خروج المرتزقة من ليبيا..بادرة أمل أم تهديد جديد؟

أخبار ليبيا24- آراء حرة

بعد نقل آلاف المرتزقة إلى ليبيا، عاد خطر الإرهاب الداعشي يهدّد البلاد، ولا سيّما أنّ الدواعش يتنقّلون عبر الصحراء ويتوغلون داخل الكتل السكانية في الجنوب، حتّى يصعب على الأجهزة الأمنية التعامل معهم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ خطر وجود المرتزقة في الجنوب اللّيبي يهدّد كذلك الأمر الشباب هناك، إذ إنّ الأوضاع المعيشية الصعبة لسكان الجنوب اللّيبي قد تُشجّع شباب المنطقة على الانضمام الى التنظيم.

تضمّ هذه المرتزقة شبابًا من جنسيّاتٍ مختلفة، تخلّوا عن عائلاتهم وخانوا وطنهم منجرّين وراء إغراءات التّنظيم ومصدّقين أوهامه.

من بين هؤلاء، شابٌّ سوريّ ترك أهله وبيته ولحق بالتّنظيم للقتال في ليبيا، فتبرّأ منه والده الّذي يؤكّد أنّ ابنه التحق بالمرتزقة الدّاعشيّة بسبب الأوضاع الماليّة المتردّية والفقر وليس لأسباب آيديولوجية، وهذا هو حال الكثير من الشّباب الّذين سئموا من مآسي الحياة.

واليوم، بعد أن انتهى دور المرتزقة المدفوعين إلى ليبيا للقتال ضدّ الدّولة، بدأوا في الخروج ومغادرة البلاد، ويعدّ إخراج المرتزقة من ليبيا أحد أهم مطالب الجيش اللّيبي قبل الانخراط في أي مسار سياسي لحل الأزمة اللّيبية، وسط توقعات بأن يتمّ نقل دفعات جديدة من المرتزقة خلال الأيام القادمة من ليبيا وإعادتهم إلى بلادهم أو إرسالهم إلى مناطق أخرى.

وحسب آخر أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنّ عدد المرتزقة الذين أتوا إلى ليبيا، وصل نحو 18 ألف “مرتزق” من الجنسية السورية إلى الأراضي الليبية، عاد منهم حوالي 8500 عنصر إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية.

صحيحٌ أنّ هذه الخطوة تشكّل بادرة أمل، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ داعش لم يعد يشكّل خطرًا على البلاد والمنطقة، إذ لا يزال الإرهابيون ينتقلون إلى القارة السمراء، خاصة دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وغرب أفريقيا، وذلك من خلال توسيع النشاط الإرهابي في المنطقة، ولا سيما في ليبيا طمعًا في الاستحواذ على ثروات البحر المتوسط من الغاز بالإضافة إلى محاولة التقدم تجاه الحقول والموانئ النفطية الواقعة بالقرب من مدينة سرت وسط ليبيا.

Exit mobile version