داعش سيظلّ ضحيّة التعاون الأمنيّ وسيقع في أيدي السّلطات لا محال

 

أخبار ليبيا24

داعش، التّنظيم الإرهابيّ المتطرّف لا يعرف حدودًا لشرّه وإجرامه، كما أنّه لا يتقبّل الخسارة أبدًا، فهو دائمًا ما يحاول اغتنام الفرص المتاحة، أو حتّى اختلاق الفرص، بهدف التسلّل إلى أحد البلدان والسّيطرة عليها وعلى شعبها بهدف بناء “دولته” الخاصة، وفرض قوانينه وتعاليمه الخاصّة.

منذ بدايات انتشاره في العالم، أقنع داعش نفسه وأوهم عناصره بأنّ هذه الجماعة الإرهابيّة تقوم على مبادئ وتعاليم الدّين الإسلاميّ. وبذلك استطاع إقناع أعدادٍ من الشّباب للانضمام إليه ومبايعته وبالتّالي تنفيذ العمليّات الإرهابيّة خدمةً لأجندة التّنظيم الإجراميّة.

بدأ داعش بنشر عناصره في سوريا والعراق ومن ثمّ انتقل إلى بلاد شمال أفريقيا حيث أسّس معاقل له وجنّد الشّباب، ونفّذ أعمالًا إرهابيّةً مسّت بحقوق الإنسان والإنسانيّة، ودمّرت التّراث والحضارة، ودهورت الاقتصاد والحياة الاجتماعيّة للأفراد.

ومن بين هذه البلدان، سيطر داعش على بعض المناطق اللّيبيّة مثل درنة وسرت، فبنى فيها معاقل له وخطّط ونفّد أبشع الجرائم بحقّ اللّيبيين وبحقّ الأجانب في ليبيا.

ولكنّ داعش لم يلقَ تأييدًا، كما كان يتوقّع، فالشّعب اللّيبيّ، على غرار الشّعوب الأخرى في البلدان المختلفة الّتي سيطر عليها، رفض داعش ومقته وحاربه حتّى الرّمق الأخير، فمختلف الشّعوب ساهمت، إلى جانب دولها، بالقضاء على داعش.

إذ راح التّنظيم يخسر معاقله الرّئيسة الواحد تلوى الآخر، ومنها معقله في مدينة سرت اللّيبيّة، ولكنّ التّنظيم لم يتقبّل يومًا هذه الهزيمة وظلّ متربّصًا بالبلاد محاولًا العودة إليها متى تسمح له الفرصة بذلك.

في المقابل، لم تقف الدّولة اللّيبيّة مكتوفة الأيدي، إذ إنّ الأجهزة كافّةً تعمل جاهدةً يالتّنسيق مع الأجهزة الأمنيّة للبلدان المجاورة، لمنع أيّ تسلّل داعشيّ إلى أو من أراضيها، ولا سيّما في ظلّ الأوضاع الرّاهنة الّتي يعيشها العالم أجمع بسبب جائحة كورونا.

وفي هذا السّياق، تمكّنت، يوم الأربعاء 8 أبريل، وحدات الجيش الشعبي الجزائري بولاية إيليزي من إلقاء القبض على عنصر إرهابي خطير جدًّا من أبرز قيادات داعش، وأنصار الشريعة سابقًا في منطقة “وادي إيسين” قرب الشريط الحدودي الجنوب الشرقي مع ليبيا كان ينوى التسلل إلى التراب الجزائري.

كما تمّ القبض على 5 مقاتلين مرتزقة من جنسيات إفريقية وسورية كانوا ينوون التسلل نحو الجبال الحدودية بين تونس والجزائر.

وهذه العمليّة الأمنيّة تدلّ على مدى يقظة الأجهزة الأمنيّة في دول شمال إفريقيا الّتي تتعاون لمكافحة الخطر الإرهابيّ الدّاعشيّ المتربّص ببلادها.

وكما حاول الدواعش التّسلّل إلى خارج ليبيا، قد يحاول بعضهم الآخر التّسلّل إلى داخل الأراضي اللّيبيّة، ولكن ورقة داعش خاسرة، إذ سيكون دائمًا ضحيّة التعاون الأمنيّ وسيقع في أيدي السّلطات لا محال.

Exit mobile version