الدبيبة: قطع الكهرباء  تم بفعل فاعل يريد إشعال الحرب من جديد

الدبيبة: لم يعد لدينا وقت للحرب ولدينا خطط للسلام والبناء والمصالحة

أخبار ليبيا 24 – متابعات

أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عن سعادته بزيارة مدينة تاجوراء اليوم الجمعة، مؤكدا أن المدينة الكبيرة بمساحتها وعدد سكانها لديها إمكانيات كبيرة لتطوير ليبيا، وأن زيارته تستهدف تحفيز هذه الإمكانيات وتحريك الراكد، فضلاً عن استطلاع أحوال أهلها والتعرف على مشاكل المدينة.

الدبيبة أشار، في كلمة له خلال اجتماع ضم عدد من الوزراء، مع نواب وأعيان تاجوراء، إلى أن الزيارة بدأت بجولة في المنطقة الصناعية، منوها بأنه يعرف بعض المشروعات بها جيدًا، مؤكدًا أن المجمع الصناعي يعتبر ثروة ضخمة وكنز كبير لليبيا.

وأوضح أن الدولة الليبية في مراحل سابقة أنفقت مبالغ استثمارية كبيرة لبناء هذه المؤسسات ولابد من استثمارها بالشكل الأمثل من أجل التنمية وبناء الدولة، ولاستيعاب الشباب الذين يحملون السلاح في الشوارع دون مبرر.

وأكد أن وزير الصناعة سيقوم بزيارة للمنطقة لبحث حلحلة بعض المشاكل المتعلقة بالإدارة والتوزيع والتسويق والمواد الخام، لاستغلال إمكانيات الهائلة بالمنطقة.

وتابع بأنه سيتم تشكيل فريق خاص يضم أعضاء من المجلس المحلي لمتابعة وبحث الصعوبات التي تواجهها المنطقة وبحث تنفيذ طلبات عمدة المدينة ونوابها، مشددا على ضرورة الالتفات للمستقبل وللبناء من أجل الأجيال القادمة، بعيدا عن الحروب والصراعات التي أودت بحياة المئات والآلاف، وخلفت المئات من الأرامل اللائي يجب الاهتمام بهن.

وأكد أن حكومة الوحدة الوطنية وضعت عدة أهداف للعمل عليها وإنجازها خلال الفترة الضيقة المُكلفة بإدارتها، على رأسها ضمان وقف الحرب وعدم تجددها، خاصة بعد التجربة القاسية والدموية التي عاشتها ليبيا، محذرًا من وجود من يسعى لإشعال فتيلها مرة أخرى.

وأشار إلى أن هناك من يحاول صنع الأزمات من أجل خلق أجواء تساعد على اندلاع الحرب مثل قطع الكهرباء بفعل فاعل، وافتعال مشاكل طوابير الوقود، مناشدا أهل تاجوراء بعدم ترك الفرصة لأعداء الاستقرار، وعدم الاستجابة لدعوات الحرب ولا الزج بأبنائهم في أي صراعات جديدة.

وأضاف لم يعد لدينا وقت للحرب، ولدينا الآن خط سلام وبناء ومصالحة حقيقية وليست مصالحة مزيفة قائمة على أوهام، محذرًا من تجار الحروب الذين أفرزتهم العشر سنوات الماضية وبنوا ثروات من هذه الحروب.

وأكد أن ليبيا تنعم بالعديد من الخيرات والثروات والإمكانيات، قائلا “دعونا نجرب طريقا آخر غير طريق الحرب، فقد أنعم ربنا علينا بالكثير من الخيرات، ورغم الحروب والدمار والتخريب لا تزال ليبيا بها الكثير من الخيرات والإمكانيات وعلينا أن نحسن استغلالها”.

وأكد أن جولاته الخارجية ليست للفسحة كما حاول البعض الترويج لذلك ولكن لحشد التأكيد على إنهاء الحرب والحصول على دعم لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، مشيرًا إلى أنه لم يستطع دخول سرت وهي مدينة على أرض ليبية لوجود مجموعات مسلحة ومرتزقة بها.

وتابع بأن المشكلة الأخرى التي تسعى حكومته للتغلب عليها تتمثل في وباء جائحة كورونا، حيث تولى رئاسة الحكومة ولم يكن هناك حتى وعود باللقاحات، منوها بأنه تم الحصول على عدد محدود من اللقاحات بلغ 400 ألف جرعة، وهناك وعود بعدد أكبر من الجرعات.

وطالب الليبيين بالتسجيل للحصول على اللقاح وعدم إثارة الشكوك في فاعليتها، مشددا على أن التشكك وفقد الثقة بين المواطنين وبعضهم وبين المواطنين والحكومة هو من نتاج السنوات العشر الماضية.

وأشار إلى أن عدد الوفيات بين الذين حصلوا على اللقاحات خلال الفترة الماضية ضعيف جدًا على مستوى العالم، وأنه لا داعي للخوف من اللقاحات سواء أسترازينيكا أو جونسنون آند جونسون، وهي لا تتجاوز 12 أو 13 حالة وفاة بين 40 مليون شخص حصلوا على اللقاح، منوهًا إلى أن أزمة كورونا شهدت إنفاق 2 مليار دينار، وهناك ديون تبلغ كذلك 2 مليار أيضا.

وبالنسبة لمشكلة الكهرباء، أوضح أنه عقد لقاء مع محافظ ليبيا المركزي ورئيس ديوان المحاسبة وطلب اعتماد مبالغ لشركة الكهرباء من أجل علاج بعض المشاكل العاجلة للتغلب على مشكلة الانقطاعات، وهو ما وجد استجابة من المركزي وتم تخصيص مليار دينار وتقوم الشركة حاليا ببذل مجهود غير عادي، مشيرًا إلى أن الانقطاع الذي حدث أمس هو انقطاع مفتعل وهو محل تحقيق الآن .

وأضاف أن الحكومة تعمل على تذليل كل الصعوبات التي تواجه شركة الكهرباء وأعطتها كل التكليفات التي تيسر لها العمل كما كسرت كل الحواجز التي يمكن أن تعرقل عملها، معربا عن تفاؤله بأن الصيف المقبل سيمر بأقل الانقطاعات الممكنة بعد الجهود القائمة لتقوية وبناء الشبكة، مؤكدا أن ليبيا عام 2022م ستكون بدون انقطاعات.

وفيما يتعلق بالمرتبات أوضح أنه تم زيادة أرباب الدخل المقدر بـ450 دينار ليصبح 800 دينار، مع تفعيل علاوة الزوجة والأبناء بحيث يصبح إجمالي دخل الأسرة 1350 دينار، للتجاوز الأسر خط الفقر.

وتطرق إلى رفع الدعم مؤكدا أنه لا يملك منفردًا إصدار قرار بشأنه حيث يتطلب الأمر دراسة شاملة وهو ما تقوم به لجنة فنية متخصصة ستعرض نتائجها على الليبيين، مشيرا إلى أن ليبيا تواجه مشكلة تهريب الوقود وهو ما يعني ضياع جزء كبير من أموال دعم الوقود البالغة 12 مليار دينار.

وأشار إلى أن قيمة دعم الوقود في ليبيا يضيع منها جزء كبير من خلال التهريب يبلغ قرب 8 مليارات، مشيرا إلى أن هناك سفن إيطالية تأتي لشراء الوقود المدعم من ليبيا، كما يذهب جزء كبير من الوقود أيضا إلى تونس وتشاد والنيجر من خلال سماسرة الوقود.

وطمأن الليبيين بشأن أموال ليبيا واستثمارات الشركة الليبية للاستثمار، مشيرًا إلى أنه طلب بيانًا بشأن هذه الاستثمارات البالغ قيمتها 67 مليار دولار، وبشأن مشروعاتها المتعددة خارج ليبيا ومنها 5 مشروعات بالقاهرة و7 مشروعات في مالطا، مؤكدا أنه طلب مساهمة الشركة بمليار دولار في مشروعات بطرابلس، فيما سيتم الإفصاح عن تلك المشروعات وحجم الاستثمارات ليعرف الليبيون أين تستثمر وكيف تنفق أموالهم.

ونوه بوجود قضية بين إدارتين للشركة حول مبلغ 400 مليون دولار كلفت الشركة أتعابا للمحامين بلغت 350 مليون، مؤكدا أن هذه الأوضاع يجب أن تنتهي ولا يمكن أن يسمح بأن يتم التعارك بأموال الليبيين وعلى حسابهم.

وعاد إلى الحديث عن تاجوراء منوها بأن المعسكرات المنتشرة بها لابد أن تستغل في إنشاء استثمارات متعددة بدلا من أن تستغل في الحروب والموت والدمار، مشيرا إلى تأسيس فرع لجامعة طرابلس، وإنشاء عدد من الملاعب على أحدث مستوى، كما سيتم إنشاء مستشفى كبير لخدمة كل الليبيين وخاصة أهالي المدينة، إضافة إلى مشروع المرافق المتكامل.

Exit mobile version