الأخبارجرائم الارهاب

داعش دمر درنة والليبيين يعيدون بنائها

لماذا اختار "داعش" درنة لتكون ملاذه في شرق ليبيا ؟

أخبار ليبيا 24 – تقارير 

عندما عاد الهدوء مرة أخرى إلى مدينة درنة الساحلية وتم طرد داعش أخيرًا من المدينة بعد سنوات من الحرب والانفجارات والاغتيالات والكثير من الجثث والندوب العميقة في المدينة القديمة، استيقظ أهالي المدينة الذين حاربوا الإرهاب على مدارس ومستشفيات ومنازل معظمها دمرت. 

وأن دمرها الإرهاب .. فنحن نبينها

وبعد القضاء على الجماعات الإرهابية كان لابد من البناء وإخفاء ملامح الدمار الذي خلفته الجماعات الإرهابية، فقد أصدر رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في التاسع من أكتوبر عام 2019 م،  قرار بتشكيل لجنة إعادة استقرار مدينة درنة وخصصت لها مبالغ ماليه قدرت بالملايين هدفها إعادة المرافق المدمرة كمديرية الأمن وجهاز الأمن الداخلي، والمباني الخاصة بالتمركزات الأمنية والمحاكم والنيابات، وكذلك الجسور ومنها جسر شلال درنة لما يمثله من جسر حيوي.

وبدأت فعاليَا أعمال إعادة بناء الجسر قبل أيام، وكذلك بوابة المدخل الغربي للمدينة ناهيك عن طريق كورنيش درنة، ومبني المحكمة النيابة، وعدد من حدائق الأطفال، والمؤسسات التعليمية . 

لم يكن اختيار الجماعات الإرهابية لمدينة درنة والتمركز بها محض صدفة بل لموقعها الجغرافي ومحيطها من جبل وأودية مما يسهل التحصن بها وإطالة أمد اي هجوم يستهدفهم وهم بداخلها . 

درنة كانت إمارة إسلامية حقيقية ممولة بالمال والسلاح، وتلجأ إليها العناصر المتطرفة من كل حدب وصوب، وأكبر دليل على ذلك اختباء الإرهابي المتطرف المدعو “هشام عشماوي”.

سنوات عجاف 

المناطق التي سيطرت عليها الجماعات الارهابية من مجلس شوري مجاهدي درنة، الموالي لتنظيم القاعدة، ومايسمي تنظيم الدولة “داعش”، لم تسلم من شرهم لا البشر ولا الحجر ولا الشجر فمنذ توغلهم في درنة وفرض سيطرتهم عليها بدو في تنفيذ مخططهم الإرهابي . 

بدأت الجماعات الإرهابية بإلغاء كل مظاهر الدولة وطال التدمير والحرق والتخريب مؤسساتها من مراكز للشرطة والمحكمة ومقابر الصحابة وبوابة سيدي خالد وأغلب نقاط التمركزات الأمنية في المدينة، وأغلب مرافق ثانوية تدريب الشرطة.

وبعد سنوات عجاف من سيطرة تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية المتحدة معه، وأن اختلفت في المنهج وما دار بينهم من صراع على النفوذ والمكاسب والغنائم بالمدينة، إلا أنهم اتحدوا لمواجهة الجيش الوطني الذي أعلن الحرب على التنظيمات الإرهابية في درنة . 

تدمير ونسف 

وعندما بدأت المعاركة على تخوم درنة أثناء تقدم القوات المسلحة قامت الجماعات الإرهابية بتدمير ونسف عدة مرافق داخل المدينة، من أهمها جسر شلال درنة الحيوي . 

فجر “داعش” في الثامن عشر من مايو عام 2018 م، جسر “شلال درنة” معتقدين بأنهم سيعرقلون تقدم قوات الجيش، نحو وسط المدينة . 

لكن قوات الجيش استطاعت التقدم عبر وادي الشواعر – الذي تم تدميره هو الآخر – بعد أن قام المواطنين ببناء طريق ترابي محاذي لموقع الجسر الذي نسف. 

هشام عشماوي 

واشتدت المعارك بين قوات الجيش والجماعات الإرهابية في وسط درنة، حتي تم القبض على الإرهابي “هشام عشماوي” ومرافقة، إثر عملية نوعية نفذها الجيش الوطني على وكر إرهابي يتحصن فيه عشماوي في حي المغار القديم بالمدينة.

تسلمت السلطات المصرية، في الثلاثين من مايو عام 2019، من قوات الجيش الوطني الإرهابي المطلوب لديها “عشماوي” وحارسه الشخصي “بهاء أبو المعاطي”، بعد زيارة قام بها مدير الاستخبارات المصري اللواء وائل عباس إلى مقر القيادة العامة للجيش الليبي، الأمر الذي شكل ضمنيًا نهاية الجماعات الإرهابية في درنة.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى