لهذه الأسباب “داعش” يسعى لاغتيال كل من يرتدي الزي العسكري
رجال الجيش سطروا أروع ملاحم البطولة دفاعا عن الوطن
أخبار ليبيا 24
واجهت الدولة الليبية وأجهزتها الأمنية صعوبات جسيمة في السيطرة على الأوضاع بعد الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي بسبب انتشار السلاح وظهور حقيقة انتماء بعض الفصائل التابعة للجماعات الإسلامية المتشددة التي كانت تدعي الثورية وأنها تسعي لإقامة دولة القانون .
بعد إسقاط نظام القذافي تحولت هذه الفصائل المسلحة إلى تنظيمات إرهابية شرسة بعد أن كشفت عن انتمائها وأفكارها المتطرفة التي استباحت الدم والممتلكات لكبح من يعارضها .
ولضعف الأجهزة الأمنية استطلعت الجماعات الارهابية السيطرة وفرض نفوذها على الأرض، وبدأت في اغتيال كل من يشكل خطر على دولتهم المزعومة سواء كان الخطر بالفكر والكلمة، أو بقوة السلاح .
وانتشرت ظاهرة الاغتيالات والخطف والتغييب القسري في كل المدن التي كان الإهاب يفرض نفسها فيها في اعتقاد منه أنه يستطيع بعنفه إخافة الناس، ولكن حدث العكس وانتفظ المواطنين ضده .
ومن جرائم الإرهاب أنه في يوم الخميس الموافق للخامس من شهر ديسمبر عام 2013م، اغتيل ضابطي صف في الجيش الليبي في بنغازي في عمليتين إرهابيتين منفصلتين .
بعد أن أكد مستشفي الجلاء للحوادث ببنغازي أنه استقبل جثماني أحمد حمدي الذي يبلغ من العمر 23 عاما، و صلاح بشير الورفلي البالغ من العمر 28 ، وأن سبب وفاتهما الاصابة بأعيرة نارية في منطقة الرأس .
واغتيل الجندي في القوات الخاصة احمد حمدي في منطقة حي السلام بالقرب من جزيرة دوران سوق السيارات واردوه قتيلا على إثر رمايته بالرصاص .
كذلك استهدف ضابط الصف بالثانوية الفنية العسكرية هو صلاح بشير الورفلي في منطقة السلماني بالقرب من جزيرة دوران الجرة وسط بنغازي بوابل من الرصاص أردي قتيلا في الحال .
وقد مرّت عدّة مدن في شرق ليبيا وجنوبها بعد 2011، بظروف أمنية صعبة بسبب انتشار السلاح وغياب الأجهزة العسكرية والأمنية، وشهدت انفلاتا أمنيا واسعا، أدى إلى تنامي الإرهاب والتطرف أضر بالمدنيين وهدد أرواحهم وأثر على حياتهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، مما دفع الكثير من أهالي تلك المدن للهروب خوفا من بطش الإرهابيين وإجرامهم.
وجاء الاعتراف الدولي بالجيش الوطني الليبي بعد ما حظي بدعم شعبيٍّ كبير، بدأ من مدينة بنغازي عندما وقف إلى جانب أهالي المدينة في حربهم ضد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة بعدما ضاقوا بأفعالها الإجرامية ذرعا، فهمجيتهم طالت المدنيين قبل العسكريين وحاولت تدمير كل الأجهزة الأمنية والقضاء عليها كليا.
فلهذا كانت معركة تحرير بنغازي نقطة التحول المتمثل في اعتراف العالم بالجيش الوطني كمؤسسة عسكرية ليبية مستقلة، وذلك بعدما أطلق في منتصف أكتوبر 2014 عمليات عسكرية للقضاء على تنظيم الدولة “داعش” وما يسمى بـ “أنصار الشريعة” التي كانت تمارس أفعالها الإجرامية المتنوعة من قتل واغتيال وخطف ضد أهالي المدينة.
فما كان من سكان بنغازي آنذاك، إلا الوقوف وقفة رجل واحد لدعم القوات المسلحة ضد هذه الممارسات الإرهابية، وكسب الجيش الوطني تأييد ومساندة شباب المدينة في الحرب ضد الإرهاب الذي جرى القضاء عليه بعد ثلاث سنوات من المعارك الضارية، ضحى فيها أهالي بنغازي بأبنائهم وممتلكاتهم للتخلص من هؤلاء المدمرين.