ليبياالأخبارتقارير

هل يسحب العرب الاعتراف بالوفاق؟

أخبار ليبيا24

توسعت دائرة التوتر في ليبيا اليوم وانتقل الخلاف الداخلي بين القوات المسلحة العربية الليبية وقوات حكومة الوفاق إلى صراع إقليمي، وخصوصًا بعد إعلان الرئيس المصري صراحة أن سرت والجفرة التي تهدد الوفاق بدعم تركي كامل باقتحامها بأنها “خط أحمر”.

حيث استعانت حكومة الوفاق منذ انطلاق عملية تطهير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية بالدولة التركية التي قدمت لها كافة أنواع الدعم من أسلحة وعتاد وطائرات مسيرة إضافة أعداد تجاوزات الـ 13 ألف مرتزق سوري للمشاركة في القتال ضد القوات المسلحة.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطابه السبت إن من كان يعتقد بأنه يستطيع تجاوز خط سرت الجفرة فهو واهم هذه المناطق خط أحمر لحماية الأمن القومي العربي والمصري.

وأضاف السيسي :”أطلقنا إعلان القاهرة كمبادرة ليبية ليبية لكن أحد الأطراف ومن خلفه القوى الخارجية المعادية رفضت ذلك، والمبادرة نصت على أن تبقى الأوضاع على ماهي عليه عند خطوط النار الحالية لكن المليشيات والقوى الخارجية المعادية تحتشد للتقدم شرقًا”.

وذكر الرئيس المصري أن :”مصر لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي بينما القوى الخارجية المعادية التي تسعى لاستعادة أحلام الماضي لازالت، وكل مسوغات تدخلنا في ليبيا باتت متوفرة وفق القانون الدولي وكذلك وفق متطلبات الجهة الشرعية المنتخبة الوحيدة في ليبيا ممثلة في مجلس النواب”.

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الأحد خلال لقاء مع إحدى القنوات التلفزيونية :”نأمل أن تلتزم حكومة الوفاق بولايتها التي نص عليها اتفاق الصخيرات‬”.

وتابع شكري :”حكومة الوفاق ممثلة حاليا للدولة الليبية فى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة ولكنها تعمل فى إطار الشرعية المستمدة للتطبيق السليم باتفاق الصخيرات”.

وتلاه الرئيس التونسي قيس سعيد خلال مؤتمر صحفي، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرونوالذي قال فيه :”سلطة حكومة الوفاق مؤقتة ويجب أن تحل مكانها شرعية جديدة نابعة من إرادة الشعب”.

وأضاف سعيد خلال زيارته لباريس الإثنين، أن شرعية حكومة الوفاق، “مؤقتة”، وأنه التقى ممثلين عن عدد من القبائل، واقترحوا أن يعدوا دستورًا جديدًا لليبيا”.

كما طالب تكتل إحياء ليبيا أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، سحب الاعتراف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، باعتباره وبالا على ليبيا وشعبها.

وشدد التكتل في بيا له على ضرورة سحب الاعتراف قبل توريط البلاد والليبيين في المزيد من الاتفاقيات والتفاهمات الباطلة مع تركيا غير المصادق عليها من قبل مجلس النواب الليبي المنتخب.

وأشار وتكتل إحياء ليبيا إلى أن المجلس يعتبر الرئاسي لحكومة الوفاق جسما غير منتخب ولا يجسد إرادة الشعب التي هي أساس الشرعية.

وكان اتفاق الصخيرات نص على منح صلاحيات رئيس الحكومة لمجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني الذي يترأسه رئيس الحكومة نفسه وعلى رأسها قيادة الجيش والقوات المسلحة وبدء مرحلة انتقال جديدة تستمر 18 شهر وفي حال عدم انتهاء الحكومة من مهامها قد يتم تمديد المدة 6 أشهر إضافية، إلا أن حكومة الوفاق التي لم  يعتمدها مجلس النواب الجهة الوحيدة المنتخبة في ليبيا تستمر في أداء أعمالها ضاربة اللوائح والتشريعات بعرض الحائط.

وتشهد ليبيا منذ أعوام حروبًا على الأرض ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من تيار الإسلام السياسي إضافة إلى الخلافات السياسية التي قادت إلى اتفاق الصخيرات بإعلان حكومة الوفاق الوطني والتي لم يعتمدها مجلس النواب إلا أن عدد من دول العالم اعترفت بها وجعلت منها حكومة “أمر واقع”.

فشلت هذه الحكومة فشلًا ذريعًا منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس في حل أيًا من الملفات العالقة وأبسطها، من توفير السيولة النقدية التي تشهد شحًا كبيرًا إضافة إلى نقص الوقود وغاز الطهي والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.

كما أن حكومة الوفاق فشلت أيضًا في كبح جماح المليشيات التي تسيطر على العاصمة وجعلت منها وكرًا تمارس فيه أفعالها المنافية للقوانين والشرائع المحلية والدولية، كما عيب عليها بمحاولتها إنشاء ودعم الحرس الرئاسي، حيث اعتبره الكثير أنه جسم مواز للجيش العربي الليبي وإعادة تدوير وشرعنة للميليشيات الخارجة عن القانون.

صرفت ميزانيات ومبالغ كبيرة من قبل حكومة الوفاق من أجل حلحة بعض الملفات العالقة ومحاولة منها لرفع الحرج عنها وحفظ ماء الوجه، إلا أن ذات المشاكل لازالت متواصلة ولم يتم حلحلة أيًا منها، وزاد تغول المليشيات التي أقر وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا بأنها “مافيا” فرضت عليهم الظهور بمظهر المليشات دفعت بعدد من الدول إلى إيقاف التعامل معهم.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى