الأخبارجرائم الارهاب

ست سنوات مرت.. تدمير مطار طرابلس عمل إرهابي استهدف تدمير البنية التحتية

هل سقطت جريمة تدمير مطار طرابلس بالتقادم؟

أخبار ليبيا24

يستذكر الليبيون اليوم الثلاثاء الذكرى السادسة لتدمير مليشيات ما يعرف بـ “فجر ليبيا” لمطار طرابلس الدولي وتدمير نحو 90 في المئة من الطائرات الحديثة التابعة للخطوط الليبية وشركة الخطوط الجوية الأفريقية ومعظمها من طراز إيرباص.

وأتت هذه العملية الإجرامية، خلال العملية الانقلابية لتحالف مليشيات مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين على شرعية مجلس النواب الليبي، والتي نفذتها مليشيات “درع ليبيا الوسطى” و “غرفة ثوار ليبيا” في طرابلس التي يتزّعمها عضو تنظيم القاعدة شعبان هدية الملقب بـ”أبي عبيدة الزاوي” وميليشيات تنحدر أساساً من مناطق مصراتة، أبرزها “لواء الصمود” بقيادة المطلوب دوليًا صلاح بادي، إضافة لميليشيات من غريان والزاوية وصبراتة، وميليشيا تسمى (الحرس الوطني) بقيادة وكيل وزارة الدفاع وعضو الجماعة المقاتلة الليبية السابق خالد الشريف.

وفي 13 يوليو 2014 شن تحالف مليشيات الإخوان المسلمين هجوما على مطار طرابلس العالمي وعدد من المعسكرات في المناطق المجاورة له، وذلك وقبيل انعقاد مجلس النواب الليبي المنتخب حديثا آنذاك في طبرق، والتي أتت على خلفية تفوق التيار المدني على تيار الإسلاميين، في انتخابات مجلس النواب، الذي عكس حجم الرفض الشعبي للفشل الذريع في إدارة الإخوان للبلاد لنحو سنتين، عبر المؤتمر الوطني.

 وحازت ميليشيا تحالف “فجر ليبيا” على تأييد من بعض أعضاء المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايتهم على رأسهم رئيس المؤتمر الوطني الأسبق، نوري بوسهمين، إضافة إلى المفتي المعزول من مجلس النواب الليبي “الصادق الغرياني” وكذلك تأييد شخصيات من مصراتة أبرزها، وزير داخلية حكومة الوفاق الحالي، فتحي باشاغا، والذي يشار إلى أنه “عراب” العملية الانقلابية.

ولجأت ميليشيات “فجر ليبيا” بعد تلقيها صمودا من قبل كتيبة أمن المطار، إلى استعمال القصف بصواريخ الغراد والهاون لتأمين انسحابها ومنع كتيبة حماية المطار من مطاردتهم.

وقد أسفر القصف العشوائي الذي وقع يوم 21 يوليو 2014 عن أضرار جسيمة بالمطار والطائرات الطائرات الرابضة في المدرج والتي قدّر عددها بـ 20 طائرة حديثة الصنع، مدنية وطائرات شحن ومروحيات تابعة لقسم النجدة بوزارة الداخلية.

وأفادت مصادر بقطاع الطيران في ليبيا حينها أن الهجوم المدمر للطائرات، الذي قاده صلاح بادي، تسبب في خسائر مالية تقدّر بـ3.5 مليار دولار.

وكان لهذا الهجوم عواقب وخيمة على ليبيا وعلى قطاع المواصلات بشكل خاص، والتي من أبرزها توقف المطار الذي يعد أكبر المطارات الليبية عن العمل منذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحالي من جراء تدمير منشآته بفعل عشرات القذائف والصواريخ التي سقطت عليه.

وقال المتحدث باسم الحكومة آنذاك، أحمد الأمين، إن إصلاح هذه الطائرات يحتاج إلى أشهر ومئات الملايين مؤكدًا أن القصف دمّر أيضا خزانات وشاحنات الوقود ومبنى الجمارك والمباني التابعة للصيانة.

ولا شك أن تدمير المطار، يأتي إطار الممارسات الإرهابية، ضد مقدرات الدول وتنميتها، والتي لها أثر مدمر على المجتمعات والأفراد، إذ لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن تصبح المطارات المدنية أهدافًا عسكرية مشروعة بأي حلال من الأحوال، إلا إن كانت تستخدم كمنصات للهجمات، وهو لم يحدث خلال تلك الفترة.

ولكن على الرغم من مرور سنوات على تدمير المطار؛ إلا أن مرتكبي العملية لازالوا يحضون بحرية مطلقة دون أن يتعرضوا للملاحقة القضائية وضمان المساءلة بموجب القانون.

إن تدمير مطار طرابلس يعد انتهاكا جسيما ومتعمدًا ومتهورًا ويعتبر جريمة من جرائم الحرب التي تشمل جملة واسعة من المخالفات، منها الهجمات المتعمدة أو العشوائية أو غير المتناسبة على المنشئات المدنية، وبالتالي؛ فإن المسؤولية تقع على الأفراد الذين خططوا لها أو حرضوا عليها، ويمكن ملاحقتهم على الجرائم من واقع مسؤولية القيادة.

لا يختلف هذا الهجوم على الهجمات الإرهابية التي تسبب في خسائر بشرية ومادية وتدمير الهياكل الأساسية وخلقت أثرًا سلبيًا على فرص التنمية، فضلا عن التكاليف المباشرة في نفقات ترميم وإصلاح ما تم تدميره.

 

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى