رئيس مكافحة الفساد: جميع أصحاب المناصب سيخضعون لإقرار الذمة المالية

رئيس مكافحة الفساد: هناك تلاعب كبير بالميزانية العامة

أخبار ليبيا 24 – متابعات

أكد رئيس هيئة مكافحة الفساد نعمان الشيخ، أن الموجودين في المناصب الاعتبارية سيخضعون لإقرار الذمة المالية بالقانون، موضحًا أن الهيئة ستُبلغ الجميع بضرورة تعبئة نماذج إقرار الذمة المالية واتخاذ الإجراءات ضد الرافضين.

الشيخ قال، في تصريحات صحفية، إن الهيئة وقعت بروتوكول تعاون مع وزارة الداخلية في ثلاث مجالات رئيسية تتمثل في الاستحقاقات المالية وجرائم غسل الأموال والثراء غير المشروع، والتحري وجمع المعلومات وحماية الخبراء والشهود والمبلغين، وبناء القدرات.

وأشار إلى أن الهيئة تعكف على إصدار تقريرها السنوي لعامي 2019م، و2020م، مضيفا “لدينا عمل مكثف يتعلق بموضوع الازدواجية والنتائج تعد صادمة، ورصدنا شبهات فساد حول التلاعب في الميزانية العامة خاصة الباب الأول، ولدينا تعاون مثمر مع وزارة المالية سيظهر الفترة القادمة”.

ويأتي هذا في أعقاب فضح محاولة أحد الشخصيات اعتلاء السلطة الجديدة عن طريق الرشوة، حيث روى السفير الليبي لدى المملكة الأردنية الهاشمية، محمد البرغثي، واقعة جمعته بأحد الشخصيات التي كانت ترغب في رئاسة الحكومة الليبية، مشيرًا إلى أن هذه الحكاية لا علاقة لها بالشخصيات التي تم اختيارها لشغل الوظائف القيادية “رئاسة المجلس الرئاسي أو الحكومة”، كما أنها لا علاقة لها بأي شخصية عاملة في المشهد السياسي الحالي.

البرغثي قال ، في تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحت عنوان “حكايةٌ لا تُحكى”، “حكاية احتفظتُ بها لنفسي، المسافة بيني وبينها ليست بعيدة، المسافة بيني وبين صاحب الحكاية غدت بعيدة، فصاحبُنا صاحبُ تجربة سياسية ووظيفية لا تُعدُ قليلة، صاحبُنا طموح وهذا أمرٌ مشروع، ولكن عندما التقيته وجدته طموع”.

وأضاف “اتصالٌ هاتفي: أودّ المجيء إلى عمان غدًا للقائك، والحديث معك في أمر هام.. رحبتُ بزيارته، وصل الرجل، وهاتفني من مقر إقامته، يود اللقاء في نفس الليلة، أخبرني بأنه سيسافر غدًا صباحًا، لديه الكثير من العمل يود إنجازه”.

وتابع “دعوته على العشاء، وأصر أن يكون العشاء في نفس الفندق الذي يُقيم فيه.. استقبالٌ حار، عشاءٌ وحوار.. أخبرني بأنه كان في جولة واسعة في ليبيا، التقى خلالها بالعديد من الشخصيات المهمة، وغدًا سيبدأ زيارة للعديد من الدول ذات العلاقة بالملف الليبي”.

وأردف “قال صاحبُنا: لقد رتبتُ أمري لأن أكون رئيسًا للوزراء، وخلال جولتي في ليبيا، وجدتُ أن أسمك يحظى باحترام كبير، ويُنظر إليك كشخصية توافقية، وعليه رأيتُ أن أعرض عيك أن تكون شريكًا معي في هذه الحكومة، وتكون نائبًا لرئيس الحكومة ووزيرًا للخارجية”.

وواصل “لم يترك ليّ صاحبُنا فرصة الرد، بل أضاف قائلاً: لقد قمتُ بترتيب كل الأمور، واتفقت مع المعنيين بالأمر، وبعد حوارات وصلتُ إلى تفاهمات، سيكلفني الموضوع (50 مليون دولار)، سأقوم بدفع %‎ 50 من القيمة مُقدمًا، ثم يتم استكمال بقية المبلغ فيما بعد، وهناك البعض الذين يرغبون في شراء بيوت لهم خارج البلاد”.

واستدرك “تسمرّتُ في مكاني، وجدتُ صعوبة في تصديق ما يُحكى، حاولتُ أن أبحث عن كلمات للرد، خاطبته: أستاذ، أنني أستغرب، كيف تفكر بهذه الطريقة؟ هذا أمرٌ لا يجوز، وبالنسبة ليّ هذا السلوك مرفوض ولا يُقبل.. قاطعني قائلاً: 50 مليون دولار من أجل إنقاذ ليبيا، لا تساوي شيء”.

واستطرد “البون بعيد والمسافة شاسعة بيني وبين الرجل، رغم جلوسنا على طاولة واحدة، المسافة بين الناس لا تُقاس بالأمتار ولكنها تُقاس بالأفكار، اعتذرتُ للرجل وشكرتُه على عرضه، استغرب صاحبنا استغرابي، كما استغربتُ أنا استغرابه، ولذلك لم نلتقي إلا على العشاء أو في حكاية الاستغراب”.

واختتم “ودعتُ الرجل وودعتُ معه ثقافة الأرقام، وأدركتُ أن هناك فرقٌ كبير بين من يتحدث عن الوطن وبين من يتحدث عن (البزار)، وفى كل مرة يزداد يقيني بأن الوطن كبير ويحتاج إلى كبار”.

Exit mobile version