الإرهابي أبوعياض..ظن أن ليبيا ملاذًا له فكانت سببًا في قتله 

أخبار ليبيا24 

كان الإرهابيين يريدون من ليبيا أن تتحول لإمارة لدولتهم الإرهابية المزعومة وتقاطروا عليها من كل حدب وصوب، حاولوا السيطرة على بعض المدن الليبية بعد أن ارتكبوا فيها جرائم عدة من أجل إشاعة الخوف والرهبة في قلوب الناس. 

تقلد الإرهابيين الأجانب مناصب عليا من قضاة وشرعيين وأمراء الدواوين وتقاضوا أموالًا كبيرة لقاء بقائهم في ليبيا ووجدوا له حكمًا شرعيًا حتى يبرروا لأنفسهم نهب أموال الناس ممن يرفضون بقائهم ويرفضون فكرهم وعقيدتهم الباطلة. 

من بين هؤلاء الإرهابيين الذين قدموا إلى ليبيا المطلوب دوليا من عدة حكومات لارتكابه جرائم إرهابية ، حيث حكم عليه في تونس بالسجن لمدة 43 عاما في 2003عام ، ليطلق سراحه بعد سقوط نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في يناير 2011. 

أسس بعد خروجه من السجن “تنظيم أنصار الشريعة في تونس” الذي صنفته السلطات التونسية في 17 أغسطس 2013 بأنه “منظمة “إرهابية”.  

بمدينة منزل بورقيبة التابعة لمحافظة بنزرت التونسية ولد الإرهابي سيف الله بن حسين الشهير بـ “أبوعياض التونسي” عام 1965 ويعتبر من أهم القيادات “السلفية الجهادية” في تونس وعاش في بريطانيا ثم سافر إلى أفغانستان وغيرها من الدول.  

تدرب أبو عياض التونسي على يد تنظيم القاعدة في أفغانستان وفي مدينة قندهار قابله زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن عام 2000. 

أسس الإرهابي أبو عياض مجموعة أسماها “جماعة المقاتلين التونسيين” في مدينة جلال آباد التي اتهمت عام 2001 بتنفيذ عملية اغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود.  

اختفى أبو عياض عن المشهد بعد اغتيال شكري بلعيد في 2013 والتي وجهت فيها السلطات التونسية أصابع الاتهام لتنظيم أنصار الشريعة.  

وبعد اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي واغتيال عسكريين وأمنيين نهاية يوليو 2013 صنفت الحكومة التونسية “أنصار الشريعة” تنظيماً “إرهابياً” ونسبت إليه كل تلك الجرائم بناء على الدلائل التي توفرت لديها.  

عاد “التونسي” إلى دائرة الضوء من جديد، بعد أن أعلن عن تواجده في ليبيا، ففي يوم 12 ديسمبر 2016 نشر مقطع فيدو وهو ينعي زعيم تنظيم “أنصار الشريعة” في ليبيا محمد الزهاوي، وظهرت في الفيديو جثة “الزهاوي” أمامه بعدما قتل الأخير في اشتباكات مع القوات المسلحة بمنطقة بنينا. 

عثر على الفيديو في هاتف أحد الإرهابيين التابعين لتنظيم (داعش) الذين قتلوا في معارك في منطقة قنفودة غربي بنغازي ضد القوات المسلحة ليوثق هذا الفيديو مقتل إرهابي ووجود إرهابي آخر وصل إلى بنغازي. 

لم تجني ليبيا من الإرهاب سوى الموت والدم والدمار والفقد، إذ أحال الإرهابيين أي مكان سيطروا عليه إلى مكان مقفر لا حياة فيه ولا روح، فقط رائحة الموت والظلام والخوف. 

تأثرت حياة الناس بفعل سيطرة الإرهابيين على عدد من المدن الليبية من كافة النواحي، الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية ناهيك عن الناحية الأمنية. 

شهدت المدن التي سيطر عليها الإرهاب وضعًا اقتصاديًا صعبًا وغياب عدد كبير من الضروريات والأساسيات بسبب انتشار الجريمة وخوف أصحاب المحال والتجار ما ترتيب عليه عدد من أزمات أخرى. 

توقفت العملية التعليمية في بعض المدن وغيرت مناهج ومواد دراسية في مدن أخرى وأضيفت دروس وحذفت أخرى من قبل الإرهابيين الذين أرادوا التأثير على الطلبة وجعلهم صف ثاني لهم في المستقبل، هكذا خيل لهم. 

توقفت كل الأعمال الثقافية والفنية وأقفلت المسارح والمعاهد وأصبحت كغيرها من المؤسسات مقرات خاوية خالية باردة بعد أن كانت مراكز ثقافية فنية تبث الأمل والفرح والسرور. 

وأبوعياض كغيره من الإرهابيين الكثر الذين ظنوا أن بنغازي ستكون ملاذًا آمنًا لهم إلا أنه لم يجد إلا الموت والمطاردة والرفض من الليبيين الذين عانوا الويلات من سيطرة هذه التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت أشنع الجرائم. 

الإرهابي التونسي توقع أن يطيب له المقام بعد أن غرر به أتباعه وصوروا له الوضع في ليبيا بأنها باتت لقمة سائغة وأنهم يسيطرون عليها، ولم يكن يعلم هو وهم أن نهايتهم ستكون في ليبيا أو بسبب ليبيا، حيث قتل في غارة فرنسية في مالي بعد هروبه من ليبيا. 

Exit mobile version