إعدام “المسماري” بعد “عشماوي” رسالة مصر للإرهابيين “لا مفر لكم”

أخبار ليبيا24- خاص 

لا يعترف الإرهابيين بأوطان ولا يهتمون للحدود حسب زعمهم، فأينما وجد الدمار والخراب والقتل والخوف والرعب وسفك الدماء وجد الإرهابيون. 

تضررت كثير من الدول من تواجد الإرهاب فيها ولحق بمدن عدة في ليبيا وسوريا والعراق الدمار بسبب محاولات الإرهابيين السيطرة على مدنها التي وعاثوا فيها فسادًا ونكلوا بأهلها وتسببوا في تشريدهم. 

بعد الثورات التي شهدتها بعض البلدان العربية وفي ليبيا تحديدًا بدأ الإرهاب في الإعلان عن نفسه والظهور مجددًا مستقويًا بترسانة عسكرية تم نهبها وسرقتها من المعسكرات ومخازن الأسلحة، متفاخرًا بأعداد كبيرة من الإرهابيين في صفوفه بينهم الكثير من الأجانب. 

تقلد هؤلاء الإرهابيين الأجانب المناصب القيادية بحسب الترتيبات الخاصة للتنظيمات الإرهابية حيث كانوا أمراء وقيادات وقضاة ورؤوساء دواوين، ويتلقون مبالغ كبيرة “مرتبات” وبالعملة الصعبة أيضًا. 

وبطبيعة الحال كيف لإرهابيين فروا من بلدانهم لأنهم مطاردين وتم التضييق عليهم ولم يجدوا مأوى ومقر ومكان يحتموا فيه ألا أن يتجهوا إلى ليبيا التي وجدوا فيها المقام والمال، وخصوصًا مع تدهور الوضع الأمني فيها وسيطرتهم على درنة وسرت وأجزاء من بنغازي. 

ولا يهتم الإرهابيين الأجانب بوضع ليبيا، بقدر ما تهمهم الأموال التي يتحصلون عليها لذلك كانوا يسعون دائمًا إلى خلق المزيد من الفوضى وزرع الفتن والمشاكل وبث الخوف وعدم الأمان في نفوس المواطنين حتى يطول بقائهم في ليبيا لجني مزيد من الأموال. 

ومن بين الإرهابيين الأجانب في ليبيا الإرهابي هشام عشماوي، الضابط السابق في الجيش المصري والذي ساهم بشكل كبير في خلق بلبلة في مصر وشارك بشكل رئيسي في تنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية. 

عشماوي خان بلاده وخان الجيش الذي دربه وجهزه ليكون أحد عناصره من الذين يذودون عن بلاده ويدافع عنه، إلا أنه اختار طريق الإرهاب والغدر، وفضل أن يكون خنجرًا ليطعن بلاده مصر من الخلف. 

وبعد أن تمت ملاحقته ومطاردته، وأصبح يتنقل من مكان إلى مكان خوفًا من الملاحقة والمطاردة، قرر أن ينتقل إلى ليبيا، ظانًا أنه سينجو بأفعاله وجرائمه الإرهابية، إلا أن يد العدالة كانت الأقرب إليه حيث تم القبض عليه من القوات المسلحة ونقل إلى مصر وحكم عليه بالإعدام جزاء لأفعاله. 

وكما أسلفنا بأن الإرهابيين لا يعترفون بالحدود، قد تمكن الجيش المصري في نوفمبر من العام 2017 من القبض على إرهابي ليبي يدعى عبدالرحيم المسماري وهو أحد عناصر مجموعة القيادي الإرهابي ورفاق المدعو عشماوي، الضابط المفصول من الجيش المصري عماد الدين عبدالحميد والمعروف بـ “الشيخ حاتم“.

وكانت محكمة الجنايات العسكرية، قضت في نوفمبر 2019 بإعدام المتهم المُدان بالإرهاب عبد الرحيم المسماري شنقاً، وبالسجن على آخرين في قضية حادث الواحات الإرهابي. 

ووقعت الجريمة، التي يعد المسماري فيها المتهم الرئيس، يوم 20 أكتوبر 2017، بمنطقة صحراوية على طريق الواحات البحرية، بعمق كبير داخل الصحراء، وصل إلى 35 كيلومتراً، حيث هاجمت مجموعة إرهابية، من بينها الإرهابي عبدالرحيم المسماري الكمين الأمني، وقامت باغتيال 16 وإصابة 13 من قوة الكمين. 

وبعد إلقاء القبض عليه قال “المسماري” في مقابلة على قناة (الحياة التلفزيونية المصرية)، إنه وزملاءه الإرهابيين يعتنقون فكراً قريباً من فكر تنظيم القاعدة، وإنهم يعتبرون الولايات المتّحدة العدو الأكبر لهم، وأضاف “المسماري” أنهم يعارضون تنظيم “داعش”. 

يذكر أن الإرهابي الليبي “المسماري” قد تدرب وعمل تحت قيادة الإرهابي المصري المتوفي “عماد الدين أحمد”. 

كما أن النّيابة المصرية، قد أسندت إلى الإرهابي الليبي اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار، بحق ضباط وأفراد الشرطة في طريق الواحات تنفيذا لغرض إرهابي بحت. 

كما أسندت إليه تهم الشروع في القتل العمد تنفيذاً للغرض ذاته، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر بلا ترخيص بحيازتها أو إحرازها. 

وتضمنت لائحة الاتهامات أيضاً، الانضمام إلى تنظيم إرهابي، وإلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور تستهدف الاعتداء على أفراد القوات المسلحة وشرطة المصريين ومنشآتهما، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر. 

وبعد 950 يوم من القبض عليه، نفذت السلطات المصرية، أمس السبت، حكم الإعدام “شنقا” بحق الإرهابي الليبي عبد الرحيم المسماري، المدان بتدبير ما يُعرف إعلاميا بـ”حادث الواحات 2017″، والتي راح ضحيتها 16 من عناصر الشرطة المصرية وإصابة 13 آخرين. 

وجاء إعدام المسماري بعد قرابة 3 أشهر من تنفيذ حكم الإعدام في الإرهابي المدعو هشام عشماوي، وكانت المحكمة المصرية قد أحالت أوراق المتهم الليبي إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وتم الفصل بالقضية بإعدام الإرهابي شنقًا لثبوت تورطه في “11” عملية إرهابية ضد قوات الجيش المصري. 

إعدام الإرهابي هشام عشماوي، ويليه إعدام الإرهابي عبدالرحيم المسماري هو رسالة إلى كل الإرهابيين الذين ظنوا كما ظن من سبقهم أنه لن تطالهم يد العدالة وأنهم سينجون بجرائمهم وأفعالهم أن هذا هو مصيركم ولا مصير آخر سواه. 

Exit mobile version