الأخبارتقاريرجرائم الارهاب

ضحايا صغار تُستبدل ملاعب طفولتهم بمعسكرات إرهابيّة 

أخبار ليبيا24 – تقارير 

كيف لطفل في السابعة من عمره أن يأخذ قرارًا مصيريا خطيرا يودعه بأحضان الجماعات الإرهابية؟ 

لقد تميّز عبدي بذكاءٍ لامع، ما لفت انتباه معلّمه الّذي راح يخبره عن المجد الّذي ينتظره في الآخرة إذا كرّس نفسه لحماية دينه ووطنه من الكفّار الّذين غزوا بلادهم. 

بعد عمليّة غسل الدماغ الممنهجة، اقتنع عبدي بالانضمام مع سبعة فتيان آخرين، تتراوح أعمارهم بين 7 و 17 عامًا، إلى حركة الشباب، المنظمة الإرهابية المرتبطة بالقاعدة في الصومال. 

تَعاليمٌ دينيّة زائفة توعد بآخرة أفضل كان عبدي أصغرهم سنًّا لكنه واحد من آلاف الأطفال الصوماليين الّذين سقطوا على مرّ السّنين في براثن حركة الشباب الّتي استخدمت المدارس القرآنية لتجنيد الشباب المجندين، وكان ذلك خلال ذروة حركة الشّباب، عندما سيطرت الجماعة على مساحات شاسعة من البلاد. 

لمدّة عامين تقريبًا، عاش عبدي في معسكر تدريب متهدّم في الأدغال، يسكنه حوالي 36 رجلًا، معظمهم أكبر منه بكثير. 

كان زعيم المعسكر، أمير علي، ينام في خيمة، أمّا المقاتلون فكانوا ينامون في الخارج تحت البرد والمطر، كانت أيام عبدي ابن السبع سنوات في المخيم صعبة جدًّا: ساعات نوم قليلة، طعام محدود، ساعات طويلة من التمارين البدنية، دروس في الرماية. 

وفي العامين اللّذين قضاهما مع حركة الشباب، تمّ إشراك عبدي في مهمتين قتاليتين كانت إحداها في قرية دار السلام مبارك المجاورة، لاختطاف المواطنين المتهمين بأنشطة “غير إسلامية”، كما شارك في عدّة اعتداءات وشهد عمليّة اغتيال. 

شعورٌ بالخيانة واتّخاذ قرار الفرار عندما علم عبدي أنّ أخاه قُتل على يد ضبّاط حركة الشباب بعد أن رفض الامتثال لمراسيمهم الأخلاقيّة، نشأت في ذهنه فكرة الهروب. 

ومنذ تلك اللّحظة، تحدّى كلّ الصّعاب محاولًا إعادة بناء حياته، على غرار غيره من القُصّر المنشقّين عن حركة الشّباب. 

وهكذا، بعد أن تمكّن من العودة إلى مسقط رأسه، عاد مباشرة إلى المنزل واجتمع مع والدته وإخوته، ومع ذلك، فقد كان خائفًا جدًا من أن يأتي أعضاء حركة الشباب بحثًا عنه. 

بعد فترةٍ، انتسب إلى جمعيّة تعمل على إعادة تأهيل المنشقين عن الجماعات الإرهابيّة ما ساعده على العودة إلى حياةٍ “شبه” طبيعيّة، إذ يتعرّض هؤلاء القُصّر للعداء من المجتمع وغالباً ما تراودهم الكوابيس بسبب خطر استعادتهم من قبل الجماعة. 

يحاول هؤلاء الأولاد أن يفكروا في المستقبل أكثر ممّا يفكروا في الماضي وعندما يفكّرون في تلك الأيّام الفظيعة، يشعرون بالامتنان لأنّهم نجوا من ذلك الجحيم. 

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى