الإرهاب لا حدود له وخطره يهدد عموم أفريقيا

أخبار ليبيا24

لا تخلو نشرات الأخبار بشكل شبه يومي من سلسلة العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مناطق متفرقة من العالم وتحديدًا في القارة الأفريقية، الأمر الذي بات يؤكد على الحاجة الملحة، لأن يكون هناك تعاون وتكاتف دولي لمواجهة آفة الإرهاب وكبّح جماحها.

ومما لا شك فيه، أن ما حدث ولازال يحدث من تفجيرات وعمليات قتل وخطف وتدمير في ليبيا ودور الجوار الأفريقي، هو فعل غير حضاري وغير إنساني، وغير مقبول دينينا وأخلاقيا، ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال؛ حيث إن كل تلك الأعمال ماهي إلا تهديد للسلم المجتمعي، ويترتب عليها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وإنكار للحياة برمتها.

وبالتالي؛ فإن الظرف الراهن، الذي تعيشه المنطقة من عدم استقرار نتيجة تزايد نشاط الجماعات المتطرفة، يحتم تكاتف الدول، وبالأخص التي تتشارك نطاقًا جغرافيًا موحدًا، وتوحيد جهودها الرامية إلى تحصين مجتمعاتها من خلال مجابهة الإرهاب بمختلف الوسائل، وإيجاد البرامج الوقائية بمشاركة الجميع لنبذ المتطرفين وأفكارهم.

كما يستوجب على تلك الدول، أن تعمل على قطع الإمدادات التي تتلقاها الجماعات الإرهابية، وردع الدول الخارجية التي تساندها وتوفر لها الملاذ الآمن لتأجيج الاستقرار في الدول الأخرى.

لقد عانت ليبيا، حالة من الفوضى وتدهور الأمن، خلال السنوات الماضية، نتيجة تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها، عقب اندلاع أحداث 2011، الأمر الذي حتّم عليها محاربته لحماية مواطنيها بشتى الطرق من هجمات تلك العناصر المتطرفة، الوافدة إلى أراضيها عبر دول أخرى، والتي سيطرت على عدد من المدن الليبية وجعلت من سكانها رهينة تمارس عليهم أبشع أنواع الإرهاب والتطرف، وذلك مثل ما حدث في درنة وسرت.

إن التعاون الدولي وخلق تكتلات لمجابهة الإرهاب ومحاربته، سيساعد على تخليص الدول من الإرهاب ويعزز من مضاعفة التحصين الأمني لأراضيها، وأمن حدودها ومنافذها وحمايتها، مما سيكون له أثرًا إيجابيًا على شعوبها وتنميتها واستقرارها.

إن الهدف المعلن، للجماعات المتطرفة في أي بقعة من العالم، هو توطين الخوف والرعب في نفوس الآمنين، وتدمير ما يمكن تدميره من مقدرات، لا لشيء إلا لإرضاء نزواتها العدوانية.

ويبقى أن نقول، إن خطر الإرهاب ليس محصورًا في حدود دولة معينة، بل إن الخطر يهدد جميع الدول، وبالتالي فإن الحصن الأكبر من ذلك هو التمسك بالتعاون الدولي والإقليمي والأممي في مجال محاربته من خلال التنسيق بين المؤسسات الأمنية المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى الاهتمام بنشر أفكار التعايش السلمي والتسامح بين المجتمعات حتى لا تنزلق نحو الأفكار والعقائد الهدامة التي يتبناها الإرهابيين، الذين لا إيمان لهم إلا بالعنف والقتل والتفجير والدمار سبيلًا لتحقيق أهدافهم.

ولنا في الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها، مثل “القاعدة وداعش وبوكوحرام وشباب الإسلام وأنصار الشريعة”، وغيرها، سواء في ليبيا أو أفريقيا خير دليل، على أن الإرهاب واحد وخطره يهدد الجميع.

Exit mobile version