بعد قضائه على الإرهاب .. أهالي برقة يطالبون المشير بقيادة البلاد والأخير يستجيب

أخبار ليبيا24 – خاصّ

شهدت العديد من مدن برقة شرق ليبيا خلال اليومين الماضيين خروج الآلاف من الأهالي في مظاهرات داعمة ومؤيدة لتفويض القائد العام للقوات الليبية المسلحة المشير خليفة حفتر من أجل رئاسة البلاد وتولي شؤونها وقيادتها في المرحلة الانتقالية المقبلة.

وأعلنت معظم المكونات الاجتماعية والقبائل والمؤسسات المدنية والأندية الرياضية ومنظمات المجتمع المدني عن تفويضها الكامل للمؤسسة العسكرية بقيادة المشير حفتر لتولي زمام أمور البلاد.

هذه الحشود من أهالي برقة خرجوا بعد مطالبة المشير حفتر من الشعب الليبي بإسقاط الاتفاق السياسي ومخرجاته والمؤسسات المنبثقة عنه، ودعا إياه إلى اختيار المؤسسة المناسبة لإدارة شؤون البلاد.

تصحيح المسار

وطالب القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، في خطاب تلفزيوني الخميس الماضي، الشعب الليبي بإسقاط الاتفاق السياسي وما نتج عنه ، مشددا على ضرورة تصحيح المسار وإعادة الأمور إلى نصابها.

واتهم حفتر ، المجلس الرئاسي بالتسبب في الوضع المأساوي الذي تعيشه ليبيا، داعيًا الليبيين إلى تفويض المؤسسة التي يرونها أهلًا لقيادة المرحلة المقبلة وإدارة شؤون البلاد، وفقًا لإعلان دستوري يصدر عنها يمهد لبناء الدولة المدنية.

وقال حفتر: “ندعوكم جميعًا أيها الأحرار لاتخاذ هذا القرار التاريخي بكل ثقة وحزم عبر المجالس المحلية ومؤسسات المجتمع المدني وتنظيماته السياسية والاجتماعية والثقافية والمهنية، والتعبير عن إرادتكم الحرة لتصحيح المسار وإعادة الأمور إلى نصابها”.

وأكد القائد العام في سياق كلمته للشعب الليبي ، أن قوات الجيش ستكون في الموعد بكامل جاهزيتها لتنفيذ قراركم، كما أنها ستواصل نضالها حتى تحرير كامل التراب الليبي ، على حد قوله.

مظاهرات رغم كورونا

وبعد هذا الخطاب خرج الآلاف من الليبيين في معظم مدن برقة معلنين تفويضيهم الكامل للمشير خليفة حفتر لرئاسة ليبيا وقيادتها إلى بر الأمان خلال الفترة القادمة ، عقب انتهاء عملية تحرير العاصمة طرابلس ومدن الغرب الليبي من المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.

ورغم فرض حظر التجول في جميع مدن برقة خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد ومن أجل مكافحة انتشار هذا الوباء الذي اجتاح العالم، إلا أن أهالي تلك المدن والمناطق خرجوا في مظاهرات حاشدة مؤيدة وداعمة لمؤسسة الجيش الوطني الليبي وقائدها المشير حفتر ، متحدين هذا الوباء من أجل وطنهم ومستقبل بلدهم ، ومن أجل تسليم السلطة في أيد آمنة ووطنية.

وقال المتظاهرون: “نعم لتفويض القيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر برئاسة البلاد وتسيير مرحلة ما بعد التحرير”، مؤكدين أن المشير وحدها القادرة على إزالة أكبر عائق أمام قيام الدولة وهو السلاح ، والقضاء على المليشيات المسلحة والمجموعات الإرهابية والمتشددة.

من جانب آخر ، أعلنت كافة قبائل برقة وقبائل الأشراف والمرابطين وأبناء قبائل مدينة مصراتة في برقة عن تفويضها للمؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر لتولي زمام أمور البلاد والحفاظ على حقوق الشعب الليبي.

القضاء على الإرهاب

لا شك أن هذا التفويض الواسع للمشير حفتر جاء بعد أن وقفت القوات المسلحة الليبية إلى جانب الشعب الليبي في معركته ضد الإرهاب في بنغازي ودرنة والجنوب الليبي وغيرها.

ونجح المشير حفتر في قيادة الجيش الوطني الليبي والقوة المساندة له من شباب المناطق والمدن في القضاء على الإرهاب ودحر كافة التنظمات الإرهابية والمتطرفة والداعمين لها من برقة ومناطق الجنوب والموانئ النفطية.

وقاد حفتر تلك المرحلة بعد أن حاولت الجماعات الإرهابية والمتشددة القضاء على المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية، واغتيال ضباطها وأفرادها وتدمير والاستيلاء على مقراتها معسكراتها.

وبدعم من الشعب الليبي وتعاونه الكامل، بدأ القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير حفتر في إعادة تأسيس المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية من جديد بإمكانيات قليلة وظروف صعبة، لتعود مجددا في ممارسة عملها الأمني والعسكرية لتأمين البلاد من المجرمين والإرهابيين المتطرفين.

دور المؤسسة العسكرية

وأكد الناشط السياسي والحقوقي فرج زيدان، أن القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية هي المؤسسة الوحيدة المؤهلة والقادرة على إدارة شؤون الدولة في هذه المرحلة الاستثنائية ، على حد قوله.

ويرى زيدان ، أن المؤسسة العسكرية حالياً لم يعد دورها محصوراً ومقصوراً في مكافحة الإرهاب وتعزيز سيادة القانون وتأمين الحدود ، بل أصبحت الآن هي الأمين والضامن لوحدة الدولة الليبية وسيادتها وكافة شؤونها العامة ومقدراتها الاقتصادية ، حسب تعبيره.

وأطلق مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي هشتاق تحت اسم: #نعم_لتفويض_المشير_لقيادة_البلاد، وهشتاق آخر بعنوان: #نعم_لتفويض_القوات_المسلحة_لقيادة_المرحلة.

المشير يستجيب

واستجاب القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر لنداء الشعب، وأعلن استجابته لدعوة الليبيين بشأن التفويض وإسقاط الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية العام 2015، واصفا الاتفاق بالمشبوه الذي دمر البلاد وقادها إلى منزلقات خطيرة.

وعبر حفتر في كلمة له أمس الإثنين، عن اعتزاز القيادة العامة بهذه المهمة التاريخية، في هذه الظروف الاستثنائية وايقاف العمل بالاتفاق السياسي ليصبح جزءا من الماضي بقرار الشعب الليبي مصدر السلطات»، معلنا «استجابة القيادة العامة للقوات المسلحة لإرادة الشعب رغم ثقل الأمانة وتعدد الالتزامات وحجم المسؤوليات أمام الله وشعبنا والضمير والتاريخ.

وتعهد حفتر بأن يكون رهن إرادة الشعب والعمل بأقصى طاقاتنا لرفع المعاناة عنه، وأن تكون خدمة المواطن وحماية حقوقه وتحقيق أمانيه وتسخير المقدرات لمصلحته في مقدمة أولوياتنا، وبالعمل على تهيئة الظروف لبناء مؤسسات الدولة المدنية الدائمة وفق إرادة الشعب وطموحاته مع مواصلة مسيرة التحرير حتى نهايتها.

ويأمل الليبيون من حفتر عقب تحريره العاصمة طرابلس، قيادة ليبيا إلى بر الأمان وتحقيق المصالحة بين الليبيين وبسط الأمن والاستقرار وأن يعم السلام في جميع ربوع البلاد، وذلك بعد التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الليبي في حربه ضد التنظيمات الإرهابية والتضحية بأرواحهم وأموالهم من أجل الدفاع عن الوطن من الإرهاب.

Exit mobile version