الأخبارجرائم الارهابليبيا

كيف ظهر تنظيم “داعش”في ليبيا ؟

تنظيم داعش في ليبيا يعاني من نكسات كبيرة

أخبار ليبيا 24 – متابعات

وصل السعودي “أبو حبيب” الذي عهد إليه تلقين العشرات من المتعاطفين مع التنظيم صيغة المبايعة للبغدادي وإعلان الولاء والطاعة وذلك في الملتقى الثاني لما سُمي ” بـمدّوا الأيادي لبيعة البغدادي”، وهو عنوان كتاب ألفه البحريني” تركي البنعلي” ويحوي ما اعتبره “أدلة وشواهد” على ضرورة ولاية الإرهابي البغدادي الذي نصّب نفسه “خليفة للمسلمين .

حدث ذلك بعد جدال استمر لعدة أشهر بين كل من تنظيمي “داعش” وأنصار الشريعة” على اختيار والي مدينة درنة، تم الاتفاق على اختيار “أبو البراء الأزدي” وهو يمني الجنسية “، وعيين والياً على المدينة وتم تم تعين “أبو حبيب” السعودي مفتياً فيها” وكانت عناصر في التنظيم اختلفت فيما بينها وتم تأجيل مبايعة قائد يمني كان يرغب بعضهم تتعين والي لإمارة درنة لرفض عناصر “أنصار الشريعة” مبايعته.

بعد الاتفاق تم جمع الناس من سكان مدينة درنة في ساحة مسجد الصحابة، ونشرت مواقع مقربة من التنظيمات الإرهابية مقاطع فيدو ظهر فيه العشرات من الأشخاص تحيط بهم سيارات عليها شعار “داعش” يعلنون مبايعتهم للإرهابي أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش وذلك في “ملتقى مدّوا الأيادي لبيعة البغدادي” الذي أقيم مساء يوم جمعة في الثالثمن أكتوبر 2014، والتي سميت “جمعة البيعة”، وأقيمت تحت إشراف “المكتب الدعوي لديوان الأوقاف والمساجد ” التابع لولاية برقة “بلدة درنة ” حسب تسمية تنظيم داعش  .

وتضمن الملتقى “مواعظ دينية وفقرات إنشادية وألعاباً ترفيهية”، وكان من أبرز ما تم في الملتقى إعلان الولاء والطاعية والبيعة “للبغدادي”، وذلك بترديد صيغة المبايعة وراء مفتي الولاية عنصر التنظيم السعودي المكنى “أبو حبيب” وعلى رغم تحفظ “داعش” على اسم وهوية عنصره السعودي الذي تم تعيينه “نائباً لوالي درنة” إلا أن “أبو حبيب” انتقل منتصف سبتمبر 2014 مع عدد من كبار عناصر التنظيم إلى ليبيا من طريق تركيا بعد قتالهم مع التنظيم في سوريا، وكان “أبو حبيب” يتردد على ليبيا في فترات سابقة ويستقبله عضو الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج إلا أنه لم يكن كثير الظهور في التجمعات العامة كما يُعد حلقة الوصل بين هذه التنظيمات الارهابية وهو المبعوث الشخصي لــ”أبوبكر البغدادي” إلى ليبيا لإعلان درنة “إمارة إسلامية “تابعة لتنظيم “داعش”.

وأعلن البغدادي فيما بعد قبول ليبيا كجزء من “دولة الخلافة” المزعومة وقسمها إلى ثلاث “ولايات” شملت برقة (شرق)، وطرابلس (غرب)، وفزان (جنوب) فيما ذكرت مصادر متطابقة أسماء مؤسسي الفرع الليبي للتنظيم وهم العراقي “أبو نبيل الأنباري”، ويعتقد أنه قتل في غارة جوية على درنة في نوفمبر 2014 والسعودي أبو حبيب الجزراوي واليمني أبو البراء الأزدي .

وأسس “أبو حبيب” ما يسمى “ديوان الحسبة” في درنة وكانت عاصمة ولاية برقة حسب وصف التنظيم والذي يقوم بدور الشرطة في المدينة التي قامت بعرض مسلح شاركت فيه أكثر من ستين سيارة دفع رباعي تجولت في شوارع المدينة تحمل شعار “داعش” كانت هذه أولي خطواتهم لإعلان “أبو بكر البغدادي” خليفة ” للمسلمين وأنهم بايعوه على الولاء والطاعة .

وبداء المفتي المدعو “أبو حبيب ” بإصدار القرارات منها “منع عرض الملابس النسائية في الأسواق”، وتحريم استخدام العارضات البلاستيكية (المنكان).

كما قرر جلد ثلاثة شبان بتطبيق حد المُسكر وتم نشر صورهم أثناء تطبيق الحد وتداولها لترهيب سكان المدينة والتشهير ، وإقامة منتدى بعنوان : “خلافة على منهاج النبوة للشباب والأطفال” الغرض منها إغراء الأطفال بالسلطة والنفوذ والمال وتشبيعهم بالأفكار المتطرفة في ثوب ديني ولكن مشوه.

أبو حبيب السعودي لم يكن الوحيد الذي انتقل إلى ليبيا عن طريق تركيا فقد انتقل بعض السعوديين الإرهابيين الذين قاتلو مع تنظيم القاعدة “أنصار الشريعة” في اليمن. ومهم ” لسعد المطيري ” وهو أحد عناصر “داعش” الذي قتل في مدينة عين العرب، وسبق له القتال ضد القوات المسلحة في ليبيا، وأصيب فيها إصابات بالغة، و ثم نقله إلى تركيا للعلاج ومنها إلى سوريا كما قاتل السعودي سلطان الحربي في ليبيا بعد مشاركته في القتال باليمن وقتل بعد ذلك .

وبعد مدة من الارتباط مع الجماعات المتطرفة بمدينة درنة بمليشيا أبوسليم وجماعة أنصار الشرعية الإرهابية، بدأت الشارع في درنة يضيق ذرعا بتصرفات أعضاء التنظيم البشعة من قتل واستيلاء على الأموال والتغييب القسري وقطع الرؤؤس وبداء الاختلاف الفكري والعقائدي وتقاسم الغنائم والنفوذ بين التنظيمات الإرهابية إلى أن وقع الصدام المسلح بينهم وكما ذكرنا تنظيم داعش لا يثق في العناصر الليبية لذلك نادرا ما تجد احد منهم في قيادات الصف الاول وهب شباب درنة لقتال داعش مع مليشا بوسليم التي حاولت الظهور بمظهر المنقذ لمدينتهم وفي الواقع يتعاملون بمبداء ” الارهاب الناعم “.

من أنظم لتنظيم “داعش ” فهم مقاتلين يحملون أفكار متطرفة أغلبهم ينتمون لكتيبة البتار  الإرهابية، وأغلبها من الليبيين وشكلت عام 2012 أغلب المنتمين لها كانوا قد خاضوا معارك طاحنة مع مليشيا أبوسليم ضد نظام القذافي، ثم توجهت إلى سوريا لمقاتلة النظام السوري وعاد من نجي منهم واستقر في درنة إلى أن أعلنوا مبايعتهم لتنظيم داعش إلى أن بدأت المعارك بين تنظيم داعش ومليشيا أبوسليم وتراجع بعض مقاتلي داعش عن بيعته للبغدادي والتحق بأبوسليم بعد أن قبض عليهم أو هددوا  بعائلاتهم.

وفي عام 2015، أعلن داعش عن وجوده في مدينة سرت وبدأ توافد المقاتلين “الأجانب” على المدينة، و تسبب ذلك في نزاعات مع جماعة “أنصار الشريعة ” التي كانت تسيطر على المدينة يقدر عدد مقاتلي تنظيم داعش في سرت بألف وخمسمائة مقاتل حسب تقارير استخبارتية معظمهم من غير الليبيين من “مصر ، وتونس، والجزائر، وسوريا،وغيرها”.

وفي فبراير 2015 انطلق مقاتلو التنظيم إلى بلدة النوفلية القريبة من سرت بقيادة المدعو علي القرقاع وسيطروا عليها بعد معارك مع ميليشيات تابعة لـفجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني العام وبعد 4 أشهر كان التنظيم قد أكمل سيطرته على مطار القرضابية الدولي القريب وبلدة هراوة.

ورغم نجاح تنظيم “مجلس شورى مجاهدي درنة” وهو مجموعة من تنظيم بوسليم وأنصار الشريعة، وبقايا عناصر داعش التي رجعت في بيعتها في طرد عناصر التنظيم من أولى قواعده في مدينة درنة في يوليو 2015 وما تبعها من انتفاضة قبلية ضده في سرت إلا أن تنظيم “داعش” احتفظ بمواقعه القوية خارج درنة، كما تمكن بسهولة من هزيمة انتفاضة سرت أتبعها بالانتقام من العشرات من السكان .

ويقدر عدد مقاتلي تنظيم “داعش” في “ولاية برقة ” بـ800 مقاتل ويمتلك عشرات المعسكرات خارج درنة وخاصة في الجبل الأخضر كما أن له فروع في بنغازي، والخمس، بالإضافة إلى العاصمة طرابلس وصبراتة، ومحيط سبها. ويعقد التنظيم “تحالفات” مع مجموعات جهادية أخرى في ليبيا أبرزها “أنصار الشريعة” في بنغازي التي انشق أحد قياداتها الارهابي أبو عبد الله الليبي مع مجموعة من المقاتلين وبايع البغدادي، و”القاعدة في المغرب الإسلامي“.

وأفادات تقارير استخبارتية أن ” داعش” يقوم بتجنيد مقاتلين من دول أفريقيا الفقيرة كتشاد ومالي والسودان وتقدم رواتب سخية مستغلة طريق الهجرة غير الشرعية التي يسلكها المهاجرون الأفارقة إلى أوروبا في محاولة إغرائهم بالانضمام إليه.

ولم تسلم المنشات من هجمات داعش الوحشية ويقوم بعمليات إعدام جماعية كان أبرزها ذبح المصريين الأقباط وبلغ عددهم واحد وعشرين مصريا بفبراير 2015، وكذلك عن طريق العمليات الانتحارية والتفجيرات المتكررة في محاولة لبث الرعب وتثبيت مواقع نفوذه في هذه المناطق بشكل دموعي منها على سبيل المثال تفجير مدينة القبة الذ راح ضحيته اكثر من أربعة وأربعين مدني وستين جريح .

وتم القضاء على أغلب افراد التنظيمات الإرهابية في شرق ليبيا وانتقل من استطاع الفرار منهم إلى غرب ليبيا ليقاتل في صفوف مليشيات حكومة الوفاق، ويظهرون بشكل علني في مقاطع فيديو وصور رغم أن بعضهم مطلوب دوليًا في قضايا إرهاب وقتل وخطف وتعذيب  .

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى