء الثاني عشر من ديسمبر عام 2013م، حضر أخي للمدينة خلسة ليطمأن عن وأبي وأمي، ومباركة زفاف أختي .
رصد ومتابعة
ويوضح أنه في اليوم التالي والذي كان يرغب أخي فيه العودة إلى مدينة بنغازي والالتحاق بزملائه بقوات الصاعقة، حضر بسيارتي وهي تاكسي نوع “أفانتي” وفور صعودنا ومغادرتنا للميناء وتحت قوس الميناء والطريق “معطوبة “، والجو ممطر، فرصد أخي “أحميدة” بالمرآة الجانبية للسيارة عربتان تابعات للعناصر الإرهابية الأولي نوع شفرة تاكسي، والثانية تويوتا نوع قمرة دفع رباعي مايعرف بـ”فجعة” .
لمح البصر
ويتابع “فجأة ونحن تحت “القوس” مرة سيارة بجانبنا وأغلقت الطريق أمامنا، وكنت أنا أحمل سلاح نوع بنقدية “خرطوش تومتك” وشاهدت الملثمين ينزلون من السيارة ويحملون بنادقهم ويتوجهون نحونا أمسكت بندقية الخرطوش، وأعرف أنها لن تؤدي الغرض لكني كنت مدرك أنهم يريدون قتل أخي “أحميدة” وقلت على الأقل نموت معًا.
محمود يقول لم انتبه في البداية للعربات التي كانت تتبعنا، ولكن عند توقف السيارة أمامنا ونزول من فيها من الملثمين وفي للمح البصر وعلى غفلة مني تم ضربي بأحمس بندقية أحد العناصر الإرهابية على رأسي من الخلف، ولم أكن أتوقع أن هناك سيارة أخري مع السيارة الأولى .
نزع القناع
ويسرد الأخ “محمود” سقطت على الأرض وبدأت في الصراع والعارك مع من أمامي من العناصر الإرهابية، ووضعت يدي على قناع أحد الإرهابي الذي كنت أتعارك معه لنزعه، فما كان من الإرهابي الذي خلفي إلا أن أطلق النار على رجلي فنفذت الرصاصة وبداء يركلني بقوة، وأنا على الأرض ويقول لي أرجع يا مرتد .
ويوضح وفي عيناه الدموع والآسي والحرقة، نظرت حينها إلى سيارتنا وشاهدت أحد الإرهابيين وهو يضع سلاحه على رأس أخي “أحميدة” ويطلبه بالنزول من السيارة الركوب في المقعد الخلفي، وتولي أحد الإرهابيين القيادة وهرب جميعهم وتركوني على الأرض .
لم يساعدنا أحد
وأكد “محمود” خلال حديثه، وهو ينظر لكاميرا الوكالة لا أنكر حالة الذعر التي مررت بها ولا يمكن أن أصفها، فماذا سأقول لأبي وأمي هذا كل ما فكرت به، ولم أفكر حتى في نفسي وأني مرمي على الطريق وتحت المطر وكنت لا أستطيع النهوض لإصابتي في رجلي .
ويتابع أن هذه الواقعة حدثت أمام بعض المارة الذين كانوا يستقلون نفس الطريق، ولم يقف أحد علينا أو يساعدنا، ولكن بعد فرار العناصر الإرهابية، هرع شابين بعكس اتجاه الطريق لي وسيارتهم نوع مازدا وقاما بإسعافي، وأنا أصرخ لهم لا أريد الذهاب للمشفى، بل أتبعوا سيارات الجماعات الإرهابية لإنقاذ أخي من بين أيديهم، ورد عليا أحدهم وقال لي “لن نستطيع الوصول إليهم لقد فات الآوان” عندها انهرت وبدأت في البكاء .
تم نقلي إلى مستشفي الهريش التي كانت خاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية، حينها اتصلت بكل أقاربي وتجمع كافة أفراد أسرتي وأبناء عمومتي أمام المشفى وبعد تلقي الإسعافات الأولية والاطمئنان على صحتي غادرنا المستشفى .
عملية الاغتيال
وأوضح عدنا في تلك الليلة إلى المنزل، ومع بزوغ فجر اليوم الثاني خرج الجميع للبحث عن أخي “محمود”، وبعد ساعات قليلة وردت إلينا معلومات بأن سيارتي بالقرب من حوض ميناء رأس الهلال توجه كافة أهالي المدينة إلى هناك، والمعلومة وردت من “راعي ” كان شاهد عيان على عملية الاغتيال ولكن في وقتها لم يكن يتجرأ على الحديث أو سرد التفاصيل .
وأبلغنا الراعي أن أخي كان رجل وشجاع ولم يرضخ لهم، وكان يسقط ويقف أكثر من مرة، بعد كل إطلاقة ترمي عليه يسقط ويقف، لافتًا إلى أنه أصيب بست رصاصات في رجليه ويداه واثنين في الرأس، وتهشم رأسه ومات .
ويختتم محمود قصته ويقول “غادرت درنة والتحقت بالكتيبة 106 وعدت لها مع المحررين ودخلنا إلى درنة برأس مرفوع، وتمكنت من الانتقام لأخي وزملائه من قوات الجيش والشرطة .