الأخبارتقارير

صوان يكشف خفايا اجتماع “طبرقة” مع تيار حفتر قبل حرب طرابلس

صوان : ملتقى طبرقة شهد نقاشًا ليومين لم يتجاوز العموميات والمجاملات والحرص على عدم طرح المواضيع الحساسة

أخبار ليبيا 24 – متابعات

تساءل رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في ليبيا، محمد صوان، عن ضمانات الالتزام بالتسوية السياسية في ليبيا، موضحًا أن ذلك السؤال مطروحًا، من قبل العدوان على طرابلس، العام الماضي.

صوان ذكر في مقال له، نشره بشبكة “الرائد” الإخبارية، التابعة للحزب، بعنوان “من يضمن الالتزام بالتسوية؟ ما زال السؤال مطروحًا قبل العدوان وبعده”، أنه في ديسمبر 2018م، عُقد ملتقى تحضيري برعاية بعثة الأمم المتحدة، وبحضور غسان سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز، بمدينة طبرقة التونسية، في إطار الاستعداد للملتقى الوطني الجامع الذي كان مزمعًا عقده في غدامس، موضحًا أنه دُعِيَ جلُّ المزمع مشاركتهم في المؤتمر الجامع المقرر بغدامس في 16 أبريل 2019م.

وبيّن أن ملتقى طبرقة شهد نقاشًا ليومين لم يتجاوز العموميات والمجاملات والحرص على عدم طرح المواضيع الحساسة، وكان أغلب الحديث عن تشخيص الأزمة بعيدًا عن طرح التساؤلات الحقيقية أو الحلول، مُتابعًا “كان لدي تساؤل جوهري تمنيتُ أن يكفيني غيري مؤونة طرحه نظرًا للوضع الخاص الذي يمثله التيار والحزب الذي أمثله، وهو ما لم يحدث، فطلبتُ الكلمة في بداية الجلسة المسائية في اليوم الأخير، وبعد تحية الحضور مهدتُ بمقدمة أوضحت فيها أنني سأطرح تساؤلًا غير تقليدي، وكنت أرجو أن يطرحه غيري لكيلا يُحسب أنه ناتج عن خصومة سياسية لطالما روّج لها الإعلام”.

وأوضح أنه تساؤله كان موجهًا للطرف الآخر المكون من خليط من تيار حفتر والكرامة، ومن وصفهم بـ”النظام السابق”، وبعض الشخصيات من الشرق، مُستدركًا: “قلت لهم متسائلًا.. هل ما يمكن أن نصل إليه معكم من حلول وتسويات سياسية للأزمة سوف يلتزم به حفتر؟، فنحن نرى الرجل فوق كل الأطر السياسية، فهو ليس مجرد قائد عسكري، بل يرى نفسه زعيماً سياسياً يجوب العالم ويتفاوض وله طموحاته السياسية، وغير ملتزم بأي مرجعية سياسية فوقه، وهذا تقريباً واضح للجميع ولا ينكره أحد”.

وأكمل “ونحن سوف نذهب إلى غدامس، وربما نتفق مثل ما اتفقنا في الصخيرات؛ وهنا قلت مجددًا.. المعذرة أرجو أن أكون مخطئاً في هذه المخاوف، ولكنّي أطرح عليكم هذا التساؤل وعلى البعثة أيضًا لكونها راعية لهذا الحوار”، ووجه حديثه لغسان سلامة، قائلاً: “هل هناك ضامن لتنفيذ ما سوف نتفق عليه؟”.

واسسترسل صوان في مقاله، قائلاً “للأسف، قبل أن أكمل كلامي، لم يتمالك الصبر “العثامنة”، ودفعه التعصب مقاطعًا لي مخاطبا من يظن أنهم أنصار حفتر.. “انصُروا المشير لن نقبل التعريض باسمه”، وعلت الأصوات مستنكرة وكأن البعض يريد أن يسجل كلمة تشفع له من بطش زبانية حفتر عندما يرجع، وطلب عبد الرحمن العبار نقطة نظام طارئة، وقال لي.. أستاذ محمد لقد دققت إسفينًا في الجلسة وأفسدت هدوءَها، وأشاد بحفتر في كلام لا علاقة له بما طرحت، وتعالت الأصوات في القاعة، وأصبح من الصعب ضبط الجلسة، وتضامن معي صلاح البكوش، وطلب الدكتور عبد الرحمن السويحلي الكلمة ولكنها لم تُعطَ له وقد أبلغني في الاستراحة بأنه مؤيد لما طرحت، وصَمَت البقية، وبذكائه المعهود تمكن “سلامة” من التهدئة بإعطاء “استراحة شاي”.

وواصل رئيس حزب العدالة والبناء، أنه عندما خرجوا للاستراحة تكلم معه جُلّ الحاضرين شخصيًا وأشادوا بطرح هذا الموضوع، وقال بعضهم.. هذا هو السؤال الأساسي إذا كنا جادين في إيجاد حل للأزمة، مُتابعًا “على الرغم من عودة الجلسة بعد الاستراحة إلا أنها فقدت كل قيمتها، وظل هذا السؤال قائما يبحث عن إجابة، مُحرجاً الجميع كأنه يقول لا جدوى ممّا تقومون به، كان مُحرِجاً للطرف الآخر والبعثة أيضًا، بوضوح وجدية، نعم أنتم تجلسون معنا للاتفاق على حل، فهل تملكون القدرة على تنفيذ ما نتفق عليه معكم؟”.

وتطرق صوان إلى الوضع الراهن، قائلاً “الآن وقد استدار الزمان كهيئته قبل الرابع من أبريل من العام الماضي، وبعد أن فشل هذا المشروع العسكري وما تسببه من دمار في الأرواح والممتلكات والنسيج الاجتماعي، وفاقم الأزمة التي مهما طالت، فلا بد لنا من البحث عن حلول سياسية وتسويات وتنازلات، لأن هذه نهاية أي صراع”.

وشدد أن السؤال ما زال مطروحًا وبالقدر نفسه من الأهمية، مُبينًا “إذا كنا جادين في حل الأزمة وجمع الشمل والاستفادة من أخطاء الماضي، والآن ترتفع الأصوات نفسها من الداخل والخارج بفشل الحل العسكري وضرورة العودة إلى طاولة الحوار، ولا أحد يرفض ذلك، بل الوضع خطير جدًا والوطن يحتاج إنقاذًا عاجلاً؛ ولكي نستفيد من الماضي ونصل إلى حلول لا بد من طرح هذا السؤال، والبحث عن ضمانات لتحقيق أي تسوية ناجحة تُخرج البلاد من الأزمة”.

وتساءل مُجددًا “هل عقيلة صالح، الذي ربما أصبح يمثل الجغرافيا أكثر من كونه رئيس برلمان، ومن يؤيدونه قادرون على تنفيذ ما يمكن الاتفاق عليه من تسويات؟ وهل حفتر وداعموه من الدول سيلتزمون بما يطرحه عقيلة؟، ولماذا لا تبرز قيادات سياسية واجتماعية أخرى لتعزيز هذا المسار؟، ولماذا لا نطرح هذه المخاوف مع أهلنا في الشرق، ونقول لهم بوضوح نحن فقط نرفض العسكرة وعودة حكم الفرد والاستبداد الذي أفصح عنه حفتر وأولاده، بعد أن خدع الجميع بشعارات زائفة، أما أنتم فمحلّ للتقدير، ولا نمنّ بذلك، فنحن أهلٌ مهما جرى، وكل مخاوفكم تجاه الملفات العالقة قابلة للحل”.

وتطرق صوان أيضًا إلى الدول الداعمة لحفتر، ومدى اعترافها بالفشل، قائلاً “لقد طرحت هذا الموضوع مع كل المسؤولين، ابتداء من رئيس مجلس الدولة خالد المشري، في سياق البحث عن تسوية مع عقيلة صالح”، مُعتبرًا أن الأخير لا ينبغي الاعتماد عليه ممثلا لجغرافيا واسعة من الوطن، لأنه لا يقدر على ذلك، علاوة على أسباب أخرى، أهمها أن صفته كرئيس لبرلمان موحَّد لم تعُد تُسعفه”.

واستدرك “مع ذلك من الممكن اعتباره نقطة انطلاق لتيار يجتمع عليه أنصار الحل السياسي في الطرف الآخر، وجلست كذلك مع رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج الأسبوع قبل الماضي، وناقشت معه الوضع وضرورة إيجاد حل للأزمة في ليبيا، وأكدت له أن موقعه يجعله الأقدر على طرح مبادرة جادة، وقلت له حرفيا وأكرّرها الآن.. من جهتنا كتيار سياسي ندعمك في ذلك، ونحن على استعداد لأخذ خطوة إلى الخلف، حتى وإن كان في ذلك ظلم لنا، إذا كان ذلك مطلب البعض للقبول بأي تسوية تنهي الأزمة في إطار الحفاظ على المسار السياسي السلمي، وهذا تعهد مني بذلك”.

واختتم “طرحت ذلك أيضًا مع بعض أعضاء مجلس النواب وبعض الشخصيات السياسية الفاعلة، وأطرحه الآن على الليبيين عموما، وإني أرجو أن يقوم الجميع بمسؤوليته وواجبه الوطني، فالأزمة اشتدت بالوطن وتضافر الجهود المخلصة هي سبيل العبور به إلى مأمنه، فالوضع لا يحتمل المناورات، ولا نريد تسويات هشة تعيدنا إلى الصراع لا قدر الله”.

وسرد صوان قائمة لأغلب الشخصيات التي حضرت ملتقى مدينة طبرقة التونسية التحضيري للملتقى الجامع بغدامس، وهم “فوزي النوري، نائب رئيس مجلس نواب طبرق، عبد السلام نصية، عضو مجلس نواب طرابلس، مجدي النايلي، ممثل عن تجمع ليبيا، عبدالباسط دلل، إبراهيم محمد المدني، عميد بلدية الزنتان، فتحي المجبري، موسى الكوني، حسين كافو، عميد بلدية يفرن، جمعة القماطي”.

بالإضافة إلى كل من “عادل قرادة، حافظ قدور، ماجدة الفلاح، أم العز الفارسي، سالم علي عليوان، عميد بلدية بني وليد، فوزي العقاب، عيسى العريبي، عبد الله عثمان، فوزي عبد العالي، عبد الرحمن الفقيه، الهيئة الطرابلسية، عبد الله عتامنة، عبد الرحمن العبار، محمد صوان، عبد الرحمن شلقم، عبد المجيد سيف النصر، عبد الرحمن السويحلي، أحمد الأحجل، عضو جمعية النضال، حسن علي القذافي، محمد الزوي، أسعد زهيو، جمال عاشور”.

كما كان اللقاء أيضًا بحضور “علي حمودة، تجمع ليبيا، عبد الرحمن عون، رئيس بلدية أبوسليم، سالم الحاسي، محمود جبريل، حسن جاب الله عضو مجلس النواب، حسني بي، ربيعة بوراص، هاشم بن يوسف، عميد بلدية سوق الجمعة، حافظ بن سامي، عميد بلدية زوارة، إبراهيم بن رجب، عثمان بن بركة، جبهة التحرير، صلاح البكوش، عاطف برقيق، الصديق الكبير، آمنة امطير، عمر الأسود، علي الدبيبة، مصطفى أبوفناس، محمود أبوجعفر، إبراهيم أبوخزام، مصطفى صنع الله، نوري العبار”.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى