ظنوا أنهم لن يهزموا..عامان على مقتل “الحسناوي” أحد قادة تنظيم القاعدة في براك الشاطيء

أخبار ليبيا24

ظهر عقب ثورة فبراير في 2011 عدد من الأشخاص كقيادات للجماعات الإرهابية التي انتشرت وتغولت عقب سقوط النظام السابق ومارست أبشع الجرائم في حق الليبيين.

صور هؤلاء الإرهابيين لأنفسهم أنهم سيتمكنون من تأسيس قاعدة لهم في ليبيا خصوصًا بعد محاربة الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلاد واستهداف عناصرها وقيادتها ومحاولتهم تعطيل أعمالها.

ظن هؤلاء المجرمين أن لهم يد الطولى وأنه لن يستطيع أحد القضاء عليهم أو مواجهتهم لذلك أجرموا في حق الشعب الليبي وبالغوا في أذاه وارتكاب أبشع الجرائم معتقدين أنه لن تتم محاسبتهم في يوم من الأيام.

استعان الإرهابيين بزملاء لهم من دول عدة، وفروا لهم كل السبل الميسرة للوصول إلى ليبيا وقلدوهم المناصب العليا من أمراء وقضاة وشرعيين وقيادات أمنية وصاروا هم أصحاب الكلمة العليا.

تحصل هؤلاء الإرهابيين الأجانب إلى جانب مناصبهم الأموال المجزية والمكافآت المفرحة التي كانت كل همهم وشغلهم الشاغل بعد أن وجدوا لها الحجج والبراهين من أجل نيلها.

في يناير 2019 أطلقت القوات المسلحة عملية أمنية واسعة في الجنوب وتمكنت خلال تلك العملية من قتل القيادي في التنظيمات الإرهابية في المنطقة الجنوبية المدعو عبدالمنعم الحسناوي المكنى “أبوطلحة الليبي” في منطقة براك الشاطيء.

وكشف مصدر عسكري تابع لكتيبة طارق بن زياد لـ”أخبار ليبيا24″ في ذلك الوقت أن القوات المسلحة حاصرت المنزل الذي يختبئ فيه الحسناوي – المنتمي لتنظيم القاعدة – رفقة أهله وثلاثة آخرين يقومون بحراسته.

وأشار المصدر إلى أن رفاق الإرهابي “أبوطلحة الليبي” حاولوا صد الهجوم ومحاولة تهريبه من باب خلفي في المنزل ووقع اشتباك أدى على الفور إلى مقتله.

وأفاد المصدر أن أحد العناصر الإرهابية استقل مدرعة وقام بتفجير نفسه فيها دون وقوع أي خسائر في صفوف القوات المسلحة.

 من هو الحسناوي؟

يعد أحد قادة التنظيم في المغرب الإسلامي، وهو قائد لواء المهاجرين التابع لجبهة النصرة في سوريا وساهم في تجنيد الكثير من الشباب الليبي للقتال في سوريا رفقة “المهدي الحاراتي” قائد لواء الأمة أو ما يعرف بلواء “العكسة” في صفوف المقاتلين.

هو عبدالمنعم سالم خليفة بلحاج، من مواليد 1971 سبها القرضة قبضت عليه الأجهزة الأمنية عام 1996 رفقة مجموعة أخرى عند محاولتهم اغتيال (معمر القذافي ) في براك الشاطئ رفقة ( محمد عبد الله القريو ) و( عبد الرزاق الترهوني ) اللذان قتلا أثناء مطاردتهما بعد 11 شهر من اختبائهم في تاجوراء.

وفي عام 2013 غادر أبو طلحة إلى سوريا وكلف هناك بمهام المسؤول الشرعي لكتيبة المهاجرين المؤلفة من عناصر أجنبية جهادية قاتلت ضد النظام السوري وأسس رفقة كثيرين جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، حيث عاد إلى مدينة الشاطئ رفقة زوجته ( سورية الجنسية ) عقب إطلاق عملية الكرامة ” سنة 2014.

بعد مشاركته في ثورة 17 فبراير في 2011 برز اسمه مرةً أخرى و أصبح أبرز قيادات الجماعة في الجنوب وتحصل على دعم من المؤتمر الوطني العام وتحديداً لجنة الدفاع والأمن القومي التي ترأسها (عبدالوهاب القايد).

أسس أبوطلحة كيان مسلح يحمل اسم (مجلس شورى قبيلة الحساونة) بمدينة الشاطئ وذلك على غرار ما تعرف مجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وإجدابيا التي يتزعمها عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة أو تنظيم القاعدة.

قبل عودته إلى ليبيا سنة 2014 أعلنت بغداد مقتله في مواجهات مع الجيش العراقي وسط البلاد إلا أن ظهوره مجدداً جنوب ليبيا فند ما أعلن عنه العراق، وأبو طلحة كان يشرف على خط إمداد خلفي ” مجلس شورى ثوار بنغازي ” ويتنقل عبر مدن الجفرة وسبها وأوباري ومصراتة لشراء السيارات والأسلحة من السوق السوداء بمبالغ مالية مغرية بالتعاون مع شخص يدعى ( أنور صوان).

وتربط أبوطلحة علاقات متينة مع قيادات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي خلال تلك الفترة استشعر أعيان قبيلة الحساونة التي تسكن مدينة الشاطئ الخطر نتيجة محاولة استقطاب ” أبو طلحة ” لعدد من شبابها العاطلين عن العمل وحتى المراهقين إلى تشكيله المسلح الجديد ، كما أن مصادر أكدت أن أعيان القبيلة وأهالي هؤلاء الشباب مارسوا ضغوطاً اجتماعية وقبلية لعلمهم بخطورة هذا الشخص وتشكيل كيانات عسكرية مؤدلجة قد تزج باسم منطقتهم في مشاكل هم في غنى عنها وقد نجحوا بالفعل في تحييد عشرات الشباب عنه.

في عام 2016 شن طيران مجهول غارات جوية استهدفت 3 منازل في منطقة القرضة الشاطئ ليس من بينها أي منزل مملوك فعلياً للحسناوي ”أبو طلحة ” واثنان منهما كانا مستأجرين من مواطنين لا علاقة لهما بأي تنظيم إسلامي متشدد أو تشكيل مسلح ويعيشان خارج المنطقة وهما “منصور الغويل وحمد الغويل” وقد أدت هذه الغارات لمقتل 8 أشخاص نقلوا إلى مستشفى “برقن” 3 منهم على شكل أشلاء قبل أن يتم اقتحامه من قبل مسلحين نقلوا الجثث والأشلاء إلى جهة مجهولة إضافة لإصابة سيدة فلسطينية ونجلها بجروح متوسطة نقلوا على إثرها للمستشفى وهم من عائلة مدرس فلسطيني يقطن المنطقة من سبعينيات القرن الماضي.

وكان  أبوطلحة الحسناوي قد ظهر خلال مقطع فيديو بثته قناة الجزيرة في سوريا في مارس عام 2013 بصفته المسؤول الشرعي لكتيبة المهاجرين الليبية، قبل انطلاق عملية الكرامة التي بعدها جاء كثير من العناصر الإرهابية إلى ليبيا للقتال ضد الجيش في بنغازي.

ومن ضمن القيادات التي نعاها تنظيم القاعدة في رسالته الصوتية التونسي والذي تواجد في ليبيا سيف الله بن عمر بن الحسين المحجوبي المكني أبوعياض التونسي مؤسس تنظيم أنصار الشريعة في تونس وشمال أفريقيا وقيادي بارز في تنظيم القاعدة.

ونعى أيضًا الجزائري ( جمال عكاشة ) المكني يحيي أبوالهمام نائب زعيم جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في منطقة الساحل الأفريقي، كما نعى السعودي أبودجانة القصيمي السعودي الناطق باسم جماعة المرابطون.

وقتل قداة القاعدة عقب استهدافهم بواسطة مروحيات فرنسية تابعة للجيش الفرنسي (عمليه برخا ) أثناء تنقلهم عبر ثلاث عربات مسلحة في منطقه ( تمبكتو ) شمال مالي ومصادرة الأسلحة التي كانت بحوزتهم في 21 فبراير 2019.

Exit mobile version