تورط في خطف السفير الأردني..الذكرى الثانية للقبض على الإرهابي “بوعمود” في مصراتة

أخبار ليبيا24

بعد سيطرة الجماعات الإرهابية على عدد من المدن والمناطق في ليبيا ظنوا أنهم تمكنوا من ضم هذه المدن إلى ولايات دولتهم تمهيدًا لضم ليبيا كاملة إلى دولة الإرهاب المزعومة.

صار هؤلاء الإرهابيين هم أصحاب القرار خصوصًا في الجانب الأمني حيث شكلوا أجهزة أمنية وعسكرية موازية تقلدوا هم زمام أمورها، إضافة إلى كتائب مسلحة تخضع بشكل كامل لسيطرتهم وأصبحوا هم القاضي والجلاد.

ارتكب الإرهابيين الكثير من الجرائم متوقعين أنه لن تتم محاسبتهم على تلك الجرائم من قتل وخطف وسجن دون أي حق وتهجير قسري وتهديد ناهيك عن الاستيلاء على الأملاك العامة والخاصة.

وخلال فترة سيطرتهم على المدن في ليبيا كانت حالة من الغليان لدى الليبيين ورفض لتواجد هذه الشراذم، كثيرون أعلنوها صراحة عبر صفحات التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون وغيرها من الوسائل بأن ليبيا ليست مكان للإرهاب والإرهابيين.

هذه الحالة من الاحتقان والرفض كانت تعبر عن الوضع العام لليبيين الذين عندما سنحت لهم الفرصة لم يتأخروا لحظة عن دعم والالتحاق بقوات الجيش عقب إعلان الحرب على الجماعات الإرهابية.

تطوع الآلاف من الليبيين شيبًا وشبابًا في هذه الحرب “المقدسة” ضد هذه الجماعات الإرهابية التي عاثت فسادًا في بلادهم ولم ترحمهم.

ومنذ إعلان تلك الحرب بدأ الكثير من الإرهابيين يتساقطون قتلى وجرحى وأسرى وغيرهم تمكن من الفرار نجاة بحياته بعد أن علم أن مشروعهم قد فشل وأن أحلامهم تحطمت فلا مكان لهم.

بدأت مناطق سيطرتهم تنحصر وبدأ الخناق يضيق عليهم أكثر وأكثر بعد معارك شرسة استمرت لسنوات، وأصبح وجودهم أمرًا معدومًا في ليبيا وتفرق شملهم وتشتتوا وأصبحوا فرادى هاربين في الأودية والجبال والصحاري.

كثيرون تم قتلهم وآخرون قبض عليهم حتى من تنصل وحاول التبرؤ منهم لم يسلم من الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية في ليبيا لتوصل رسالة إلى كل الإرهابيين أنه هذا هو مصيركم إما السجن وإما الموت فلا مكان لكم في ليبيا.

ومن بين الإرهابيين الذين تم القبض عليهم من قبل جهاز مكافحة الإرهاب في مصراتة الإرهابي المدعو “أيمن بوعمود البرغثي ” داخل المدينة في فبراير من العام 2019 بعد رصد تحركاته المشبوهة من قبل أعضاء الجهاز.

من هو بوعمود؟

هو أحد أبرز المتهمين في قضية اختطاف السفير الأردني عام 2014م، الذي تمت مقايضته للإفراج على الإرهابي “محمد الدرسي” الملقب بــ “النص” .

وكانت قوات الجيش قد تمكنت من القبض على الإرهابي “بوعمود” في محاور القتال في بنغازي، في شهر أكتوبر عام 2015م، وتم إطلاق سراحه بعد عملية تبادل أسرى، بين الجماعات الإرهابية وقوات الجيش.

وشارك المدعو أيمن بوعمود البرغثي في حرب قصور الضيافة مع قوات “دامونة” التابعة لحكومة الغويل حينها، في طرابلس عام 2017م، وأصيب في تلك المعارك، كما شارك في معركة طرابلس الأخيرة، مع قوة تابعة لـ”دامونة” المساندة للواء السابع.

وبوعمود هو سجين سابق في أبو سليم بتهمة مساعدات تنظيم “كتائب الشهداء” في فترة التسعينات، وانضم عام 2011م إلى كتيبة 17 فبراير، ومن ثم انتقل إلى كتيبة “راف الله السحاتي” التكفيرية، ومتهم بجرائم اغتيالات واختطاف داخل مدينة بنغازي، ومن أقواله في إحدى منشوراته على صفحته عام 2012م ” عليكم بالكواتم ” .

وحول الإرهابي كشف مصدر مطلع أن أيمن فرج حسن بوعمود البرغثي يكنى بـ “المقداد” ويشتهر أيضًا بلقب “زواية” وهو من مواليد 1976 ومن سكان مساكن ال7000 بحي البركه – بنغازي ،وقبل ذلك كان من سكان حي الليثي القديم، لينتقل إلى منطقة الكويفية وليستقر بعدها في منطقة البركة قبل فراره إلى مدينة مصراتة خلال العام 2015.

وأضاف المصدر أن بوعمود متزوج ولديه من الأبناء ثلاث وتكبرهم ابنته والتي أسماها ( سمرقند ) وكان لديه حساب إلكتروني علي الفيسبوك باسم ابنته، قبيل انخراطه والتحاقه بالجماعات المتطرفة كانت لديه قضية “شراء عمله أجنبيه” من مصرف الحدائق – بنغازي بالإضافة إلى تعاطيه للمخدرات وقضايا جنائية أخرى.

وأشار إلى أنه قبض عليه من قبل السلطات الأمنية الليبية خلال العام 2004 بسبب دعمه لما أسموه “سرايا المجاهدين” أو “سرايا الشهداء ” والذي شكل في بداية التسعينات من القرن الماضي والذي يضم ما يقارب 135 عنصر بقيادة الدرناوي حمزه الناجي بوشرتيله المكنى “أبو طارق” ومساهمته في تجنيد المقاتلين وإرسالهم إلى العراق والجزائر لصالح تنظيم القاعدة، وأخلي سبيل بوعمود خلال العام 2010 وتلقى تعويضا ماليا من قبل الدوله الليبيه نظير فترة سجنه في سجن أبو سليم.

ولفت إلى أن الإرهابي بوعمود التحق بأحداث فبراير 2011 وأصبح من ضمن كتيبة 17 فبراير، ليندرج بعدها تحت (سرية مالك) وخلال الأعوام 2012 و 2013 و 2014 أصبحت نشاطاته المتطرفة تتوسع، ومتهم في عدد من العمليات الإرهابية من تصفيه وخطف وتفجير والتي نفذت في مدينة بنغازي وطالت عددا من العسكريين والأمنيين.

وأوضح المصدر أنه في أكتوبر 2012 كانت له زيارة إلى مدينة درنة والتقى خلالها بعددا من القيادات المتطرفة ولم تحدد ماهية الزيارة وأسبابها ،إلا أنه ظهر في بعض الصور وكان جالسا وبجانبه القيادي في تنظيم أنصار الشريعة فرج عبدالله عبدالكريم بالعرج – الشاعري مواليد 1982 قتل في المنطقة الصحراوية الواقعة على الطريق الرابط بين مدينتي إجدابيا وشقيقه يدعى إبراهيم عبدالله عبدالكريم بالعرج – الشاعري الشهير “بوخشم” مواليد 1979 ومسجون بسجن قرنادة في الوقت الحالي.

وذكر المصدر أنه في 10 ديسمبر 2012 قام ( بوعمود ) بتهديد المؤتمر الوطني المنتهي ولايته ورئيس الوزراء آنذاك عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك” باسم (Ayman Hassan ) حيث طالب بالإفراج على المدعو ” محمد النص” وشدد على أن الحكومات في ليبيا هي حكومات ” لوي ذراع ” مؤكدًا أنه لديهم حلول كثيرة لتجعلهم يهتموا بالموضوع على وجه السرعة.

وأضاف المصدر أنه في 15 أبريل 2014 قامت مجموعة ملثمه تستقل سيارتين مدنيتين باختطاف السفير الأردني “فواز العياط ” ومرافقيه بعد مهاجمة موكبه عند مغادرتهم منزل السفير في طرابلس حيث جاءت عملية الخطف لإخراج المتطرف محمد سعيد الدرسي المكني “عزام” والشهير “محمد النص” من السجن بالمملكة الأردنيه مقابل إطلاق سراح السفير الأردني ” فواز العياط ” ومرافقيه ،وتم الاتفاق على المبادلة وأطلق سراح السفير الأردني في 13 مايو 2014 .

وأكد المصدر انه كان وراء عمليه خطف السفير الأردني ” فواز العياط ” ومدبر العملية شقيق محمد النص المدعو أحمد سعيد النص مواليد 1985 ومعاونه كان أيمن بوعمود، وجاءت عملية خطف السفير والمبادلة تحت اسم (عملية كسر القيود )، لافتا إلى أن المدعو أحمد النص تم القبض عليه من قبل قوة الردع الخاصة أثناء تواجده في طرابلس في أكتوبر 2017.

وذكر أنه ألقي القبض على ( أيمن بوعمود ) أثناء تواجده في منطقة الحميضة – بنغازي من قبل أفراد كتيبة 21 صاعقة في 21 أكتوبر 2014، وظل لأيام في مقر الكتيبة وتم ترحيله إلى مدينة المرج وسجن لدى الأمن الداخلي.

وبين المصدر أن العناصر المتطرفة أقدمت وبأوامر من المدعو محمد النص بخطف أشقاء الفقيد عقيد صلاح بوحليقة العرفي من منزلهم بمنطقة الصابري – بنغازي في نوفمبر 2014 وهم خالد وشكري وعلاء بالإضافة إلى شقيقهم الرابع عادل والذي تم اختطافه في أغسطس 2014، وتم إخلاء سبيل علاء في 17 نوفمبر 2014 إلا أنه توفي بعد ساعات من إخلاء سبيله، بالإضافة إلى إخلاء سبيل أبن شقيق اللواء جمال الزهاوي ويدعى عبدالسلام خالد مواليد 1996 وسلم في منطقة أرض بلعون – بنغازي في 17 نوفمبر 2014 أيضا ،وكانت هذه تمهيدا لعملية تبادل الأسرى.

وأكد أنه في 21 يناير 2015 تم تبادل الأسرى بين القوات المسلحة والجماعات الإرهابية حيث تم استلام أبناء بوحليقة ( خالد و شكري بوحليقه ) وتسليم العناصر المتطرفة وهم أيمن بوعمود بالإضافة إلى متطرف آخر وهو المتحدث باسم تجمع الثوار المدعو أحمد الجاوزي والذي قبض عليه في مدينة بنغازي في 01 نوفمبر 2014 ،وكان وراء هذه العلمية المتطرف ( محمد النص ) بالإضافة إلى متطرف آخر ويكنى “الشلال”، تم التحفظ على هويته.

وأفاد المصدر أن بعمود غادر مدينة بنغازي خلال العام 2015 وانتقل إلى مصراتة وأصبح يتنقل بين مدن مصراتة وزليتن وتاجوراء وطرابلس والزاوية وكانت له اتصالات مباشرة مع قيادات متطرفة عسكرية و سياسية وداعما وله مسؤولية مباشرة بسرايا الدفاع عن بنغازي ومجالس الشورى.

وأوضح أن المدعو بوعمود أصيب على مستوي اليد اليمني في اشتباكات “قصر الضيافة” في مدينة طرابلس في مارس 2017 وكان من ضمن مليشيا ( دامونا ) وتلقى العلاج في مصحة الجزيرة في مدينة مصراتة إلا أنه لم يتلقى العلاج الكافي وأدت به الإصابة إلى حدوث مضاعفات مما أضطره للسفر إلى تركيا في أكتوبر 2018.

ولفت المصدر إلى أن الإرهابي بوعمود كانت له مسؤولية في الهجوم الذي وقع على مطار وسجن امعيتيقة والذي كان بتاريخ 15 يناير 2018 وكانت له اتصالات مباشره مع مصباح الشيخي والبقرة وشريف بوليفة و مهدي الكيلاني و خالد القلال وغيرهم، مشيرًا إلى أنه له صلة بالهجوم الذي نفذ على جنوب طرابلس في حلف المقاتلة بادي ومرتزقته واللواء السابع “الكانيات” ومجموعات أخرى من المليشيات والعناصر الإرهابية في سبتمبر 2018.

Exit mobile version