أخبار ليبيا24- خاص
حاولت حكومة الوفاق كثيرًا النفي عن نفسها أنها حكومة “مليشيات” والاعتراف بأنها عاجزة عن السيطرة على مدينة طرابلس وبعض المدن القريبة منها التي تعج بتشكيلات مسلحة اتخذت من الابتزاز والتجارة بالبشر والوقود مصادر تمويل لها ولا سلطان ولا قدرة عليها لكبحها وإلجامها.
عجز حكومة الوفاق ظهر عند وصول القوات المسلحة إلى العاصمة طرابلس واندلاع الاشتباكات لتطهيرها وتحريرها عندما تحالفت عدة تشكيلات وكتائب من أكثر من مدينة تضم إرهابيين ومليشيات مسلحة للقتال ضد القوات المسلحة والدافع عن مصادر تمويلها.
وزاد في كشف الأمر تصريحات وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا التي أقر فيها بأن المليشيات التي وصفها بـ”المافيا” هي من تسيطر على العاصمة وتسيطر على ميزانية الوزارات بما فيها وزارة الداخلية.
وأضاف باشاغا خلال لقاء مع الذراع الإعلامي لتيار الإسلام السياسي قناة “ليبيا الأحرار” أن هذه المافيا منعتهم من الظهور بمظهر الدولة المدنية التي يدعونها وأن عدد من الدول امتنعت عن التعامل معاهم لأنهم ظهروا بمظهر دولة “المليشيات”.
أسماء كثيرة لأشخاص مطلوبين محليًا ودوليًا على علاقة بالتنظيمات الإرهابية والمليشيات المتخصصة في بيع وتهريب البشر والوقود شاركوا ضمن قوات الوفاق في المعارك ضد قوات المسلحة من أبرزهم أحمد الدباشي الشهير بـ”العمو” وعبدالرحمن ميلاد الشهير بـ”البيدجا” وغيرهم من أصحاب القضايا والمطلوبين.
كثير من الأدلة والإثباتات الكفيلة بأن تتسبب في سقوط حكومات وإقالة وزراء ومحاسبتهم ومعاقبتهم لو أنهم يمثلون دولة مدنية حقيقية، إذ كيف لهذه الدولة المدنية أن تضم هذا الكم الكبير من تجار البشر الذين يسيئون معاملة المهاجرين من تعذيب وضرب وإهانة، والمهربين الذين يهربون خيرات البلاد والإرهابيين الذين شاركوا في جرائم بشعة ضد الليبيين في مدن عدة.
يوم أمس السبت، تمكنت القوات المسلحة من أسر أحد كبار قادة تهريب البشر في المنطقة وهو المدعو صالح الدباشي شقيق المهرب المعاقب دوليا المدعو أحمد الدباشي الملقب ” العمو ” في محور الطويشة جنوب العاصمة طرابلس.
وبحسب المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد المسماري فإن الدباشي تم أسره وهو يعاني من جروح بالغة بعد إصابته داخل مدرعة تركية من طراز ” كيربي “، لافتا إلى أن هذا إن دل على شيء إنما يدل على توسعة تركيا لأنشطتها الإجرامية لكي تشمل دعم كبار المجرمين في المنطقة الغربية وتجار البشر.
وأوضح المسماري أن هذا الأمر يعتبر تهديدًا مباشرًا ليس لمصالح الشعب الليبي فحسب بل لكل دول المنطقة وحوض المتوسط، مؤكدًا أنه تم أسره عدد من المرتزقة السوريين والمطلوبين الليبيين المدعومين من تركيا.
وأكد المتحدث باسم القيادة العامة أن هذا المجرم المدعو صالح الدباشي كان المسؤول الأول عن مركز إيواء صبراتة الذي شهد أشنع الجرائم ضد البشرية بحق المهاجرين من بيع ورق وعبودية وتهريب طيلة الفترة مابين 2012 وحتى 2017.
شقيقه أحمد والشهير بـ”العمو” ظهر منذ أيام خلال الهجوم على مدينة صبراتة – التي طرد منها عقب اشتباكات مسلحة وألقي القبض على عدة عناصر يتبعون مليشيته من قبل الأجهزة الامنية – وهو يتوسط مجموعة من الأشخاص في مشهد يورط حكومة الوفاق في التستر على أحد أهم المطلوبين دوليًا .
وتحدث الدباشي خلال مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي عن تنسيقهم لعملية الدخول للمدينة والسيطرة عليها مبديًا استغرابه من ابتعاد الناس عنهم حيث قال إنه كان يتوقع الترحيب والمشاركة والتأييد.
إلا أن أهم ماقاله المطلوب دوليًا ومحليًا المدعو “العمو” أنه أثناء التسيق اتصل بشخص لم يسمه وطلب منه أثناء الدخول إلى المدينة بألا يقوموا بحرق مديرية أمن صبراتة، فرد عليه ذلك الشخص بأن لديهم فتوى شرعية في حرق المديرية”.
وحرق وتدمير وتفجير مراكز الشرطة ومديريات الأمن واستهداف المحاكم ورجال الشرطة والقضاء اختصاص أصيل للتنيظمات الإرهابية حيث سبق لها ارتكاب ذات الجرائم في عدد من المدن، وهذا الأمر يزيد من تأكيد مشاركة الإرهابيين رافضي الدولة بأي شكل من الأشكال باستثاء دولة “داعش” الإرهابية.
وبحسب مذكرة مجلس الأمن فإن المدعو أحمد الدباشي الشهير بـ العمو” زعيم متميِّز في الأنشطة غير المشروعة المرتبطة بالاتجار بالمهاجرين.وأكدت المذكرة أن عشيرة وميليشيا الدباشي تقيم علاقات مع الجماعات المتطرفة الإرهابية والعنيفة، وبعد اندلاع مصادمات عنيفة مع ميليشيا أخرى وعصابات تهريب منافسة حول المنطقة الساحلية في أكتوبر 2017، مما أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً من بينهم مدنيون.
وأفادت المذكرة أنه رداً على إطاحته، تعهد أحمد الدباشي في 4 ديسمبر 2017 علانية بالعودة إلى صبراتة بالأسلحة والقوة، وهناك أدلة كثيرة على أن مليشيا الدباشي كانت ضالعة بصفة مباشرة في الاتجار غير المشروع بالمهاجرين وتهريبهم، وأن المليشيا التابعة له تسيطر على مناطق مغادرة المهاجرين ومخيماتهم ومآويهم ومراكبهم.
وأوضحت المذكرة أن هناك معلومات تدعم الاستنتاج القائل بأن الدباشي جعل المهاجرين (من بينهم قاصرون) عرضة لظروف وحشية وأحياناً مُهلكة في البر والبحر.وذكرت أنه بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مليشيا الدباشي ومليشيات أخرى في صبراتة، عُثر على آلاف المهاجرين كثيرون منهم في حالة خطيرة، كان معظمهم محتجزاً في مراكز كتيبة الشهداء أنس الدباشي ومليشيا الغول.
وأضافت المذكرة أن عشيرة الدباشي، ومليشيا أنس الدباشي المرتبطة بها، على صلاتٌ منذ زمن طويل بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق والجماعات المنتسبة له، وكان عدد من عناصر هذا التنظيم في صفوفهما، ومن ضمنهم عبد الله الدباشي، خليفة تنظيم الدولة الإسلامية في صبراتة.
وأشارت إلى أن الدباشي كان له ضلع في تدبير مقتل سامي خليفة الغرابلي، الذي عيَّنه المجلس البلدي لصبراتة من أجل مكافحة عمليات تهريب المهاجرين في يوليو 2017.
وأكدت أن أنشطة الدباشي تسهم إلى حد كبير في تصاعد العنف وانعدام الأمن في غرب ليبيا وتهدِّد السلام والاستقرار في ليبيا والبلدان المجاورة.
كما أن من أبرز ممن ظهر خلال الاشتباكات في العاصمة طرابلس في أبريل من العام الماضي المدعو عبدالرحمن ميلاد الشهير بـ “البيدجـا” من مدينة الزاوية وهو الذراع الأيمن لـ “محمد كشلاف” الشهير بـ “القصب” من أكبر مهربي الوقود والهجرة غير شرعية وتاجر مخدرات وصادر فيهما قرار عقوبات من مجلس الأمن.
وبرز عبد الرحمن ميلاد كأحد قادة فرق حرس السواحل الليبي في مدينة الزاوية وفرضت عليه عقوبات ضمن مجموعة ليبيين و2 من دولة أريتريا لضلوعهم في تجارة البشر عبر الحدود الليبية من أفريقيا إلى أوروبا، بحسب قرار مجلس الأمن في يونيو 2018 .
وبحسب مذكرة مجلس الأمن فإن “بيدجا” يرأس الوحدة الإقليمية لخفر السواحل في الزاوية التي يرتبط اسمها باستمرار بالعنف ضد المهاجرين ومهربي البشر الآخرين.
ويقول فريق خبراء الأمم المتحدة إن اميلاد وأفراد آخرين في خفر السواحل ضالعون بشكل مباشر في إغراق مراكب كانت تقل مهاجرين باستخدام أسلحة نارية، ويتعاون مع مهربي المهاجرين الآخرين مثل محمد كشلاف والذي تقول بعض المصادر إنه يوفر له الحماية لتنفيذ عمليات غير مشروعة تتعلق بالاتجار المهاجرين وتهريبهم.
وذكر عدة شهود في التحقيقات الجنائية أن رجالا مسلحين أخذوهم في عرض البحر إلى متن سفينة تابعة لخفر السواحل تدعى تليل يستخدمها بيدجا ثم اقتيدوا إلى مركز النصر للاحتجاز، حيث ورد أنهم احتُجزوا في ظروف وحشية وأُخضعوا للضرب.
ورغم أن البيدجا مطلوب القبض عليه من قبل رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام في حكومة الوفاق إلا أنه مزال يشارك مع المجموعات المسلحة في الهجمات على مدينتي صبراته و صرمان والتي باركتها وأشادت بها حكومة الوفاق وكافة مسؤوليها.
وظهر المدعو عبدالرحمن البيدجا أثناء اقتحام مدينة صبراتة في صورة مع المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق المدعو عبد المالك المدني، والمدني “معتمد” لدى حكومة الوفاق وعمليتها المزعومة.
ولم تكتفي حكومة الوفاق بالاستعانة بهذه المليشيات وعناصر الإرهابيين بل سعت إلى الاستعانة بالدولة التركية وقامت بتوقيع مذكرتي تفاهم تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق النفوذ البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين النابعة من القانون الدولي.
وعلى إثر ذلك بدأت تركيا بإرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا وظهروا في مقاطع فيديو في محاور العاصمة طرابلس يشاركون في العمليات العسكرية ضد القوات المسلحة.
ورغم ان حكومة الوفاق حاولت في البداية نفي الأمر وأدعت أن مايتداول عبارة عن مقاطع مفبركة وملفقة لمسلحين في سوريا، إلا أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج قال في لقاء خاص مع “بي بي سي”، نحن لانتردد في التعاون مع أي طرف لمساعدتنا ودعمنا في صد ما وصفه بالاعتداء على طرابلس.
وأكد السراج في إجابة على سؤال بشأن استقدام مقاتلين سوريين إلى طرابلس، لن نتردد في التعاون مع أي طرف لدحر هذا الاعتداء بأي طريقة كانت.وحاول رئيس حكومة الوفاق تبرير ذلك قائلًا :”لنا الحق في الاستعانة بأي كان، فنحن في حالة دفاع عن النفس ضد محاولة انقلاب على الشرعية، ومن يحاول أن يعيطنا دروس في هذا الأمر عليه أن يخبرنا إن تعرض لمثل هذا الاعتداء ماذا علينا أن نعمل”.
وتابع السراج :”كثير من الفيديوهات المعروضة على مواقع التواصل الاجتماعي حول المرتزقة السوريين هي مقاطع مفبركة ولم يتم تصويرها في ليبيا من الأساس”.
وحتى نائب رئيس حكومة الوفاق و ذراع مصراتة السياسي أحمد معيتيق لم ينفي مشاركة مقاتلين سوريين محسوبين على القاعدة و داعش في صفوفهم.
وفي لقاء مع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بتاريخ 15 فبراير قال معيتيق مبررًا لمشاركة الإرهابيين في الحرب ضمن قوات الوفاق : «عندما تغرق في الماء ويرسل لك شخص ما سترة نجاة ، ماذا ستفعل – هل ستنظر إلى من أرسل سترة النجاة أو ستأخذها؟”.
وتابع نائب رئيس حكومة الوفاق الحديث :”أن القوات السورية تساعد في منع الإطاحة بحكومة الوفاق في طرابلس”.
وتبعهم وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتجي باشاغا بالاعتراف بجلب المرتزقة السوريين خلال لقاء على قناة الجزيرة القطرية محاولًا وضع التبريرات تارة وتارة أخرى التهرب من الإجابة.
وقال باشاغا خلال رده على سؤال مذيع قناة الجزيرة عن وجود مقاتلين سوريين في طرابلس إلى جانب قوات الوفاق :”إن حكومة الوفاق أبرمت اتفاقية مع الحكومة التركية وهذه الاتفاقية كانت اتفاقية متنوعة”.
وتابع :”الاتفاقية تشمل الجانب الأمني “التدريب والدعم”، ومن هذا الدعم هناك بعض القوات التي استعين بها في الدفاع عن طرابلس”.
وبعد تكرار مذيع قناة الجزيرة السؤال على وزير داخلية الوفاق قال للمذيع :”أجبتك عن السؤال”، فرد المذيع بأنه يريد إجابة محددة.
وواصل وزير الداخلية في حكومة الوفاق بالقول :”يفترض توجيه هذا السؤال إلى آمري قوات “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق أما مهمتي أنا هي أني وزير داخلية إضافة إلى مشاركتي في بعض الاجتماعات السياسية”.
ائتلاف من تجار البشر و الميلشيات و مهربي الوقود و المرتزقة السوريين المعروف ولائهم للقاعدة و داعش ، عصابات كان لابد لها من من رجل دين فاسد يحرض بإستمرار ضد المدنيين و يجيز كل ما حرم الله ، و يطلق فتوى شرعية تجيز ما يرتكبوه في حق الشعب الليبي من مجازر لم يشهدها التاريخ في السابق ، و هنا يأتي دور الصادق الغرياني مفتي ليبيا السابق المعزول ، ليطل على انصاره بفتوى جديدة يجيز من خلالها العمليات التفجيرية في القوات المسلحة و المدنين معتبراً أن هذا الفعل الشنيع جهاداً ضارباً بعرض الحائط كل تعاليم الدين الإسلامي الذي يمنع قتل النفس.