تقاريرالأخبارليبيا

اختطاف “بعيو” يفضح معالم الدولة المدنية لدى الوفاق

اختطاف "بعيو" بسبب حظر نشر خطاب الكراهية وكل ما يتعلق بما أسماها “الحرب الأهلية”

أخبار ليبيا 24 – متابعات  

قامت عناصر مليشيا ثوار طرابلس التي يترأسها المدعو أيوب أبوراس، باختطاف رئيس المؤسسة الليبية للإعلام بالوفاق محمد عمر بعيو من منرله بمنطقة السبعة، فيما نشرت حسابات تابعة لمليشيا ثوار طرابلس، صورة لبعيو محتجزًا داخل أحد مقراتها بعد اختطافه من منزله في منطقة السبعة.

وتأتي عملية الاعتقال عقد القرار  الذي أصدره رئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابعة لحكومة السراج، بحظر خطاب الكراهية أو نشر ما يتعلق بما أسماها “الحرب الأهلية” على القنوات ووسائل الإعلام التابعة لسلطته.

بعيو وجه القنوات التابعة للسراج والميليشيات التابعة له بالتقييد بمقتضيات إعلام السلام، والتوقف عن بث كل ما يؤجج روح الحقد والكراهية، أو يرسخ ثقافة الانتقام والثأر ضمن البث العام، مع المعالجة الإعلامية الواعية للحروب والاعتداءات.

ونفى مكتب النائب العام الذي يرأس قسم التحقيقات داخله الصديق الصور، وجود أي أمر قبض أو توقيف بحق بعيو  .

 ومن جهته، شدد آمر مليشيا ثوار طرابلس أيوب أبوراس، على أنه لن يقبل مهما حدث بالتفاوض أو القبول بمن وصفه  بـ”مجرم الحرب وقاتل الأبرياء”، وذلك تزامنًا مع اختطاف عناصره، لرئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابعة لحكومة الوفاق، محمد بعيو.

أبوراس كتب في تدوينة له عبر حسابه بموقع “فيسبوك”، أمس الثلاثاء “دماء طاهرة سطرت بها ملاحم تاريخية وكُتب بها تاريخ العزة والشرف والشهامة، قد نقوم بشتى انواع الخطأ فكل يُخطئ ويُصيب ولكن ما لن نقوم به هو بيع دماء رفاقنا وشهداءنا”.

وأضاف “هم من لهم الفخر والخلود وهم من لهم الفضل لوجودنا بعد الله.تضحياتنا لن تقاس باثمان مهما كانت وفكرنا الحر ليس للبيع”.

وادعى أبوراس، أنه يدعم السلام ولا يفرق بين أي منطقة حيث كل الليبيون ينتمون إلى الوطن، قبل أن يشدد على أنه لن يرضي هو ومن معه مهما حصل  بالتفاوض أو القبول بمن سفك الدماء وشرد العائلات ويتّم الأطفال وقصف المدارس والمستشفيات.

وشدد في الختام بقوله “فنحن أبناء ليبيا ومنها نكون وفيها نفنى، حفظ الله وطننا ولا رضاء لنا بمجرم الحرب أو قاتل الأبرياء.. حفظ الله ليبيا وابناءنا الشرفاء ورحم الله شهداءنا الأبرار”.

وفي ردود الفعل على ذلك، أثنى عدد من رموز الإعلام على قرار بعيو، إذ نشر الكاتب محمود المصراتي القرار على صفحته بموقع فيسبوك، وأردفه بتعليق : في قرار شجاع من محمد بعيو أحد أهم أعمدة الصحافة والإعلام في بلادنا”، حسب وصفه.

في المقابل، أثار القرار غضب وسائل الإعلام الموالية لحكومة الوفاق وعلى رأسها قناة ليبيا الأحرار المدعومة من قطر والتي تبث من تركيا التي نشرت تقريرا عن ذلك، واستفزت عناصر المليشيات بقولها: إن بعيو أمر بإزالة شعار بركان الغضب من القنوات الرسمية”.

واستنكر المدعو سليمان دوغة المدير التنفيذي لقناة “ليبيا لكل الأحرار” وتعد أحد وسائل الإعلام التابعة للإخوان المسلمين، إسقاط “محمد بعيو” المعين من قبل فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي، في منصب رئيس المؤسسة الليبية للإعلام، لشعار “بركان الغضب” من وسائل الإعلام.

دوغة قال  في تغريدة له على صفحته الرسمية بموقع “تويتر”: “محمد بعيو يشكل تهديداً للسلم الأهلي بعدما طالب بإسقاط شعار بركان الغضب من وسائل الإعلام”.

وعلى خلفية ذلك، طالب ما يسمى “آمر غرفة عمليات سرت الجفرة” بحكومة الوفاق إبراهيم بيت المال، فائز السراج بسحب قرار تعيين محمد بعيو رئيسا للمؤسسة الليبية للإعلام.

ومن جهته، رأى وزير ما يسمى “الثقافة والمجتمع المدني” في حكومة زيدان، وسفير ليبيا السابق في مالطا، الحبيب الأمين أنه لا ينبغي لمن وصفهم بـ “أحرار فبراير” أن يصمتوا أمام من وصفهم بأبواق وطبالي سبتمبر”، بحسب زعمه.

الأمين وفي تغريدة له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال: “لا خجل من فبراير ولا ينبغي لـأحرارها أن يسكتوا أمام أبواق وطبالي سبتمبر السافرة والمتغلغلة بمكرها العتيق بالسلطة المتنكرة لها “، بحسب وصفه.

وأضاف “صوت وصورة فبراير ليس خلعة من السلطة لتتكلم فيه ماكينة سبتمبر وهتيفة المشانق وأعداء الإعلام الحر وحريات التعبير والفكر من ما وصفهم “صعاليك المثابات”، بحسب زعمه.

وخلال مداخلة تليفزيونية بقناة فبراير، قال: “أنصار فبراير، قمعوا وروّعوا بالماكينة البوليسية الأمنية، التي استعادت كل رجالات الأمن الداخلي والخارجي لـلماكينة السبتمبرية”، بحسب زعمه.

وواصل “اليوم لدينا في طرابلس مكلف من حكومة الوفاق اللاوطني، لإعادة إنتاج الخطاب الإعلامي وبروباجندا التطبيل والتزمير، حيث جلبت تلك الحكومة طبال وزمار سبتمبر ووضعته على شاشات الليبيين وشاشات الدولة الوطنية وفبراير، بحسب وصفه.

ونشر فرج شيتاو، الذي يقدم نفسه في وسائل إعلام باعتباره صحافي، وهو شقيق مراد شيتاو أحد عناصر ما يسمى بـ”سرايا بنغازي” الإرهابية، على صفحته بـ”تويتر”، صورة لمحمد بعيو بعد إلقاء القبض عليه، معلقا عليها:” هذا مصير من يقوم بازدراء شهداء عملية بركان الغضب، ويصفهم بضحايا الحرب الأهلية”.

ومن جهته رأى عضو المجلس الأعلى لجماعة الإخوان الإرهابية، المدعو عبد الرحمن الشاطر، أن من يحتل الإعلام يسيطر على الرأي العام وتشكيله، مشيرا إلى أنه أكثر خطورة من احتلال مدن، على حد قوله.

وقال الشاطر، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “هل السراج “القائد الأعلى” يعمل لصالح فبراير أم ضدها؟”، بحسب وصفه.

وأضاف: “قرار تعيين بعيو مسؤولا عن الإعلام لا ينم عن نوايا حسنة من السراج، حيث إنه توسيع لدائرة (سيادة القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة) حفتر الإعلامية. وانضمام وقح لأبواق الإمارات مصر”، وفقا لتعبيره.

وقد انضم المتطرف الذي يشغل منصب وزير تعليم حكومة السراج ونائب رئيس ما يسمى “المجلس الرئاسي”، والقيادي في الجماعة الليبية المقاتلة، المدرجة على قوائم الإرهاب، محمد عماري زايد، لقوافل المعترضين عن التنظيم الإعلامي، مجدداً التأكيد على ما جاء في بيانه بخصوص التكليف غير الشرعي للمدعو محمد بعيو بقطاع الأعلام”، على حد تعبيره.

وأضاف المتطرف عماري زايد، أن “وصف بعيو جريمة العدوان على طرابلس بالحرب الأهلية هو تزوير للحقائق وطعن في شرعية المعركة التي خاضتها حكومة الصخيرات وإهانة لقياداتنا العسكرية وشهدائنا الأبرار”، على حد قوله.

وزعم أنه تم اتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة للطعن في قرار الرئاسي غير الشرعي، على حد تعبيره.

ومن جهة الميليشيات أصدرت ما تسمى ميليشيا  “ثوار طرابلس” بقيادة الميليشياوي أيوب أبو راس، بيانا بشأن اعتقال محمد بعيو.

وأذاعت الميليشيا البيان، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، وسط انتشار عناصر مسلحة من المليشيات مزودة بمضادات للطيران تحاصر مقر المؤسسة الليبية للإعلام في مبنى قناة ليبيا الوطنية في العاصمة الليبية طرابلس.

وقال البيان إن ثوار طرابلس وكامل المنطقة الغربية والمنطقة الوسطى، يؤكدون أن المدعو محمد بعيو ليس رمزا من رموز ثورتنا المباركة وليس ممن ضحوا بأنفسهم وليس له علاقة بنضالنا”، على حد تعبير البيان.

وأضاف البيان:” لن نرضى أن يحكم إعلامنا شخص بدون مبدأ أو توجه حر شريف ولن نرضى أن تذهب دماء شهدائنا هباءً منثورا”، على حد وصفهم.

وتابعوا في بيانهم :” نحن دولة حرة شريفة ولن يمثلنا شخص أو فكر أو توجه مبدأنا مبدأ كل الليبيين مبدأ الحرية والعزة والشرف ورفض الاستخفاف بالتضحيات الجبارة لشهداء بركان الغضب”، على تعبيرهم.

وأشاروا إلى أن “محمد بعيو لا يمثل مدينة مصراتة الشريفة التي قدمت تضحيات كبيرة من أجل الوطن وصد العدوان على طرابلس، متابعين:” نرفض أن يمثلنا محمد بعيو، في ظل وجود رجال أكفاء في “بركان الغضب” قادرون وصالحون لتولي هذه المناصب والذين تعرضوا للتهميش والاستبعاد خلال الفترات الماضية”، حسب وصفهم.

يأتي ذلك في مشهد يعكس تحكم المليشيات والمرتزقة في طرابلس وعدم قدرة حكومة الوفاق على السيطرة، وأن من يديرون الأمور مجرد عصابات، الأمر الذي يؤكد كذب فكرة الدولة المدنية التي تتخذها حكومة السراج شعارا لها، حيث أجبرت المليشيات المسلحة مساء الثلاثاء الموظفين في قناة ليبيا الرسمية والوطنية الممولة من حكومة الوفاق على بث أغاني حماسية وإعادة شعار مايسمى “بركان الغضب” بعد إزالته في وقت سابق اليوم واستبداله بوسم إعلام السلام بقرار من المختطف محمد بعيو.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى