الأخبارجرائم الارهاب

غرب إفريقيا في مرمى نيران الإرهاب

حرب ساخنة بين داعش والقاعدة في غرب إفريقيا

أخبار ليبيا 24

تفاقم انعدام الأمن في دولة بوركينا فاسو الواقعة ضمن دول الصحراء الكبرى في أفريقيا في غرب إفريقيا القضية الرئيسية في الانتخابات التي ستجرى في الثاني والعشرين من نوفمبر  الجاري .

وتعج هذه الدولة بالعديد من الجماعات المتشددة التي على صله بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، والتي قتلت وشردت مئات الجنود والمدنيين في السنوات القليلة الماضية وأججت صراعا عرقيا في إطار أزمة أمنية أوسع في منطقة الساحل بغرب إفريقيا.

ومنذ 2015، تشهد بوركينا فاسو المجاورة لمالي والنيجر سلسلة هجمات مسجلة .

ويرد المراقبون تحول بوركينا فاسو إلى ملجأ للجماعات الإرهابية المرتبطة سواء بالقاعدة أو داعش، إلى تفكيك قوات الأمن الرئاسي وأجهزة المخابرات التابعة للرئيس السابق بليز كامباوري، وإلى الوضع الاقتصادي والمالي المتردّي في البلاد، وكذلك إلى تحوّل الإرهاب إلى أداة للاسترزاق في ظل الحمية القبلية، وإلى النشاط الكبير في مجال التهريب المرتبط بالإرهاب في المثلث الجغرافي بين بوركينا فاسو والنيجر ومالي.

ويعد شمال بوركينا فاسو أكثر المناطق تضررا بالهجمات المسلحة التي أودت بأكثر من 1200 شخص، حسب تعداد لوكالة فرانس برس، وأسفرت عن نزوح أكثر من مليون شخص هربا من المناطق التي تشهد أعمال عنف.

فقد أعلنت مصادر أمنية الخميس الماضي مقتل سبعة جنود من بوركينا فاسو وجرح آخرون في كمين في شمال بوركينا فاسو، قبل نحو أسبوع من الانتخابات الرئاسية.

وخلال شهر مايو الماضي، نفّذت ساحل العاجل عمليةً أمنية أطلقت عليها اسم “كوموي 2020”. وتهدف لتطهير الجزء الشمالي من البلاد من الإرهابيين والجماعات التي كانت تنشط على محور بانفورا وبوبو ديولاسو “في بوركينا فاسو”، مستفيدةً من وعورة المناطق الغابية في شمال ساحل العاج بعد تنفيذ هجماتها في بوركينا فاسو.

وقبل ذلك بشهر، نجح تنظيم القاعدة فيما يسمى بلاد المغرب الإسلامي في طرد منافسه تنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى من شمال مالي، على مقربة من الحدود مع موريتانيا، وتم إبعاد داعش من منطقة تعتبرها خاصة بها، وبذلك تم إحباط المخططات التوسعية لتنظيم “داعش” في غرب أفريقيا.

وبعد خسارة مناطق النفوذ، يبدو أن تنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى غير مستعد للتخلّي عن المزيد من الأراضي، على الأقل في ساحل العاج. وردّاً على عملية “كوموي”، أغار عناصر التنظيم على الجيش في هجومٍ أودى بحياة ما لا يقل عن ثلاثة عشر جندياً في 11 يونيو الجاري، في مذبحة مروِّعة في كافولو وسط ساحل العاج.

وبعد هذا الهجوم، أطلقت السلطات الأمنية عملية “الأخطبوط”، في مواصلة لعملية “كوموي”، التي نجح الجيش من خلالها في تفكيك خلية “حمزة” التابعة لسيديبي عبد الرحماني، الموالي لتنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى، والتي تتكون بشكل رئيسي من مقاتلي عرقية بيول.

وبالتوازي مع خسارة الأراضي في غرب أفريقيا، صبّ داعش جام غضبه، في مجلته الأسبوعية “النبأ”، على فرع القاعدة فيما يسمى المغرب الإسلامي، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، من خلال هجوم إعلامي مكثّف، وهو أمر غير معتاد. ووصف داعش في دعايته تنظيم القاعدة بأنه العدو الرئيسي للتنظيم في الوقت الحالي.

أما الجانب السيئ الذي قد تُخلّفه هذه المواجهات الجديدة بين الإرهابيين، هو أنها قد تأذن ببدء مرحلة جديدة من التمدد إلى دول أخرى، لا سيما من قبل داعش في غرب أفريقيا، ومنذ أن بدأت القاعدة في التوسع في شمال مالي سنة 2012، لم تتراجع أبداً، بل على العكس من ذلك تماماً، وهو ما يؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب كانت غير كافية.

وخلال الأشهر الخمسة الأخيرة، ارتكبت جماعات مسلحة بينها تنظيم “داعش” الإرهابي بمنطقة الصحراء الكبرى، وتحالف “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، عدة مجازر راح ضحيتها عشرات الجنود في مالي والنيجر وبوركينافاسو، ناهيك عن جنود فرنسيين وعناصر من القبعات الزرقاء الأممية. 

وتشكل تحالف “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، في مارس 2017، ويضم كل من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وكتيبة “المرابطين” جناح مختار بلمختار، وجماعة “أنصار الدين” (أغلب عناصرها من الطوارق شمالي مالي) بزعامة إياد آغ غالي، الذي يقود التحالف حاليا، إضافة إلى جبهة تحرير ماسينا (أغلب عناصرها من قبيلة الفلاني وسط مالي).

وتمثل الاشتباكات الدائرة بين التنظيمين “داعش والقاعدة” على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو، في غرب أفريقيا حربا ساخنة جديدة بين أكثر الجماعات الإرهابية فتكا في العالم، ويقاتل الطرفان للسيطرة على المنطقة الساحلية في غرب إفريقيا، والمنطقة  التي تمتد من الشرق إلى الغرب على طول الحافة الجنوبية للصحراء.

يشترك التنظيمان في هدف مشترك هو تدمير الحكومات المتحالفة مع الغرب والقادة، فقد أعدم المسلحون المئات من زعماء القبائل وموظفي الخدمة المدنية، وأجبرت أسرهم على اعتناق أفكارهم الإرهابية.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى