الأخبارجرائم الارهاب

قصة أول هجوم انتحاري في ليبيا

أخبار ليبيا24

يوم الثاني والعشرون من ديسمبر له وقع خاص في تاريخ الهجمات الإرهابية الشنيعة التي تعرضت لها ليبيا على مدار السنوات الماضية، ففي مثل هذا اليوم من سنة 2013، أي قبل سبع سنوات من الآن، أقدم انتحاري شاب، على تفجير شاحنة محملة بمئات من المتفجرات، كان يقودها عندما توقف عند نقطة أمنية في بلدة برسس 50 كلم شرقي بنغازي، مزهقًا أرواح 13 شخصًا من عناصر الأمن والجيش وأصيب أخرون بما في ذلك مدنيون، عندما كانوا يأمنون الطريق المؤدية إلى بنغازي.

وقد سجل ذلك الهجوم الدامي والشنيع على أنه، أول هجوم انتحاري تشهده ليبيا، وكان بمثابة جرس إنذار بأن القادم سيكون أسوأ من ذلك، ما دامت البلاد تعج بالجماعات المسلحة الإرهابية.

وقد وقع التفجير، في فجر ذلك اليوم عندما كان عناصر من الجيش والأمن يقفون في نوبة حراسة، حيث حوّل أجسادهم إلى أشلاء متناثرة فوق قارعة الطريق.

وفي رواية حول الجريمة، قال شهود في تلك الفترة، إن الانفجار حدث عندما اقتربت شاحنة يقودها شاب من البوابة، وبينما توجه الجنود وعناصر الأمن نحوها لمعاينتها انفجرت.

وقد خلّف الانفجار حفرة عميقة على الطريق لازالت آثارها ظاهرة إلى يومنا هذا رغم مرور سبع سنوات على الجريمة المأساوية، كما خلّف دويًا هائلًا سمع في مختلف أحياء المنطقة الريفية الآمنة.

وآنذاك أعلنت الحكومة الليبية الحداد الرسمي 3 أيام على ضحايا الجريمة التي وصفتها بـ “العمل الإرهابي الجبان”، وأجلت الاحتفال بذكرى استقلال ليبيا، الذي يصادف يوم 24 ديسمبر من كل عام.

لقد كان الهدف من وراء ذلك الهجوم، هو ضرب حالة فرض الأمن المشددة، التي كان عناصر البوابة ينفذونها في تلك الفترة، حيث سبق لهم القبض على أشخاص بحوزتهم أسلحة وأموال ومتفجرات وقوائم بأسماء أشخاص يعتزمون تصفيتهم في بنغازي.

وقد أدى ذلك الهجوم الجبان بالمحصلة وما تلاه من تفجيرات واغتيالات إلى مغادرة معظم البعثات الدبلوماسية للدول الأجنبية والعربية وأوقفت عملها في بنغازي.

لقد شنت الجماعات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية في تلك الفترة عدة هجمات مروعة دون أي اكتراث بأرواح الليبيين، بهدف تحقيق أهدافها الإجرامية، مما شكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، موجهة كل ما تملك من أسلحة متوسطة وثقيلة وعبواتها الناسفة نحو مدن ومناطق شرق ليبيا خاصة بنغازي ودرنة، ما تسبب في سقوط خسائر كبيرة في الأرواح.

إن تسليط الضوء على هذه الحادثة المروعة، هو تذكير بما كان عليه الوضع في شرق ليبيا من جرائم إرهابية يومية طالت شرائح كثيرة، وأشاعت حالة من الذعر في أوساط الليبيين.

لقد انتهكت الهجمات الإرهابية لتلك الجماعات، والتي تدعي أن عملها هو إرساء العدل والأمن، القانون الإنساني الدولي، الذي يحتم الحفاظ على أرواح الأبرياء، حيث أوقعت هجماتها إصابات كثيرة في صفوف المدنيين، إضافة إلى التدمير والضرر الذي وقع بالمنشآت الخاصة والعامة.

هكذا هم الإرهابيون، فهم لا يؤمنون سوى بالقتل وسفك الدماء والتدمير وإفشاء الرعب، وما العملية الانتحارية التي شهدتها برسس وغيرها من العمليات، إلا دليل قاطع على سلوكهم المتطرف.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى