“محسن غفير” شاهد على مجزرة “تفجيرات القبة” الإرهابية..رغم مقتل إخوته لم يتوقف عن نقل وإسعاف الجرحى

أخبار ليبيا24- خاص

يعلم الجميع أن التنظيمات الإرهابية مجردة تمامًا من صفة الإنسانية بجرائمها وأفعالها التي لايمكن لأي صاحب عقل وفطر سليمة أن يتقبلها أو يستسيغها تحت أي عذر أو حجة عير أن تلك الأفعال ماهي إلا جرائم ترفضها كافة الأديان والشرائع.

أرادت التنظيمات الإرهابية من خلال ارتكاب عدد من الجرائم البشعة إلى الوصول لغايتين الأولى هي التخلص لكل من تراه عدوًا لها لأنه رفض وجودها وأنكر أعمالهم، والثانية هي إيصال رسالة للباقين أن القتل والموت هو مصيرهم فيضمن اتباعهم لهم.

لكن كل أحلامهم في السيطرة على ليبيا ظلت مجرد أحلام ورغم سيطرتهم التامة على مدينة درنة لعدة أعوام إلا أنهم لم يتمكنوا من كسر نفوس أهل المدينة وإرغامهم على اتباعهم واتخاذ فكرهم الإرهابي الضال منهجًا لهم.

كثير من أبناء مدينة درنة أعلنوا رفضهم للتنظيمات الإرهابية، وكثير قاوموها وأظهروا العداء لها وغيرهم قاومها سرًا بما استطاع وآخرون اعتبروا ترك المدينة نوع من الرفض للعيش في مكان واحد مع آفة الإرهاب والإرهابيين.

المدن والقرى المحيطة بدرنة كانت يدًا واحدة ضد الإرهابيين وشكلت طوقًا لمنع امتداد هذا السرطان وحدت من حركتهم وتنقلهم بين المدن والمناطق فحاول الإرهابيين الانتقام وإيجاد ممر يمكنهم من التنقل بحرية فكان الهدف مدينة القبة.

مدينة القبة القريبة من درنة والتي استهدفها الإرهابيون بتفجيرين متتاليين أسقط أكثر من 40 ضحية وعدد كبير من الجرحى فقط لأنها قالت لا للإرهاب والإرهابيين.

محسن محمد غفير أول الواصلين لمديرية أمن القبة التي تعرضت للتفجير الأول بواسطة سيارة مفخخة يقودها مجرم إرهابي يروي لنا تفاصيل من تلك الليلة المرعبة والتي فقد فيها اثنين من إخوته في التفجير الثاني، فرج محمد غفير مواليد 1984 متزوج ولديه طفل وخليل محمد غفير مواليد 1985 متزوج ولديه طفل .

يقول غفير :”أنا تاجر وأتوجه باكرا للسوق لأشتري البضائع، التفجير الأول حدث أمامي وقفت على المديرية وكنت أول سيارة تقف على التفجير، وكان باب المديرية مفتوحًا وما تبقى من سيارة الإرهابي تتصعد منها النيران”.

ويضيف محسن :”وجدت مفتاح صالح مفتاح وهو شرطي تابع لمديرية أمن القبة واقعًا على الأرض قمت على الفور بنقله إلى المستشفى وبقيت هناك إلى أن وقع التفجير الثاني وبدأت ومع عدد من الشباب باستلام الضحايا داخل المستشفى”.

ويتابع غفير :”ولم يخطر ببالي أن أجد أخي فرج بين الضحايا، كان قد فارق الحياة إثر التفجير الثاني ورغم ذلك لم أتوقف عن نقل الجثامين والمصابين داخل المسشتفى”.

ويواصل محسن :”من المواقف التي لا أنساها أن أحد المصابين نقل إلى ثلاجة حفظ الموتى فبدأ ينادي علي وقال لي مازلت على قيد الحياة فتم نقله إلى داخل قسم الجراحة في المستشفى، أروي لك هذه الحادثة لتعلموا حجم الارتباك والهلع الذي كان يحيط بنا في تلك اللحظات الحرجة والمصاب الجلل”.

ويقول أيضًا :”نقلت أحد الجرحى وهو صالح مفتاح إلى مستشفى البيضاء، واستغرب البعض كيف أعرف أن أخي قد قتل وأقوم بإسعاف شخص آخر إلى مستشفى يبعد خمسين كيلو متر عن القبة ورغم أزمة البنزين الحادة في ذلك الوقت”.

ويضيف غفير :”في وقت ذهابي إلى البيضاء وعودتي كان موقع التفجير قد أخلي من كافة الضحايا المتفوين والجرحى عدت للمنزل ووجدت أهلي أمامي وكأنهم ينتظروني، وسألني والدي عن إخوتي لأني لم أخبرهم عن وفاة اخي فرج”.

ويقول محسن :”على الفور توجهت إلى المستشفى لأبحث عن أخي خليل وجدت أربع جثث معزولة وكانت مشوهة المعالم لم يتم التعرف عليهم وجدت جثة أخي وكان وجهه مشوه لكني تعرفت عليه عن طريق ملابسه التي كان يرتديها ولا أستطيع أن أصف الموقف وصعوبته”.

Exit mobile version