الأخبارأخبار محليةتقاريرليبيا

بالفيديو | شكله واكل بسبوسة !

بين مصدق لأسحار البسبوسة ومكذب لها .. يجعل تناولها في كل مرة مغامرة ممتعة لعشاقها

أخبار ليبيا 24 – تقرير

أكيد موكلته بسبوسة .. شكلها بسبوسة بالعسل الحقاني … هذه العبارات وغيرها صارت متداولة بشكل كبير في مجتمعاتنا، بعد أن ارتبطت البسبوسة في السنوات الأخيرة بالسحر و بكونها أحد أهم وسائله وطرقه للوصول إلى قلب الحبيب.

مع ذلك ظلت البسبوسة متربعة على عرش الحلويات الرمضانية، وإن اقتصر تناولها على صانعاتها من الأسرة أو على المحلات الكبيرة التي اشتهرت بها وتخصصت فيها، ومع تنوع أشكال وأنواع وأنماط البسبوسة إلى أنها ظلت محور اهتمام الشباب والبنات معا.

تقول رئيس منظمة دروب الحياة النسائية نعيمة مختار – لوكالة أخبار ليبيا24  – إن قصة السحر مع البسبوسة صارت محور حديث المجتمعات النسائية، خاصة عندما تقدم في اللمات التي تنظمها البنات فيما بينهن، فأول تعليق يقال حين تُشاهدُ البسبوسة هو ماله تبي تسحرينا ؟!!، أو راهو نحنا بنان مش شباب!! إستنادا إلى أن السحر يعمل في البسبوسة لجلب الشباب فقط . 

مختار تضيف أن هذا الأمر أثّر بشكل كبير على المناسبات الاجتماعية وتناول الحلويات فيها عامة، قبل ظهور قصة البسبوسة والسحر كانت البسبوسة والمقروض أول ما يقع القضاء عليه من أصناف الحلويات في المناسبات، ولكن في السنوات الأخيرة يعزف الكثير من الشباب عن تناول البسبوسة، وهو مادفع حتى البنات إلى العزوف عن تجهيزها وإعدادها فضلا عن تعلمها لمن لا يتقنها.

هذا الواقع دفع نعيمة لتنظيم أول دورة تدريبية لتعلم البسبوسة في سبها، هدفت من خلالها لتشجيع البنات على تعلمها مجددًا، وأيضا تبيان مكوناتها ببساطة للشباب ممن لايعلمون عنها الكثير، والدورة لاقت إقبالا واضحا من البنات اللواتي أحببن فكرة تعلم البسبوسه بشكل مختلف.

للسحر في سبها خاصة وليبيا عامة قصص لاتنتهي، فمجموعات مكافحة ومحاربة السحر لم تنفك من تنظيف القبور والبحث عن الأسحار المدفونة فيها، وتظهر هنا قصص عديدة عن السحرة والمسحورين، وعن أسحار طال عمرها حتى بلغت الثلاثين عاما أو يزيد . 

يقول أحد أعضاء فرق مكافحة السحر في سبها محمد البوزيدي – لأخبار ليبيا24 – إن الموضوع تطور لدرجة يصعب معها تجاهل القصص، يسرد لنا عن أحدى جولاتهم في مقبرة الجديد والتي وجدوا فيها أسحارا متنوعة الأحجام والعقد والأشكال، يقول إن فك الأسحار كان بطريقة اعتباطية أول الأمر، ولكن تواصلنا مع عدة مشايخ ليعطونا طرق فك السحر الذي نجده في المقابر، حتى إن بعضهم رافقنا في عدة جولات.

البوزيدي يواصل حديثه عن السحر فيقول إنهم وجدوا بعضه عبارة عن أوراق مكتوب عليها طلاسم بخط مائل للاصفرار، ويحمل مربعات ومثلثات وعيون، ويلتف حوله قطعة قماش سوداء وخيط رفيع ولكنه صلب وكثير العقد، وبعض الأسحار تكون صورة للمسحور ومكتوب عليها طلاسم وبعض الكلمات التي يريدها الساحر، مثلا طلاق أو فراق أو مرض أو عدم استقرار وغير ذلك.

يعتقد البوزيدي أن الأسحار التي وضعت في مقبرة الجديد تحتاج أشهرا طويلة من التنقيب والبحث والفك حتى تتعدل أحوال الكثير من الناس ممن ارتبطت أسماءهم وحياتهم بأسحار مدفونة هنا بجانب الموتي، الذين لطالما استخدمت أعضائهم في الكثير من الأعمال السحرية، ويستغرب أن يرتبط السحر فقط بالبسبوسة، فهناك الكسكسي الذي تبرمه بعض الساحرات بأيدي الموتى، وهناك أسحار البخور بأنواعها، وأسحار المياه والملامسة وغيرها الكثير من أنواع لاحصر لها في السحر والسحر.

الباحثة في علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة سبها، فاطمة منصور تعتقد أن كل مايقع تداوله حول السحر والأسحار ملئ بالكثير من المبالغات، والتي تعززها الثقافة الشعبية، هذه الأخيرة التي تستسهل إيجاد شماعة لتعليق الأخطاء عليها وكذلك سوء الحظ أو سبب عدم التوفيق في الكثير من الأمور، وهو وضع تتسم به جميع المجتمعات القائمة على الخرافة ومافي حكمها من أساطير وحكاوي قديمة.

تضع منصور قاعدتها حول هذا الموضوع وتورد أن السحر موجود وقد ذكر في القران، ولكن أن يوضع بشكل دائم كسبب لأي تقصير أو فشل فهذا هو الخرافة بعينها، وتضع اللوم في ذلك على السلطات الحكومية التي بدل أن تسعى لتوعية الناس والرفع من مستوى إدراكهم لهذه الأمور؛ بدل ذلك تتورط في حملات التنقيب والتفتيش وملاحقة من تتهمهم بالسحر، في مشهد يذكرنا بالعصور الوسطى المظلمة في اوروبا بحسب وصفها. 

كل هذا الحديث عن السحر والبسبوسة أصبح لايعني الكثير لنعيمة مختار ومن معها، اللواتي أكملن ثلاثة تدريبات في صنع البسبوسة، وصارت تستطيع إعدادها بنفسها بدل استجداء من يعدها لها، تقول نعيمة تعرفت على أنواع البسبوسة وصرت اميز بينها وأعرف طريقة إعداد كل منها، مثل بسبوسة القشطة، وبسبوسة النوتيلا، وبسبوسة الجالاكسي، والبسبوسة الزمنية، تقول أن الأمر كان أسهل مما كانت تتخيله تماما.

وتضيف ضاحكة أن البسبوسة لاتحتاج للسحر فسحرها فيها، أنه سحر الطعم الذي لا يقاوم، ومن الطبيعي ـن يتمنى الرجل الزواج من صانعة بسبوسة متقنة لعملها، اعتقد أن هذا هو سر ارتباط السحر بالبسبوسة تقول نعيمة ضاحكة.

وبين مصدق لأسحار البسبوسة ومكذب لها، وبين من يراها مبالغة ومن يراها منطقية، ستظل البسبوسة متربعة على عرش الحلويات في ليبيا والكل يحبها وإن صاحب هذا الحب شئ من الخوف، يجعل تناولها في كل مرة مغامرة ممتعة لعشاقها .

 

 

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى