بافتتاح أكبر سوق تجاري في ليبيا.. بنغازي من بؤرة للإرهاب إلى بيئة آمنة ومستقرة للمستثمرين

أخبار ليبيا24 – خاصّ

مرت مدينة بنغازي خلال سنوات ماضية بفترات صعبة بسبب ما خلفته التنظيمات الإرهابية من دمار واسع وفساد كبير انعكس سلبا على البنية التحتية للمدينة ومؤسساتها الأمنية والمدنية وأثر على كافة الأنشطة والمجالات المختلفة في بنغازي.

ومارست الجماعات الإرهابية والمتطرفة أشد أنواع القتل والتعذيب ضد شباب المدينة وروعت وظلمت أهالها بسبب وقوفهم سدا منيعا ضد مشاريعهم الإرهابية الفاسدة وأفكارهم التكفيرية المتخلفة.

جرائم الجماعات الإرهابية في بنغازي دفعت أهالها إلى خوض معارك ضارية ضد هؤلاء المجرمين بمساندة قوات الجيش الوطني الليبي التي وقف إلى جانب المدنيين في صف واحد لدحر الإرهابيين والمجرمين من المدينة وكافة المدن الليبية الأخرى التي حاولت السيطرة عليها.

وبعد نجاح القوات المسلحة والقوة المساندة لها من شباب بنغازي في القضاء على التنظيمات الإرهابية ودحرها من المدينة، بدأت بنغازي في العودة مجددا لتضميد جراحها ولملمة شتاتها وبناء مؤسساتها وإعمار بنيانها التي دمرتها الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

انتصارات أهل بنغازي على الإرهاب والقضاء عليه كليا بفضل تضحياتهم، انعكس بشكل إيجابي على الوضع الأمني والمعيشي وتطور البنية التحتية وتحسن الجانب الاقتصادي والتجاري في المدينة التي ضاقت ضرعا بسبب الجماعات الإرهابية والمتشددة.

عودة الأمن والاستقرار إلى بنغازي بعد سنوات من الإرهاب والتطرف، أعطى ذلك دفعة لبعض رجال الأعمال من أجل افتتاح شركات وأسواق تجارية يمكن لها أن تساهم في إحياء المدينة مجددا وانعاش اقتصادها وتوفير فرص عمل لمئات الشباب.

حيث شهدت المدينة أمس الخميس افتتاح مول أوف بنغازي من قبل مجموعة من رجال الأعمال، ويعد هذا المشروع أكبر سوق تجاري وتسويقي وترفيهي في ليبيا والذي يمتد على مساحة تقدر بحوالي ثمانية هكتارات.

ويضم مول أوف بنغازي التجاري الذي يقع في منطقة سيدي فرج جنوب المدينة، قرابة 200 محل تجاري و50 مقهى ومطعم، إضافة إلى حديقة مائية وحديقة حيوانات وصالة ألعاب للأطفال.

ولم يخفي أهالي بنغازي فرحتهم وسعادتهم بهذا المشروع التجاري الكبير الذي سيساعد على عودة الحياة الاقتصادية في المدينة التي تأثرت نتيجة للمعارك الضارية ضد التنظيمات الإرهابية التي دارت خلال السنوات الماضية.

إعادة الأمن والاستقرار إلى بنغازي بفضل تضحيات شبابها وأهلها، كان العامل الرئيسي لإنشاء وتنفيذ مشاريع اقتصادية ضخمة وبمبالغ طائلة من قبل رجال الأعمال من أجل استثمار أموالهم والمساعدة في عودة العجلة الاقتصادية إلى الدوران في المدينة مجددا بعد أن أوقفها الإرهابيين الذي سعوا إلى تدمير البلاد وترويع العباد.

ومن المتوقع أن تشهد مدينة بنغازي خلال الفترة المقبلة نهضة اقتصادية كبيرة بعد نجح الجيش الوطني بمساندة أهالي المدينة في دحر المجموعات الإرهابية والقضاء على أفكارهم المتطرفة والفاسدة والتي ألقت بضلالها على الحياة الاقتصادية في بنغازي خاصة وليبيا عامة.

وبحسب مهتمين بالشأن الاقتصادي، فإن المستثمرين غالبا ما يبحثون عن مكان آمن ومستقر ويتميز بالكثافة السكنية بعيدا عن التهديدات والمخاطر الأمنية من أجل إقامة مشاريعهم الضخمة لاستثمار أموالهم، وهذا ما تتميز به مدينة بنغازي حاليا التي تتوفر فيها فرص استثمارية كبيرة.

وستكون هذه المشاريع الاستثمارية الضخمة التي جرى إنشاؤها في بنغازي مؤخرا، دافعا قويا من أجل عودة الشركات الأجنبية إلى البلاد وجذب المستثمر الأجنبي إلى السوق الليبي مجددا بعد عودة الأجهزة الأمنية إلى ممارسة عملها بشكل اعتيادي في معظم المدن التي تحت إدارة الحكومة المؤقتة وسيطرت قوات الجيش الوطني.

Exit mobile version