كيف نجا رجل دين نيجيري من جحيم بوكو حرام

أخبار ليبيا24

بدا رجل الدين المسيحي بولوس ياكورو في موقف إنساني لا يحسد عليه وهو جاثم على ركبيته، أمام رجل ملثم شاهرًا سكينًا، يناشد حكومة نيجيريا من إنقاذه من جحيم جماعة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا.

فخلال مقطع فيديو عممته بوكو حرام شوهد ياكورو وهو في حالة نفسية غاية في الصعوبة يدعو حكومة بلاده والجمعية المسيحية النيجيرية إلى نجدته وتخليصه من الواقع المرعب الذي يعانيه، إذ إن خاطفيه هددوا بقتله في حال لم تدفع إليهم فدية لإطلاق سراحه.

ومنحت جماعة بوكو حرام الإرهابية الحكومة مهلة سبعة أيام تنتهي في 4 مارس 2021، لإنقاذ حياة القس ياكورو.

وقد بدأت معاناة ياكورو عندما أختطف في غارة شنها مسلحون إرهابيون على قرية بيمي التي تقطنها أغلبية مسيحية على بعد حوالي 20 كيلومترا من شيبوك في ولاية بورنو، والتي قتل فيها عناصر بوكوحرام 11 شخصا في 24 ديسمبر 2020.

وبينما يقف أحد إرهابيي بوكو حرام خلفه حاملاً سكينًا، جرى تصوير، القس ياكورو، وهو يقول إنهم منحوه إنذارًا نهائيًا في 24 فبراير مهددين بقتله بعد أسبوع من ذلك التاريخ.

في ذلك المقطع قال ياكورو، موجهًا مناشدته للحكومة: “إذا كنتم تريدون حقًا إنقاذي من هذه المعاناة فعليكم التصرف بسرعة”.

ووجه القس ياكورو نداءً إلى الرئيس محمد بخاري، والحاكم باباغانا زولوم، والجمعية المسيحية في نيجيريا للتحرك بسرعة، قائلًا: “إذا كنتم تريدوني على قيد الحياة، فإني أتوسل إليك بصفتك رئيسًا ومحافظًا ورئيس حكومتنا المحلية أن تنقذني من هذه المعاناة. أرجوك صل من أجلي وحررني من هذا الألم”.

المعاناة التي عانها القس ياكورو ليست فريدة من نوعها ولكنها واحدة من بين مئات القصص الإنسانية المؤلمة التي يتعرض لها المئات من البشر على اختلاف أديانهم وأعراقهم وجنسياتهم في مناطق عديدة من قارة أفريقيا.

وكانت بوكو حرام قد قطعت في العام الماضي رأس القس لاوان أنديمي، رئيس الرابطة المسيحية النيجيرية في منطقة ميتشيكا الحكومية المحلية بولاية أداماوا.

وبعد أيام من مناشدته للحكومة انتهت معاناة القس يوكورو الأربعاء 03 مارس 2021، إذ وعلى الرغم من أن الحكومة لم تقدم أي تفاصيل حول عملية تحريره إلا أن وسائل إعلام محلية نيجيريا نقلت عن مصادر أمنية، تأكيدها إن بوكو حرام الإرهابية أطلقت سراحه، لافتًا إلى أنه شوهد في ضواحي مايدوجوري أثناء نقله إلى مكتب أمن الدولة في بورنو.

يحتل الاختطاف والمطالبة بدفع الفدية قائمة أحد الموارد المهمة للجماعات والتنظيمات الإرهابية في أفريقيا مثل بوكو حرام وداعش وحركة الشباب الصومالية، وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، للحصول على الأموال للاستمرار في ديمومتها واستخدامها في أغراض شراء الأسلحة وتجنيد مزيد من العناصر الإرهابية، والمساومة على إطلاق سراح عناصرها المسجونين.

إن اختطاف البشر وطلب الفدية لإطلاق سراحهم يمثل تهديدا خطيرا لحقوق الإنسان، ويؤثر على الضحايا وأسرهم ومجتمعاتهم، كما أنه وسيلة مُشينة ومُستهجنة ولا تمت للأخلاق ولا الدين بأي صفة.

Exit mobile version