الأخبارأخبار دوليةتقاريرليبيا

بعد واقعة الطائرة التركية .. أحزاب معارضة للنهضة ترفض أي نشاط تركي في تونس  

الأحزاب المعارضة تطالب بلادها بالحياد تجاه الأطراف الليبية المتصارعة

أخبار ليبيا 24 – تقارير  

قطعت 6 أحزاب تونسية معارضة، يقودها حزب العمال اليساري، مع الغموض الذي بات يكتنف العلاقة بين تونس والدور التركي «المشبوه» في المنطقة، حسب تعبيرها، وذلك بالإعلان عن «رفضها المطلق لأي نشاط تركي على الأراضي التونسية بهدف دعم الميليشيات والإرهابيين، وتصدير المرتزقة نحو ليبيا.

ودعت جميع الأحزاب السلطات إلى تجنب الغموض الذي تنتهجه تجاه الأنشطة التركية في تونس، وطالبت باتخاذ موقف واضح يرفض الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة .

وفي مقابل قبول حركة النهضة الإسلامية التي يقودها راشد الغنوشي، وبعض الأحزاب المؤيدة للإسلام السياسي، التعامل مع تركيا وقطر عبر مشاريع اتفاقيات تجارية، فإن عدة أطراف سياسية (يسارية بالخصوص) عبرت عن رفضها الصريح لدخول تونس في متاهات السياسة الإقليمية، ودعت الحكومة والبرلمان اللذين تسيطر عليهما حركة النهضة إلى الإبقاء على مبدأ الحياد، خاصة فيما يتعلق بالنزاع الليبي المتواصل منذ الإطاحة بنظام القذافي سنة 2011.

وتزايدت حدة الرفض التونسي لتحركات تركيا في المنطقة، أمس، بعد انتشار خبر هبوط طائرة تركية وعلى متنها مساعدات طبية موجهة إلى ليبيا، وهو ما طرح تساؤلات كثيرة داخل الأوساط السياسية حول سر سماح سلطات تونس بدعم أحد أطراف النزاع في البلد المجاور.

وفي هذا السياق، أدان حزب العمال و«التيار الشعبي» و«الحزب الاشتراكي» و«حركة البعث»، إضافة إلى «حركة تونس إلى الأمام» وحزب القطب، وهي كلها أحزاب يسارية أي محاولة للزج بتونس في لعبة المحاور الإقليمية، على حساب أمنها القومي، وأيضاً على حساب أمن واستقرار الشعب الليبي ودماء أبنائه .

وقال المتحدث باسم حزب قلب تونس الصادق جبنون، أن موقف الحزب هو المطالبة بالحياد تجاه الأطراف الليبية المتصارعة، موضحًا أن الطائرة التركية التي نزلت بالأراضي التونسية كان تحت إشراف الجيش التونسي وأنه تأكد من محتواها ونقل المساعدات الطبية إلى الأراضي الليبي.

جبنون أشار إلى أنه لا يجب أن تنعكس الأزمة الليبية على الوضع الداخلي التونسي، مؤكدًا أن الحزب طالب مرات عدة بضرورة التنسيق مع الجزائر لإيجاد الحل الملائم للأزمة الليبية، خاصة أن الشرعية للشعب الليبي.

وحذر المتحدث باسم حزب قلب تونس، من ارتدادات الأزمة في ليبيا على الواقع التونسي الداخلي، مطالبًا بالتركيز على حل مشترك للأزمة الليبية الراهنة.

++

برلماني تونسي: أردوغان يريد أن يجعل تونس حديقة خلفية للصراع الذي يقوده في ليبيا

 

ومن جهته، قال النائب في البرلمان التونسي عن حزب “تحيا تونس” مبروك كورشيد، إن تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان المتتالية أثارت الريبة بأنه يريد أن يجعل من تونس حديقة خلفية للصراعات التي يقودها في ليبيا.

كورشيد أكد في مقابلة له، عبر موقع “إرم”، أن هذا أمر مرفوض من المجتمع المدني التونسي وفي البرلمان، مُتابعًا “تونس لن تكون حديقة خلفية لأردوغان ولا لغيره، ويكفي من الأخطاء ما ارتكبت بحق الشعب الليبي من الدبلوماسية التونسية، لأنها ارتكبت حماقات كبرى في حق الشعب الليبي، خلال العشر سنوات الأخيرة، ولكن يجب أن تتعامل مع الليبيين على أننا شعب واحد في دولتين”.

وأشار البرلماني التونسي، إلى أن هناك عائلات شطرها يمتلك الجنسية التونسية، والشطر الآخر يمتلك الجنسية الليبية، موضحًا أن هناك علاقات مصاهرة بين مئات الآلاف من العائلات في ليبيا وتونس، متمنيًا الخير لليبيا وانتهاء الصراع، محذرًا من دخول تونس طرفًا في أي صراع وألا نكون قاعدة خلفية للغدر والخيانة وطعن الأشقاء الليبيين.

وكشف كورشيد، أن أردوغان أعرب عن نواياه صراحة بعد زيارته إلى تونس، قائلاً: “وقفنا سدًا منيعًا، ورئاسة الجمهورية التونسية كان لها موقف إيجابي واضح بأن تونس لن تكون قاعدة خلفية، ومن يريد ذلك نعتبره طابور خامس، واستعمار جديد”.

وفيما يخص العلاقة بين أردوغان ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، قال كورشيد “إنها علاقة قوية، ولديهم صداقة منذ سنوات وقبل صعود الغنوشي إلى البرلمان، وخلفية ذلك الولاء الأيدولوجي باعتبارهم ينتميان إلى خط الإخوان المسلمين، وهذه العلاقة قد تُفهم في إطار الحركات الإسلامية ولكن لا تُفهم في إطار الدولة، ونحن لم نصوت للغنوشي إلا أننا نخضع لإرادة الأغلبية في البرلمان”.

وأكمل “سنقف سدًا منيعًا ضد كل محاولات تطويع البرلمان في الأجندات السياسية الخاصة، والاتفاقية التي من المتوقع إبرامها مع تركيا مهينة للإدارة التونسية وسيادتها، لأنها تعطي الحق لتمليك الأتراك في الأراضي التونسية، وهذا خطأ جسيم”.

واختتم البرلماني التونسي “تنص الاتفاقية أيضًا على ألا يُقاضى أي تركي يستخبر في تونس إلا أمام التحكيم الدولي، بمعنى أن الأتراك فوق القانون التونسي، كما أن المواطن التركي حصل على امتيازات المواطن التونسي، بما في ذلك حق التمويل من البنوك، وأي اتفاقية تضر بالمصالح التونسية مرفوضة، وهذا أخطبوط يريد الاستيلاء على إمكانيات الدول، سواء بالقوة الغاشمة الاستعمارية كما يحدث في ليبيا، أو بالاتفاقيات والمعاهدات”.

وبدوره، قال رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق، إنه نادى طوال السنوات الماضية بضرورة الحفاظ على الثوابت التونسية والحياد في المشهد الليبي، ومحاولة الوساطة بين طرفي النزاع.

وأكد مرزوق في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن أي اصطفاف هو خارج مصلحة تونس وخارج مصلحة ليبيا، لافتًا إلى أن التدخل العسكري من أي طرف في ليبيا مرفوض، مشيرًا إلى رفضه استخدام تونس كمنصة للتدخل في الشأن الليبي.

وأعرب مرزوق عن أسفه، من أن أحد الأطراف في السلطة التونسية هم “الإخوان” تربطهم علاقة أيدولوجية بأحد الأطراف في ليبيا، أو بالطرف التركي، موضحًا أن هذا ما دفعهم لمعارضة نزول الطائرة التركية بالأراضي التونسية، قائلاً: “كان من الأفضل أن تمر عبر الطائرات الأممية ذات الصلة، خاصة أن تركيا هي طرف عسكري في الصراع الدائر”.

وعبر مرزوق عن مخاوفه من تأثير الانقسام الحاصل في ليبيا إلى الداخل التونسي، مؤكدًا أنه يعارض بكل الآليات اصطفاف تونس لأي محور من محاور الصراع في ليبيا، مشددًا على أن موقف الحياد ومكافحة الإرهاب والوساطة هو الخيار الأفضل لليبيا، وأنه طالب رئيس الجمهورية التونسية بمساءلة تركيا بشأن تهديد الأمن التونسي إثر نقل المرتزقة إلى ليبيا ونقل الأسلحة التي انتقل بعضها إلى تونس.

 

وكانت رئاسة الجمهورية التونسية، أعلنت أنها سمحت بنزول طائرة تركية محملة بمساعدات طبية موجهة إلى ليبيا بمطار جربة جرجيس الدولي.

وأوضحت الرئاسة التونسية، في بيانٍ إعلامي، أنه تم اشتراط أن يتم تسليم ما في الطائرة من مساعدات موجهة إلى الأشقاء في ليبيا إلى السلطات التونسية، وكذلك أن تتولى السلطات التونسية وحدها دون غيرها إيصالها إلى معبر رأس جدير ليتسلمها الجانب الليبي.

وفي هذا السياق، أبدى مصدر محلى مُطلع استغرابه من وصول تلك الشحنات إلى تونس على الرغم من أن الطائرات والشحنات التركية تصل دائمًا لمطاري معيتيقة ومصراتة، مشيرًا إلى أن الخطوط بين تركيا وطرابلس ومصراتة مفتوحة، متسائلاً: لماذا يتم تسيير تلك الرحلة عبر تونس؟

وتنظر الأوساط السياسية والشعبية التونسية بكثير من التوجس لتحركات رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي غير المعلنة وعلاقاته الخارجية المُبهمة المخالفة للسياسة الرسمية لتونس، وهو ما خلّف شكوكًا وتساؤلات حول أهدافها، ومدى ارتباطها بالتطورات العسكرية الأخيرة في ليبيا.

وكانت المحامية والناشطة التونسية وفاء الشاذلي، طالبت من وصفتهم بـ”شرفاء الوطن وعيونه الساهرة”، بالوقوف في وجه رئيس مجلس النواب التونسي ورئيس حركة النهضة الذراع السياسية للإخوان في تونس راشد الغنوشي ومخططاته مع أردوغان، مُشيرة إلى أن الإخوان يخوضون معركتهم الأخيرة بطرابلس.

وقالت الشاذلي، في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن معركة الإخوان في طرابلس هي معركة الكينونة، ومعركة الحياة أو الموت، مؤكدة أنهم “سيفعلون المستحيل لإنقاذ ميليشياتهم وحكمهم هناك، فكيف لا وطرابلس هي بيت مالهم لتركيع الشعب التونسي والليبي”.

وأضافت “هكذا وبمحض الصدفة ومع انطلاق عملية إيريني الأوروبية لمراقبة حظر الأسلحة على ليبيا، تقرر تونس فتح خط بحري بين ميناء صفاقس وطرابلس، حيث أنه لعدة سنوات لم يعمل هذا الخط ولم يتذكروه إلا بعد عملية ايريني مستغلين الحرب على الكورونا وانشغال الجميع بها”.

وتابعت، أنه في هذه الظروف المسترابة لا حاجة لنا بهذا الخط، وليتواصل دخول الشاحنات بصفة منظمة ومراقبة كما عهدناها، متساءلة: “هل بالصدفة اختلاق المشاكل لسواق شاحنات السلع ببن قردان؟!”.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى