الانغماسيون.. آخر ورقة للتنظيمات الإرهابية  

بعد سلسلة التراجعات.. التنظيم الإرهابي يزج بآخر أسلحته

أخبار ليبيا 24

بعقيدة فاسدة وأفكار مشوه بعيدة عن الدين حاول تنظيم داعش إلحاق الضرر بكل من يعارضه بالكلمة أو الفكر فما بالك بمن يحمل السلاح لمواجهته .

ولما كان الناس ضدهم وبدأت المواجهات العسكرية معهم كان لابد لهذا التنظيم أن يلحق أكبر ضرر بالقوات العسكرية التي تواجه ومن بين هذه الأساليب التي لم تجدي نفعاً مايسمي بــ”الانغماسيون” .

وتنامت ظاهرة “الانغماسيين” لدى التنظيمات الإرهابية التي تصاعد نشاطها في بعض دول المنطقة، على غرار ليبيا واليمن وسوريا والعراق، حيث أصبحت إحدى أكثر المفردات رواجًا في الآونة الأخيرة، لا سيما في ظل تزايد الاستناد إليها في المعارك الجارية في هذه الدول، فضلا عن ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية التي تُستخدم في إطارها.

وفي حالة الانحسار الجغرافي للتنظيمات التكفيرية المسلحة، تلجأ لعمليات نوعية انتحارية، لتكبد الأجهزة الأمنية خسائر فادحة، بأقل التكاليف الممكنة .

ويشكّل العناصر الانغماسيون أهم عوامل نجاح المؤقت لتنظيم داعش  في المعارك، وذلك لما كانوا يتصورن أانه يمكن للانغماسي يربك خصمهم خصوصا في الخطوط الأمامية ويجعله لا يميّز الهدف، بالإضافة للخسائر البشرية الكبيرة التي يسببونها داخل خطوط الدفاع الأولى له.

“الانغماسي” مصطلح ظهر مع دخول تنظيم “القاعدة” الإرهابي لدولتي سوريا والعراق واستخدمته معظم التنظيمات الإرهابية، وهو كناية عن عنصر مدرّب تدريباً عسكرياً عالياً على المهام الخاصة والاقتحامات ويتمتع بلياقة بدنية عالية تمكّنه من الاستمرار في القتال والمناورة أطول فترة ممكنة .

عادة ما يأتي دور الانغماسيين بعد الانتحاري أو الانتحاريين الذين يفتحون ثغرة في الخطوط الأمامية للخصم.

ومهمة الانغماسيين هي الانغماس بين عناصر الخصم وقتاله في عمق منطقته بهدف إرباكه والتأثير على معنوياته وتسهيل مهمة عناصره  الذي ينتمون إليه من الاقتحام والسيطرة من خلال تفجير أو عدّة تفجيرات انتحارية يدخل بعدها الانغماسيون لإكمال مهمة خلخلة الصفوف الأمامية للخصم وتكون مهمة الانغماسيين إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية لدى الخصم من دون أن يتبعها هجوم أو أن يكون لها هدف بتحقيق تقدّم ميداني.

 وفي هذه الحالة يكون الانغماسيون داخل منطقة الخصم بعيدين عن خطوط المواجهة،وعادة ما يتم في هذه الحالة اختراق منطقة سيطرة الخصم والقيام بتفجير انتحاري داخلها فيستغل الانغماسيون حالة الفوضى مكان الانفجار ويقومون بمهاجمة العناصر الذين استهدفهم التفجير ويقضون على من لم يتمكّن منه التفجير ومن يأتي للمؤازرة فيخلقون حالة من الارباك في المكان، وغالباً ما يقاتل الانغماسي حتى يُقتل وغالبا يقوم بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف .

ويؤكّد أحد العناصر المقبوض عليهم من تنظيم “داعش” في اعترافاتة أن “عملية اختيار الانغماسي تخضع لعدّة شروط يجب أن تتوافر جميعها فيه، أهم هذه الشروط هي ولائه المطلق للتنظيم ولأفكاره والاستعداد للموت في سبيل تحقيق أهدافه  .

وقال الإرهابي إن “الانغماسي” يخضع لدورات قاسية جداً من التدريب الرياضي على اللياقة البدنية وعلى قوة التحمّل تحت أسوأ الظروف وهو يخضع لمعظم هذه التدريبات حاملاً أوزاناً ثقيلة، كما يخضع لتدريبات عسكرية قاسية لزيادة مهاراته في الاقتحام والقتال القريب والقنص وكيفية استخدام عنصر المفاجأة في إرباك الخصم”.

ويضيف ” ومع هذه التدريبات هناك دروس الدينية وعقائدية ” مغلوطة ” تزيد من شجاعة العنصر وتقوي إرادته للقتال ليصل إلى قناعة تامة بأن الموت والحياة سيان فالموت ينقل .

” الارهابي” إلى حياة أخرى أفضل لأنه قتل أعداء الدين، وفق عقيدة تلك التنظيمات المارقة .

وكشف متحدث عسكري ليبي كواليس الهجمات التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في جنوب البلاد، مؤكداً أن الرأي العام في المنطقة يرجح قيام المجموعات المسلحة بارتداء ثوب داعش حسب ما تتطلبه مصالحهم.

وأقدمت مجموعة إرهابية مسلحة يُعتقد أنها تنتمي لتنظيم داعش، قبل أشهر، على اختطاف 22 شخصاً من منطقتي تازريو والفقهاء، واقتادتهم لمكان غير معلوم، وانتشرت أنباء بعد ذلك تفيد بأنه قد تمت تصفيتهم من قبل التنظيم الإرهابي. 

وبحسب الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة في سبها، تبين للسلطات الأسبوع الماضي احتجاز مواطنين ليبيين من تازربو وفقهاء في إحدى المزارع المحيطة ببلدة غدوة، وتحركت قوة من اللواء العاشر بتراغن وسرية خالد بن الوليد والغرفة الأمنية المشتركة لتحرير الرهائن وضبط المسلحين، ووقع الاشتباك في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي في مزرعة تقع على طرف بلدة غدوة، ما أسفر عن وقوع ثلاثة قتلى من المجموعة الإرهابية المسلحة.

وأشار الناطق الرسمي إلى أن تنظيم داعش الارهابي أقدم على تحريض عناصره لتفجير أنفسهم أمام مركز شرطة غدوة، حيث أقدم إرهابيان على تفجير نفسيهما أمام المركز، وهو يعد نمطاً جديداً في جنوب ليبيا.

وأكد أن التفجير الإرهابي الذي استهدف مركز شرطة غدوة كان يهدف للفت الأنظار عن قوة التنظيم الإرهابية المنسحبة في الصحراء.

واستخدم تنظيم “داعش” عناصر انغماسية في المعارك التي يخضوها ضد الجيوش والشواهد كثيرة في ليبيا والعراق وسوريا  .

Exit mobile version