تحرير درنة من الإرهاب.. خطوة مهمة نحو استقرار الوطن

أخبار ليبيا24 – خاصّ

“بعد كفاح مرير وتضحيات جسام اليوم يتجدد موعدنا كعادتنا مع النصر وموعد الإرهابيين وأعوانهم كعادتهم مع الهزيمة بعد كفاح مرير وتضحيات جسام، ليتواصل الكفاح حتى هذا اليوم المجيد الذي نعلن فيه بكل فخر عن تحرير مدينة درنة الغالية على نفوس كل الليبيين وعودتها آمنة مطمئنة إلى أحضان الوطن لتعم الفرحة كافة أرجاء ليبيا”.

بهذه الكلمات أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر في الـ28 من يونيو 2018، تحرير مدينة درنة من قبضة الجماعات الإرهابية وانتهاء الإرهاب والتطرف والقضاء عليهما في جميع مناطق شرق ليبيا، وذلك عقب إعلان المشير حفتر “ساعة الصفر لتحرير درنة” وبدء العمليات العسكرية في مطلع مايو من العام ذاته.

حيث كانت درنة تحت سيطرت عناصر تنظيم الدولة “داعش” لفترات طويلة، وقبل ذلك كانت تحت سيطرت عناصر تنظيم القاعدة لسنوات، واستعصى تحريرها من هذه الجماعات الإرهابية على جميع الحكومات والسلطات المتعاقبة التي كانت تتولى زمام الأمور في ليبيا منذ 2011.

وظلت درنة تحت وطأة وظلم الإرهاب وفساده وقهره، إلى أن قرر الليبيين وحدهم وفي مقدمتهم أهالي درنة استعادة مدينتهم من قبضة الإرهابيين وارجاعها إلى حضن الوطن، ليأتي تحرير المدينة بعد معارك ضارية سطر فيها أفراد الجيش الوطني الليبي والقوة المساندة له من شباب المناطق ملاحم سيسجلها التاريخ وسيتذكرها الأجيال في المستقبل لما قدموه من تضحيات كبيرة بذلوا فيها الليبيين كل ما هو غالٍ ونفيس.

وكان لتحرير مدينة درنة من المجموعات الإرهابية والمتشددة أثرا إيجابيا على جميع أنحاء البلاد وخطوة مهمة نحو استقرار الشرق الليبي، وخاصة أنها كانت هدفا رئيسيا للجماعات الإرهابية وقيادتها الأجنبية أمثال الإرهابيين هشام عشماوي وعمر سرور وغيرهم، لإقامة دولتهم التكفيرية وتوطيد أفكارهم الفاسدة في منطقة شمال إفريقيا نظرا لموقعها الاستراتيجي المهم المطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وما تتميز بمرتفاعاتها العالية.

وبعد عامين من تحريرها من المجرمين والمفسدين، بدأت درنة في إزالة آثار الإرهاب عن أحيائها وشوارعها، التي تمركزت فيها الجماعات الإرهابية وعاثت فيها فسادا، وانطلقت عدة مشاريع خدمية في المدينة بإشراف السلطات الحكومية، بتعاون ودعم أهالي والمنظمات الخيرية والتطوعية في المدينة، من أجل إحياء مدينتهم التي حاول الإرهاب قتل الحياة فيها ومن أجل إعادة الاستقرار والأمن للمنطقة.

وبدأت درنة في نفض غبار الدمار عنها وإصلاح ما أفسده الإرهابيين، الذين حاولوا تشويه وتدمير معالمها الأثرية والثقافية والحضارية، وإعادة إعمار المدينة اقتصادية واجتماعيا، وذلك بعد والدمار والأضرار الجسيمة التي ألحقها الإرهابيين بمؤسساتها العامة والخاصة، فضلا عن الآثار السلبية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتعتبر درنة الساحلية من أجمل المناطق السياحية في ليبيا؛ نظرا للطبيعة الخلابة التي تتمتع بها المدينة من شلالات مياه تزينها وجبال شاهقة تبرز معالم جمالها، وقد كانت الوجهة الأولى والمفضلة للسياح من داخل وخارج البلاد، إلى أن وقعت في قبضة التنظيمات الإرهابية التي استغلت حالة الفراغ السياسي والأمني في ليبيا، لتجعل منها مركزا رئيسيا لتجميع وتدريب العشرات من الإرهابيين الذين شكلوا تهديدا أمنيا لليبيا وللمنطقة بصفة عامة.

Exit mobile version