ليبياالأخبارجرائم الارهاب

الإرهابي “دربي” بين حقيقته وما أرد الظهور به .. ولماذا اختار درنة منطلق لعملتيه الإرهابية

الجماعات الإرهابية في درنة اختلفوا داخليًا واجتمعوا ضد قوات الجيش الوطني

أخبار ليبيا 24 – متابعات

في يوم الخميس الموافق للثامن والعشرين من يونيو 2018م، أعلن قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر تحرير مدينة درنة من الجماعات الإرهابية ومثل ذلك فرحة كبيرة لكل مواطن شريف يريد وطن خالي من الإرهاب وقطع الرؤؤس والنهب ومصادرة الأملاك بحجة تطبيق شرع الله .

جاء تحرير درنة بعد مدينة بنغازي، وكانت التضحيات جسام وهي مرحلة مهمة في مكافحة الإرهاب في ليبيا لكنها ليست نهاية المطاف .

المرحلة الأولى التي ركز فيها الجيش الوطني على إقليم شرق ليبيا الذي تمتع الجيش فيها لحاضنة شعبية عريضة لأن المواطن رأي أن الجيش هو المنقذ من عمليات القتل والذبح والتنكيل والاغتيالات والإخفاء القسري قضي الجيش من خلال حربه على المليشيات الخارجة عن القانون تحت مسمي الثوار والتي تحولت إلى شوكة في خاصرة الوطن وعثرت بنائه تم تحالفت مع مسميات الإرهاب المختلفة لتحض بالمكاسب فكان لابد من مقاومتها وردعها .

وكانت مدينة درنة أهم معاقل الجماعات الإرهابية التي كانت تتبع تنظيم “القاعدة” الإرهابي حتى إبان النظام السابق .

مدينة درنة هي إحدى المدن الجبلية التي تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرقي ليبيا ويحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب تحدها سلسلة من تلال الجبل الأخضر التي استخدمت في اختباء الجماعات الإرهابية لسنوات.

وبعد ثورة فبراير اجتمعت كل التنظيمات الإرهابية في درنة من داعش وأنصار الشريعة ومليشيا أبو سليم ومليشيا البتار اختلفوا فيما بينهم تم اجتمعوا لمحاربة الجيش الوطني، وشكلوا ما اسموه مجلس شورى مجاهدي درنة ويظم تنظيم “أنصار الشريعة” والذي صنفه مجلس الأمن في نوفمبر عام 2014 تنظيم إرهابي .

أسس مجلس مجاهدي درنة الإرهابي سالم دربي، وهو من أبرز قيادات الجماعة الليبية المقاتلة وشارك في عدة عمليات إرهابية عام 1996م، وظل المدعو سالم دربي مطاردا منذ عام 1996 في عهد القذافي حتى أعلن التراجع عن أفكاره عام 2006م، وفق المراجعات التي قامت بها الجماعة في ظل المصالحات التي أجرها سيف الإسلام القذافي إلا أنه عاد لنشاطه الإرهابي بعد سقوط نظام القذافي وأسس “مليشيا شهداء بوسليم ” التي مرت بمراحل عدة حتى تأسيس مجلس شورى مجاهدي درنة في الثاني عشر من ديسمبر 2014، الذي بايع تنظيم “القاعدة”، ثم “داعش” .

ولد سالم دربى في الثاني والعشرين من فبراير 1972 بمدينة طبرق وأسرته معروفة بمدينة درنة، وفي التاسع عشر من سبتمبر عام 1995م، قام الأمن الداخلى بدرنة بالقبض على شقيقه الأكبر “المهدى” أثناء تواجده بمحله الصغير بمنطقة المغار، وأودع السجن فى درنه، ثم تم ترحيله مع بقية الشباب المقبوض عليهم إلى سجن أبو سليم بالعاصمة طرابلس لانخراطهم في التخطيط لأعمال إرهابية.

بدأ سالم من داخل محل شقيقة للتخطيط والمساهمة في أحداث درنة، و تواصل معه بعض الشباب الإرهابيين المطلوبين للنظام، وكان يزودهم بالتموين والمساعدات اللوجستية، وكان آخرها أن التقى بعضهم بالجبيلة لدقائق معدودة صبيحة ذلك اللقاء وعند رجوع سالم مساءا إلى بيته رأى الأجهزة الأمنية تطوق شارعهم وبيتهم فهرب .

وفي يوم الثاني عشر من يوليو عام 1996م، خرج سالم من المدينة وغادر درنة ليلا مع بعض الأفراد المطلوبين من الإرهابيين، والتحق بالإرهابيين في أودية وجبال وسهول وكهوف درنة وضواحيها الوعره حيث كان ماتبقى من المجموعه آنذاك حوالى 12 فردا، أما البقية فقد قتلوا فى مواجهات مع الجيش والأجهزة الأمنية.

وكانت أول مواجهة خاضها سالم مع رفاقه تلك التى حدثت فى منطقة الفتائح عندما حاصرهم الجيش فى “معركة وادى قحام الثانية”، والتى قتل فيها الإرهابيين “خيرى زاكى” من طرابلس،  و “الناجى الشاعرى” من درنة  .

استمر سالم وبمساندة البيئة الحاضنه لهم من عامة الناس فى ضواحى درنة والجبل الأخضر الذين كان يعتبرونهم أبطال وأن هدفهم محاربة النظام بعيدًا عن التطرف وقتل عدد من المجموعة فى مواجهات مختلفة وطرق مختلفة، وبعض ممن سلم نفسه للدولة، حتى بقى سالم ومعه اثنان هما “محمد الدربوكى” و”عبدالله العوامى” الذى قتل فى معارك البريقه 2011 .

وفى شهر نوفمبر من عام 2006 رضخ سالم ورفاقه لمبادرة طرحها الأمن الداخلى بالبيضاء بضمانة بعض أعيان القبائل بالمنطقة وقاموا على إثرها بتسليم أنفسهم حسب شروط تم الاتفاق عليها سلفا .

سلموا أنفسهم بمدينة البيضاء وتم استجوابهم فى يوم واحد فقط، وعاد ورفاقه إلى درنة حيث أوفي النظام بوعوده وإطلاق سراحهم وعاد سالم لحياته الطبيعية بعد أن عاش فى الجبال مطاردًا من الأجهزة الأمنية قرابة 11 عاما .

وفى السابع عشر من فبراير عام 2011 كون مليشيا شهداء بوسليم برفقة عبدالحكيم الحصادى والتي تمركزت بمداخل درنة .

وفي التاسع عشر ن مارس من نفس العام، كان سالم ومجموعته المكونة من 45 شخص انطلقوا لبنغازي، وتمركزوا بها وشاركوا بمعركة القوارشة بمدخل بنغازى الغربى وقت دخول الرتل، وشارك فى معركة تحرير أجدابيا واستقروا هناك لفترة على خط المواجهة خط الــ 40 .

وفى شهر أكتوبر سنة 2011 توجه سالم ومليشيا أبوسليم إلى منطقة خورقيدة ثم تقدموا حتى وصلوا إلى بوهادى فى ضواحى سرت, وما أن احتدمت معركة تحرير سرت وما شابها من أحداث سلب ونهب قرر سالم الرجوع بالكتيبة، وأفرادها كاملة إلى درنة تجنبا من الوقوع فى الفتن، كما صرح في ذلك الوقت .

عاد سالم بالكتيبة التى قوامها حوالى 650 مقاتل الى درنة، وقال سالم فى كلمته “أنا لست شيخا ولا عالم ولا طالب علم أنا إنسان عادى قمت بواجبى كغيرى والآن أضع سلاحى وأخلى مسؤوليتى عن الكتيبة وارجع الى دكانى ، بحسب وصفه . للاطلاع على كلمة الإرهابي دربي كاملة اضغط هنا

وفي عام 2012م،أقيم اعتصام بدرنة للمطالبة بالأمن وقوات الجيش، وشارك سالم بكلمة قال فيها (أنا وعائلتى نعلن سماحنا الكامل لكل من تأذينا منه من الأمن الداخلى والجيش وكان سببا فى القبض على أخى وقتله وسبب فى مرض الوالد ووفاته .

وفي عام 2013م، تم وضع لاصقه تحت سيارة “دربي”، وتم تفجيرها أمام منزله دون أن تلحق به أوي أي أحد آخر .

وفي سنة 2014 خلال شهر رمضان المبارك، تم استهدافه بوابل من الرصاص وهو داخل مزرعته مع أصدقاءه، من قبل عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي .

وفي العاشر من يونيو عام 2015م، قتل “دربي” بعد اشتباكات بين المبايعين لتنظيم “داعش” والموالين لـ”القاعدة” داخل درنة وبعد تبادل لعمليات الاغتيال بين عناصر التنظيمين الإرهابيين في المدينة تمكن “مجلس شورى مجاهدي درنة” من طرد تنظيم “داعش” بعد مساندة من شباب المدينة، وضاقت أنفسهم من تصرفات تنظيم داعش .

ودفن “دربي” بمقبرة الظهر الحمر وتمكن مجلس شوري مجاهدين درنة من السيطرة على المدينة إلى أن حررتها القوات المسلحة من قبضة الإرهاب بعد معارك طاحنة .

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى