ليبيا.. الذكرى الثالثة لمجزرة براك الشاطئ الإرهابية وسط تكتم ملحوظ على نتائج التحقيقات

أخبار ليبيا 24 – خاصّ

شهدت قاعدة براك الشاطئ الجوية جنوب ليبيا، في الـ18 من شهر مايو عام 2017 وقوع مجزرة دموية أودت بحياة قرابة 141 شخصا بين عسكري ومدني، إضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين، ليمتد صدى هذه الجريمة في معظم أرجاء العالم.

ومرت أمس الإثنين الذكرى الثالثة لهذه المجزرة، التي صنفها الكثيرين في الداخل والخارج من ضمن أبشع الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة بحق الليبيين.

وتقع مدينة بّرَاك الشاطئ على بعد نحو 700 كيلومترا جنوبي العاصمة طرابلس، ونحو 60 كيلومترا شمال مدينة سبها أكبر المدن في الجنوب الليبي الذي يشتهر أهله بالطيب والكرم وحبهم للسلم الاجتماعي والوطني.

بداية قصة المجارزة

ففي صبيحة يوم الخميس 18 مايو 2017، كانت الأوضاع تسير طبيعية في قاعدة براك الجوية، وكانت القاعدة قد استقبلت في اليوم السابق طائرة تقل عدداً من طلبة الكلية العسكرية المتخرجين من كلية توكرة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، وبعضهم غادر إلى مدنهم وقراهم في الجنوب، وبعضهم فضل البقاء في القاعدة للراحة ومن ثم المغادرة إلى مدينته.

إلا أن الموت كان الأقرب لهؤلاء الطلبة الفرحين بنجاحهم وتخرجهم، وكانت أيادي التطرف والإرهاب أسرع إليهم من أحلامهم وطموحاتهم، ليكون المشهد المهيب في حفل تخرج توكرة قد فتح شهية القتلة للدم والذبح والتنكيل وارتكاب جريمة إبادة جماعية متكاملة الأركان.

وبدأت مجموعة مسلحة تضم عناصرا من المقاتلين الإرهابيين والمتشددين الفارين من بنغازي تحت مسمى “سرايا الدفاع عن بنغازي” والقوة الثالثة التابعة لكتائب مصراتة، بدأتا بالهجوم على قاعدة براك معززة بعناصر من قوات المعارضة التشادية من جهتي الشرق والغرب.

واقتحمت القوات المهاجمة القاعدة من بوابتها الرئيسية في وقت تواجد الموظفين المدنيين العاملين بها في أجواء اعتيادية، ومنذ اللحظة الأولى بدأت المجموعات المسلحة الإرهابية في إطلاق النار على كل جسم يتحرك أمامها دون تفريق بين عسكري أو مدني بطرق قتل متوحشة وتنكيل بجثث القتلى.

الجيش الليبي يرد

وبعد يوم من المجزرة، علق الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العربية الليبية اللواء أحمد المسماري عن الحادثة في مؤتمر صحفي، مؤكدا أن هجوم براك الشاطئ يحمل ملامح تنظيمات الإرهابية، وذلك بعد ما جرى قتل المدنيين العاملين بالمطار وتصفية سبعة سائقي شاحنات يعملون على نقل السلع التموينية بالقاعدة.

وأشار المسماري، إلى أن الهجوم الغادر على قاعدة براك الجوية قاده وخطط له المدعو الإرهابي أحمد عبدالجليل الحسناوي، ودعمته مليشيات القوة الثالثة وتنظيم سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابي، متوعدا بالرد من قبل قوات الجيش على هذه المجموعات.

وعقب هذه الجريمة البشعة، أعلنت القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، عن إطلاق عملية عسكرية واسعة لتطهير الجنوب الليبي من الجماعات الإرهابية والإجرامية، سيطرت بموجبها على قاعدتي براك الشاطئ الجوية والجفرة العسكرية، وتأمين معظم مدن المنطقة الجنوبية من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية في المنطقة وحظيت بتأييد كبير من قبائل وأهالي الجنوب.

غياب نتائج التحقيقات

ولتسجل هذه الحادثة المؤلمة في الذكريات السوداء من تاريخ ليبيا المعاصر والأبشع على مر سنواتها الطويلة الماضية، وذلك بعد الإدانات الدولية والمحلية الواسعة للحادثة الإرهابية.

ورغم إعلان حكومة الوفاق الوطني عن فتح تحقيق بخصوص هذه الجريمة الشنعاء، إلا أن نتائج التحقيقات لم تظهر حتى يومنا هذا، ولم يفصل بشأن المتهمين في القضية ولم يدانوا ولم تظهر براءتهم بعد، وسط تكتم ملحوظ من قبل السلطات القضائية في طرابلس.

ولازالت المجموعات الإرهابية والمتطرفة تشكل خطرا وتهديدا كبيرا على أمن مناطق ومدن الجنوب الليبي واستقرارها، وذلك بعد أن فرّ إليها عناصرا من التنظيمات الإرهابية بعد خسارة معاقلهم في بنغازي ودرنة وسرت.

ولكن القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” قد أعلنت في السابق عن تنفيذ العديد من الضربات الجوية في جنوب ليبيا، استهدفت من خلالها عدة مواقع للتنظيمات الإرهابية في المنطقة الجنوبية، وقتل على إثرها العشرات من الإرهابيين، وذلك لحرمانهم من ملاذ آمن للاختباء.

Exit mobile version