القبلاوي : قطاع الصحة مهترئ وننتظر دعما قويًا من المجتمع الدولي

القبلاوي : حفتر وقواته لا يأبهون لا بالهدنة ولا بالأوضاع الصحية في ظل جائحة كورونا

أخبار ليبيا 24 – متابعات

قال الناطق باسم وزارة الخارجية في حكومة الوفاق، محمد القبلاوي، إن سيطرة الوفاق على مناطق جديدة على طول الساحل الغربي لطرابلس، يأتي تزامنا مع استكمال استعداداتها التدريبية واللوجستية لما أسماه “دحر قوات المشير خليفة حفتر”، التي اتهمها بخرق الهدنة وعدم الاكتراث للأوضاع الصحية المتعلقة بجائحة كورونا العالمية.

القبلاوي أضاف، في حواره مع صحيفة “الخبر” الجزائرية، أن حكومة الوفاق تنتظر دعما حقيقياً وقويا من قبل المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة الصحية ولمحاسبة من وصفهم بـ”مجرمي الحرب” الذين يزيدون أزمة القطاع الصحي المهترئ سلفا منذ النظام السابق، بحسب زعمه.

وحول مدى قدرة حكومة الوفاق على مواجهة الأزمة الصحية، أكد أن الإمكانيات المحلية غير كافية، خاصة فيما يتعلق بمجابهة وباء كورونا، فقطاع الصحة مهترئ، متهما نظام القذافي بإهمال قطاع الصحة، حيث إن المواطنين الليبيين يعالجون في عدة دول أجنبية، ولم تستطع كل الحكومات بعد أحداث فبراير 2011م، وضع يدها على الجرح لتصحيح مسار الصحة، وزادت الحروب تعميق الأزمة، قائلا “قبل أيام فقط قامت مليشيات حفتر بقصف مستشفى الخصرا بطرابلس، وهو ثاني أكبر مستشفى في العاصمة وسقطت الصواريخ على الأعمدة الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المستشفى، ولكن يبدو أن المجتمع الدولي لا يأبه لما يحدث في طرابلس من جرائم حرب”.

وحول عرقلة وصول السلع والمساعدات الدولية إلى ليبيا في ظل إغلاق الحدود بين الدول، ذكر “لا شك أن إغلاق حدود الدول سيؤثر ليس على ليبيا فقط بل على دول العالم ككل، لكن قبل أسبوعين أكد وزير الاقتصاد وجود مخزون لا بأس به من السلع التموينية، وقبل أيام وصلت إلى مطار معيتيڤة بعض المساعدات الطبية التي تحاول وزارة الخارجية عبر البعثات الدبلوماسية أن توفرها لوزارة الصحة، ويوم الإثنين أيضا وصلت كذلك شحنة من اسطنبول من الحكومة التركية، وهناك شحنة أخرى في الأيام القادمة ستصل من جمهورية الصين، كذلك ستكون هناك بعض المعدات الطبية من قبل وكالة الطاقة الذرية، حيث قامت سفارتنا في النمسا بالتواصل مع الوكالة واتفقت معها على بعض المعدات التي تحتاجها وزارة الصحة الليبية، خاصة فيما يتعلق بالكشف المبكر عن الفيروس، وبالتالي لا شك أن ليبيا جزء من العالم وتتأثر بما يتأثر به لكن رغم ظروف الحرب لن تتوقف الحياة في طرابلس”.

وفيما يخص سيطرة الوفاق على مناطق جديدة خلال الأيام الماضية، أوضح أن التوقيت هو نتاج طبيعي لتطور الأحداث العسكرية والميدانية من تاريخ 27 نوفمبر الماضي، بعد توقيع حكومة الوفاق مذكرتي التفاهم مع الجانب التركي، واحتاجت الوفاق لبعض الوقت للتدريب والدعم اللوجستي وللحصول على بعض الأسلحة المتطورة والنوعية حتى تتمكن مما أسماه “دحر المليشيات”، وهذا ما تم بالسيطرة على المدن التي تقع على طول ساحل الغربي الليبي امتدادا إلى مدينة زوارة ومن تم إلى الحدود التونسية، وهو ما يمثل دفعة استراتيجية قوية للسياسة وللدبلوماسية الليبية لخارجية الوفاق للتعامل مع الملف الليبي في مساحة أكبر من التفاوض لكسب المعركة السياسية إلى جانب المعركة الميدانية العسكرية، وفقا لقوله.

وبشأن تعارض استمرار المعارك في محيط طرابلس مع موقف حكومة الوفاق المتعلق بقبول الهدنة المقترحة من قبل الأمم المتحدة لمواجهة كورونا، قال “مجرم الحرب خليفة حفتر ومليشياته لا يأبهون لا بالهدنة ولا بالأوضاع الصحية في ظل جائحة كورونا، ويحاولون استثمار الموضوع للحصول على مكاسب ميدانية”، مضيفا “كل العالم يشهد أن خليفة حفتر لم يوقع على اتفاق الهدنة في روسيا وفر هاربا من هناك، ولم يلتزم بمخرجات برلين، وبالتالي ليس أمام حكومة الوفاق سوى أن تدافع عن مواطنيها ومنشآتها وشرعيتها”.

وتابع “موضوع الهدنة ليس في قاموس مجرم الحرب الذي أكد المسؤولون الليبيون وآخرهم وزير الداخلية أنه لا تفاوض مع حفتر، لأنه ليس شريكا في السلام ولا يريد السلام وغدر بكل المؤتمرات السياسية التي عقدت من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، وبالتالي من العبث الذهاب بعيدا للتفاوض مع مجرم حرب، مكانه وراء القضبان، ولا بد أن يقدم لمحاكمة عادلة سواء داخل البلاد أو أمام القضاء الدولي، كما طالبت وزارة الخارجية في أكثر من محفل مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية”.

Exit mobile version