العميد عبدالله السعيطي.. صاحب مواقف بارزة للتصدي للإرهاب في أوج جبروته وطغيانه

عبدالله السعيطي شغل منصب رئيس المحكمة العسكرية وتولى رئاسة الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي خلال فترة جبروت وطغيان الإرهابيين

أخبار ليبيا – خاصّ

شهدت عدة مدن في ليبيا عقب اندلاع ثورة 17 فبراير عام 2011، ظهور العديد من الكتائب المسلحة، التي بسطت سيطرتها على مفاصل الدولة، وخاصة في مدينتي طرابلس وبنغازي المدينتين الأكبر في البلاد.

وبعد مرور عامين على الثورة تقريبا، كشرت بعض تلك الكتائب عن أنيابها، وكشفت عن نفسها وظهرت بثوبها الحقيقي الداعم للإرهاب والتطرف، من بينها ما يعرف بكتيبة أنصار الشريعة في بنغازي، التي بدأت في ممارسة عملياتها الإجرامية ضد المدنيين والعسكريين والنشطاء من أجل فرض سيطرتها على المدينة.

ومع مرور الوقت أصبحت بنغازي ودرنة وجهة للإرهابيين والمتطرفين في ليبيا، لتعيش المدينتان أصعب مراحلها عبر التاريخ وأشد فتراتها المظلمة تحت ظل سيطرة التنظيمات الإرهابية التي مارست مختلف أنواع الظلم والطغيان ضد المدنيين، الذي ألقى بضلاله على الحياة المعيشية وأربك المواطن.

ومع قرب سيطرة التنظيمات الإرهابية على بنغازي، وقف أهالي المدينة وقفة رجل واحد ضد هؤلاء الإرهابيين، يتقدمهم ضباط عسكريون، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولم يخشوا في قول الحق لومة لائم، وضحوا بأرواحهم وأموالهم وسخروا جهدهم ووقتهم؛ من أجل القضاء على الإرهاب ودحره في بنغازي.

وبرز من بين هؤلاء الضباط العميد “عبدالله السعيطي” الذي شغل منصب رئيس المحكمة العسكرية في بنغازي سابقاً، تولى رئاسة الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي لردع المجموعات الإرهابية والإجرامية المسلحة التي عاثت في المدينة فسادا ودمارا واستباحت دماء الأبرياء.

العميد “عبدالله السعيطي” الذي توفي قبل أيام بعد صراع مع المرض، كان من أوائل من طالبوا وأسروا على فتح قضية اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس ورفيقيه، بكل شفافية ومصداقية، وسعى من أجل تطبيق القانون وتفعيل القضاء والمؤسسات الأمنية، كما أمر باستدعاء المتهمين في ظل حكم الإرهابيين والمليشيات المسلحة وسلطة الإخوان والمقاتلة.

“السعيطي” كان من بين الكثيرين من شباب بنغازي وضباطها الذين تقدموا لصفوف المناهضة لدحر الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وأيضا من المطالبين بتفعيل مؤسسات الجيش والشرطة أثناء أزمة، سطوة الإرهابيين وجبروتهم وطغيانهم، واستمرعلى هذا النهج رغم تهديده المباشر من قبل قادة الإرهابيين في ليبيا.

هكذا كانت مواقف العميد “عبدالله السعيطي” وغيره من الرجال في معظم مناطق ليبيا الغيورين على وطنهم ومدنهم وبلدهم، وقفوا بكل شجاعة وحزم وبإمكانيات ضئيلة في وجه الإرهاب، ورصوا الصفوف، ووحدوا كلمتهم ضد هذا الوباء والفكر المتطرف التكفيري الذي أضل كثيرا من الشباب وأفسد مستقبلهم.

هذه المواقف لهؤلاء الرجال ظهرت في الوقت الذي تجبرت فيه التنظيمات الإرهابية وطغت على كافة الليبيين المدنيين منهم والعسكريين، في الوقت التي قضى فيها الإرهاب على المؤسسات العسكرية والشرطية والأمنية وعطل عملها وهدد جميع العاملين فيها بالقتل والذبح وقطع الرؤوس.

وواصل الليبيون حتى يومنا هذا محاربتهم للإرهاب ودحره من أرض وطنهم؛ للقضاء على الظلام والظلم والفساد، واستعادة الدولة وأمنها وتطبيق القانون، وتفعيل كافة المؤسسات التي عطلها الإرهابيون والمتطرفون، واستمر الليبيون على خطى “عبدالله السعيطي” وغيره من رجال الرعيل الأول الذين تصدوا للإرهاب وسحقوه.

Exit mobile version