ليبياأخبار محليةالأخبارتقاريرصحة

الوفاق تمهد لمشهد فوضوي في سبها وتضرب الخيار الانتخابي لسكان المدينة

أخبار ليبيا24- خاص

في شهر أبريل في 2019 أصرت حكومة الوفاق على انتخاب مجلس محلي و إزالة المجلس السابق لأن ولائه للقوات المسلحة وأجريت الانتخابات وقامت القوات المسلحة بتأمينها لكن المجلس السابق رفض التسليم وطعن في هذه الانتخابات.

في مارس 2020 أصدر القضاء حكمه بصحة الانتخابات و بالتالي استلم المجلس المنتخب صلاحيات المجلس البلدي المنتهية مدته التابع لوزارة الحكم المحلي المركزية طرابلس والتي أشرفت على انتخاباتها تحت تأمين القوات المسلحة.

وفي مطلع مايو الجاري بعد سنة على الانتخابات تمكن المجلس المنتخب والذي أصرت حكومة الوفاق على انتخابه من استلام مهامه، إلا أن هذا المجلس المنتخب أصدر بيان أعلن فيه تأييده للقوات المسلحة بشكل صريح جدًا، انقلبت حكومة الوفاق رأسًا على عقب.

وبدات التصريحات الصادرة من حكومة الوفاق من هنا وهناك بأن مدينة سبها ومجلسها تتبعها، مبدية استغرابها من أن المجلس البلدي أعلن تأييده للقوات المسلحة وأصدروا قرارًا بحل المجلس البلدي الذي حرفيًا أصرت حكومة الوفاق وبشدة من أجل انتخابه وكلفوا بدلًا منه مجلسًا تسيريًا.

قرار وزارة الحكم المحلي في حكومة الوفاق بتشكيل مجلس تسييري لمدينة سبها أحدث الكثير من الخلل والفوضى في مشهد المدينة، وبدأت عدد من الأطراف المحلية تعيد حساباتها وتدرس ردود أفعالها، وتنتظر وتترقب ماقد تسفر عنه الأيام المقبلة.

لعل سبب هذه البلبلة التي أحدثها القرار يرجع إلى أنه جاء بعد ظهور أطراف مؤيدة للوفاق في بيان علني من داخل المدينة، هذا البيان الذي يعتبر أول ظهور علني لمناصري حكومة الوفاق في المدينة التي تسيطر عليها كتائب القوات المسلحة فعليا منذ يناير عام2019، وهو ماصار يوحي بأن الانقسام الذي كان محصورا في صفحات فيسبوك وجلسات “المرابيع” وأحاديث السمر انتقل ليشكل موقفا على الأرض.

تلقفت حكومة الوفاق ماحدث في سبها لتشرع في تنظيم خطط استراتيجية لا لتنمية المدينة أو مساعدة سكانها، بل لزيادة الشرخ الاجتماعي بينهم، واستغلال الموقف من أجل إضعاف غريمها، القوات المسلحة.

وهلل لهذه الخطوة كبار تجار المخدرات ومهربي البشر والوقود وغيرهم ممن تضررت مصالحهم بشكل أو بآخر منذ سيطرة القوات المسلحة على المنطقة وإضعافه لتجارتهم.

وكان القرار مربكا بسبب أنه وضع شخصيات من قبائل كبيرة توازي ذات الشخصيات التي تعمل في المجلس البلدي المنتخب، وهي بذلك تعلم أنه من الصعب أن يقع استهدافهم بناءا على الخلفية الاجتماعية لكل منهم، وفي ذات الوقت تكون قد قسمت الآراء وفتحت بابا عظيما للخلاف بينهم.

في الكواليس تسعى بعثة الأمم المتحدة لدفع الوفاق إلى تجميد القرار ريثما تنتهي إجازة القضاء، ويقع حلها في القضاء الإداري، فبعثة الأمم المتحدة تفضل أن تتعامل مع مجالس منتخبة، ولاتتحمس كثيرا للتعاون مع المجالس التسييرية ومافي حكمها، ولكن الوفاق ماضية في إجراء المجلس التسييري، فهي بذلك توفر لنفسها فرصة إزعاج غريمها في المدينة التي يسيطر عليها منذ قرابة أكثر من العام.

كتائب الجيش في سبها تحاول أن تعالج الموقف بشكل يقطع الطريق على الوفاق وأنصارها، وهو مايفسر انتشارها المكثف في تقاطاعات الطرق الرئيسية، وفي المقرات الحكومية والإدارية والخدمية، وهي بذلك تسعى للحفاظ على الخيار الانتخابي لسكان المدينة، والذي ضحت به الوفاق حين جاء على غير ماتهواه مصالح مهربي البشر ومروجي المخدرات والجماعات الطامحة لإرهاب حياة الناس.

في هذه الأثناء يتخوف الكثير في الجنوب من أن تستغل الجماعات المتطرفة الفوضى التي تمهدها حكومة الوفاق في المنطقة، فهي ولأكثر من سنة تلقت ضربات قوية وموجعة على يد القوات المسلحة، التي حصدت أرواح قيادات طالما نشرت الإرهاب بين الناس، والآن تتطلع جماعاتهم لتظهر براسها من جديد إذا مانجحت حكومة الوفاق في إحداث هذا الشرخ المجتمعي بين سكان المدينة الواحدة.

وهنا يعول الجميع على وعي سكان سبها ممن اكتووا بنيران الإرهاب لسنوات قبل أن ينعموا بالأمن والأمان، فقد كانت سبها مدينة الرعب تحت رحمة السيارات المعتمة وعصابات الجريمة المنظمة، ولا أحد يأمل العودة لتلك السنوات السوداء التي سبقت سيطرة الجيش ودحر كل تلك المجموعات المتطرفة.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى