التوق للعودة إلى إحضان الوطن مدموج بالندم ووصمة عار الإرهاب

أخبار ليبيا24- آراء حرة
هل يسع حضن الوطن لجميع أبنائه حتى هؤلاء الذين يخذلون أهله وحضارته ومبادئه ويخونون تاريخه وحاضره؟ لطالما قيل للشباب أن يتمسكوا بطموحهم ويحققوا أحلامهم رغم التحديات إلا أن مصاعب الحياة قاسية وعقول الشباب هشة وكما حال الكثيرين يجد شباب المغرب نفسهم أمام أوضاع اجتماعيّة متردّية.
وبالتّالي عدم قدرتهم على تأمين حياةٍ مريحةٍ، تدفع بهؤلاء إلى اختيار الطّريق الأسهل فينجرفون وراء الأفكار السّلفيّة الجهاديّة الّتي توهمهم بأنّ الإرهاب والجهاد هو بابٌ من الفُرصِ يُفتَحُ أمامهم.
ياسين الغزوي هو أحد هؤلاء الشّباب المغاربة، وهو يروي قصّته منذ التحاقه بجبهة النّصرة في سوريا إلى حين هروبه إلى تركيا، ويشكي هذا الشّاب الثّلاثنيّ همّه وخوفه من سنوات السّجن ما إذا عاد إلى أرض وطنه.
فكما الكثير من أبناء وطنه تخلى ياسين عن أسرته وسافر سرًّا للالتحاق بجبهات القتال في سوريا نظرًا إلى سهولة الوصول إلى هذا البلد مقارنةً مع مناطق أخرى.
انخرط هذا الشّاب لخمس سنوات في جبهات القتال في سوريا مع تنظيم جبهة النّصرة، لقد شارك في معارك تحرير الساحل، معركة إدلب وجسر الشغور، معركة فك حصار حلب ومعركة تحرير حماة.
إلى أن جاء اليوم الّذي تزعزعت فيه ثقته بمنهجيّة هذا التّنظيم وغيره من التنظيمات غير القادرة على معالجة مشاكل النّاس، إضافةً إلى تفشّي ثقافة الاستغلال والابتزاز والمحسوبيّة.
وأدرك ياسين شأنه شأن العشرات من الشباب المغاربة أنه في المعركة الخطأ، فقرّر الهروب إلى تركيا سنة 2018، بعدما تبدّلت قناعاته وراجع مواقفه، أملًا في العودة يومًا ما إلى المغرب.
لذلك ما كان أمامه سوى الانتقال إلى تركيا بطريقةٍ غير شرعيّة من خلال شقّ الطّريق بين الحقول الزّراعيّة والأشواك، تجنّبًا للدّوريّات التّركيّة، وبات اليوم يعيش في هواجس جمّة خوفًا من تبعات قانون الإرهاب، ولا سيّما أنّه متزوج من سورية وله منها 3 أبناء.
فالدّولة لا تصرّح للمواطنين من جنسيّة سوريّة التّوجّه للمغرب في حالة المتزوجين بسوريات، وهذه أكبر المعاناة الّتي بات يعيشها ياسين الغزوي اذ أدرك أن لاختياراته تداعيات خطيرة ليس على حياته فقط بل على عائلته ومستقبل أولاده الأبرياء.