الأخبارجرائم الارهاب

“زغاريد وأفراح في بنغازي”.. هكذا كان يوم تحرير الليثي من داعش قبل خمس سنوات

أخبار ليبيا24

الـ 23 من فبراير 2016 لم يكن يومًا عاديًا في تاريخ بنغازي بل كان حدثًا كبيرًا وعظيمًا، إذ أعلنت فيه القوات المسلحة الليبية تحرير حي الليثي، الذي كان بداية سقوط وطرد وانتهاء وجود الجماعات الإرهابية على رأسها داعش، التي نكّلت وقتلت وسفكت واستباحت دماء الكثيرين، من كامل المدينة.

في ذلك اليوم يتذكر عمر وهو أحد سكان حي أرض لملوم المجاور لحي الليثي، والذي كان من بين أحد المحاور الذي اتخذته القوات المسلحة لضرب الجماعات المتطرفة المتحصنة في الليثي، كيف استيقظ سكان الحي على أصوات الهتافات المعلنة لتحرير الليثي من الجماعات المتطرفة.

يقول عمر: “أتذكر في الصباح الباكر لذلك اليوم كيف كان أحد المواطنين يجوب الشوارع على دراجة نارية مرددًا بصوت مرتفع “الليثي تحرير.. الليثي تحرر”.

ويضيف عمر: “في بداية الأمر كنت أظن أن الأمر مجرد مزحة، لكن وبعد زمن ليس بالطويل تأكد لدينا بأن الليثي بالفعل قد تحرر”.

يتابع عمر، الذي كان دائمًا ما ينام ويصحوا طيلة أكثر من سنتين على دوي أصوات الأسلحة والاشتباكات، إن تحرير الليثي كان فرحة عظيمة غمرت أهل بنغازي جميعًا.

ويقول عمر، “كانت النساء في حينا يطلقن الزغاريد، وكان الرجال يهنئون بعظهم ويباركون أنفسهم بالتحرير وكأنه يوم عيد. نعم لقد كان يوم عيد”.

في ذلك اليوم تجوّل أهالي بنغازي في شوارع مدينتهم وهم يرفعون الأعلام داخل الحي، خاصة سكان الحي الذين تضرروا كثيرًا جراء سيطرة الإرهابيين؛ ما دفعهم للنزوح عن مساكنهم، لتمكين القوات المسلحة من محاربتهم وطردهم.

كان الليثي، يشكل أبرز معاقل تنظيم داعش في بنغازي، وانتصار القوات المسلحة عليها وطردها منه كان حدثًا مهمًا في مجريات الحرب ضد الإرهاب، كما أن استعادته بعث روح الأمل في نفوس الأهالي، في ظل تلك الظروف العصيبة التي هدد فيها داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية حاضرهم ومستقبلهم.

عانى أهالي بنغازي من الجرائم التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية في حقهم، إذ كان لا يمر يوم إلا وكان هناك قتيل قتل غدرًا إمّا بإطلاق الرصاص عليه وإمّا بتفجير سيارته بعبوة ناسفة لاصقة.

ولكن في نهاية المطاف استطاع الليبيون في بنغازي، بعد كفاح طويل استمر لسنوات وقدموا خلاله أغلى ما يملكون، وضع حد لمشروع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى، التي كانت تحلم بالسيطرة على مدينتهم وتحويلها لإمارة من إمارات “الدولة الوهمية” التي ظهرت في الشام والعراق.

وبعد نحو أربع سنوات تحريره يعيش الليثي الذي يعد من أكبر الأحياء السكانية في بنغازي، حياة طبيعية، بعد عودة الأهالي إلى منازلهم وشروع المحلات والأسواق التجارية والمراكز الصحية والمدارس إلى مزاولة نشاطها الطبيعي، والتي تعطلت بسبب سيطرة الجماعات الإرهابية على الحي.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى