في عهدين مختلفين.. الشهيد عبدالحميد بوعقيلة يشارك في دحر الإرهاب عن درنة

أخبار ليبيا 24

في يونيو 2018 أعلن القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، تحرير كامل مدينة درنة من الإرهاب معلنا عودتها إلى روح الوطن بعد تضحيات غالية قدمها أفراد القوات المسلحة والمساندين لها خلال عملية عسكرية تكللت بدحر وطرد الإرهاب من مدينة الثقافة، أرض الزهر والحنة.

تضحيات كثيرة قدمها أفراد الجيش الوطني حتى الوصول إلى إعلان تحرير كامل المدينة التي كانت شاهدا على جرائم تنظيم داعش حيث في ملعبها البلدي كانت تُقطع رؤوس كل من يقف ضد التنظيم الإرهابي الذي لا يفرق بين كبير وصغير، وجرائمه فيها ستظل تروى للأجيال القادمة حتى يطلعون على جرائمه البشعة.

من بين أفراد الجيش الذي جادوا بأرواحهم نروي اليوم حكاية استشهاد آمر الكتيبة 36 صاعقة، العميد عبدالحميد بوعقيلة الورفلي الذي نال شرف الشهادة في 21 مايو 2018 أي قُبيل أقل من شهر على إعلان تحرير مدينة درنة.

العميد الورفلي استشهد في معركة خاضها الجيش الوطني ضد ما يعرف بـ “مجلس شورى مجاهدي درنة” الإرهابي وبالتحديد في منطقة تمسكت قرب درنة، وبالرغم من فقدان آمرها إلا أن الكتيبة 36 صاعقة لم تفقد سيطرتها على منطقة تمسكت وواصلت صدها للهجوم الذي نفذه الإرهابيون في محاولة للسيطرة على المنطقة إذ ذاك.

مشاركة العميد الورفلي في معركة دحر الإرهاب عن مدينة درنة التي استشهد فيها لم تكن هي الأولى، حيث سبق له وأن شارك عام 1996 في عمليات أطلقها الجيش الوطني ضد المجموعات الإرهابية التي عرفت تلك الفترة بـ “الزنادقة”، والتي خاضها تحت إمرة اللواء الراحل عبدالفتاح يونس.

الجيش الوطني وأفراده أمثال العميد الورفلي دائما ما كانوا شوكة في حلق الإرهاب وكان لهم دور كبير في تأمين ودحر الإرهاب عن المدن والمناطق الليبية سواء في هذه المرحلة أو في عهد النظام السابق، فدائما ما يكون الجيش الوطني هو صمام الأمان للأوطان ولا يسمح للإرهاب بأن يُدنس أرضه.

العميد الورفلي كان له دور فاعل ودافع على مقرات القوات الخاصة الصاعقة الواقعة في منطقة أبوعطني بمدينة بنغازي والتي شنت الجماعات الإرهابية هجمات عليها في 2014 إبان محاولتها السيطرة على المدينة بهدف تعطيل عمل أي جسم عسكري ينهي وجود الإرهاب والإرهابيين في ليبيا وسيطرت على معسكرات الجيش في تلك الفترة بمنطقة أبوعطني.

 ولكن العميد الورفلي قاد الكتيبة 36 التي استلم أمرتها رسميا في عام 2012، وخاض معارك طاحنة في مواجهة المتطرفين في كل من بنينا وأبوعطني والقوارشة والليثي في بنغازي، حتى عادت الأسود إلى عرينها في معركة شنها الجيش الوطني لتطهير المدنية من دنس الإرهابيين، وكان للورفلي دور فاعل في عملية تحرير مدينة بنغازي حيث قاد الكتيبة 36 صاعقة خلال عمليات الجيش الوطني في بنغازي ودحره الإرهاب منها.

العميد الراحل عمل في صمت حيث كان يتجنب الظهور الإعلامي ولكن ميادين القتال والعسكرية تشهد له بالنزاهة والوطنية، وهو الذي انضم للقوات الخاصة الصاعقة في عام 1984 وتلقى دورات قيادية في روسيا وأخرى خارج ليبيا حتى قاد “قوات النخبة” الكتيبة 36 صاعقة.

كما قاد العميد الورفلي قوات حفظ السلام بين قوات تشاد والقوات السودانية في إقليم دارفور المتنازع عليه، كيف لا وهو المتحصل على دورة صاعقة ومظلات، ودورة إسقاط ثقيل ودورة آمري سرايا مشاة في روسيا عام 1991 لتزداد كفاءته النظرية إلى جانب خبرته العملية في الميدان حيث سبق له وأن شارك في حرب تشاد بإقليم أوزو.

الجيش الوطني وأفراده الوطنيين مستمرين على خطا العميد الورفلي وسيواصلون حربهم ضد الإرهاب حتى ينعم كامل التراب الليبي بالحرية والعدالة ولينعم الجميع بالعيش الكريم بعيدا عن إجرام الإرهابيين الذين حيثما حلو وفي أي موطن وطئت أقدامهم إلا تجد الخراب والدمار فهم يفسدون الأوطان بأفكارهم المتطرفة وجرائهم البشعة التي تمت للإسلام بصلة وهو منها براء.

سيبقى الجيش الوطني وأفراده وعناصره شوكة في حلق الإرهابيين حتى تحقيق السلم والأمن الاجتماعيين ليهنأ كل الليبيين وكامل التراب الليبي بالحرية والأمن والأمان حينما يطرد التطرف والمتطرفين من بلادنا وهو ما سيحدث لا محالة ليكون مصير الإرهابيين إما مسجونين خلف القضبان أو إما مطاردين في الصحارى.

Exit mobile version