الأخبارتقاريرجرائم الارهابليبيا

فتاوى داعش المضحكة كانت السبب في تفككه من الداخل

أفكار "داعش" تتلاشى في المناطق الليبية المحررة

أخبار ليبيا24
كم هي مضحكة فتاوى وأفكار داعش الإرهابي، تشعرك بأن مفتي التنظيم، جاهل بكل شيء في الحياة، وهذا الشيخ المعتبر عندهم فكيف حال بقية الأعضاء، نجد أنهم يحرفون دين الله وأحكامه حسب ما يروق لهم، وينصبون أنفسهم آلهة على هذا العالم.

 تخطيط ضعيف وهش

واعتمد التنظيم الإرهابي المتطرف “داعش” في تنفيذ عملياته الإرهابية، على فتاوى وتعليمات تنشر عبر أدوات واتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضاء تلك الجماعات، وأغلبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكن كل خططه تبوء بالفشل.

 هذا التنظيم هش لدرجة لا توصف ولم تكن الهزائم المتلاحقة لتنظيم داعش وسقوط معاقله في ليبيا والعراق وسوريا، وليدة محض الصدفة فقد قتل أغلب قادته، وأصبح وجوده مهددا؛ً بسبب مقاومة الشعوب له ورفض أفكاره التكفيرية السيئة.

تصرفات غبية للتنظيم

فمن الأساس لم تكن للتنظيم بنية قوية إلا العنف والقتل وكان واقع الانقسام الحاد بين قادته وجنوده من الداخل، أبرز مظاهر تخبطه هذه الأزمة نشأت على خلفية تضارب في القناعات العقدية والمنهجية بما لا يسمح بأي مساحة للالتقاء والتعاون فيما بين أفراده الذين لا ينتمون لنفس الفكر وان اجتمعوا على الإرهاب ومن أجل المال وإشباع رغباتهم الحيوانية.

 ومن غبائهم الحاد، فإنهم لم يستطيعوا تأجيل الخلافات فيما بينهم حتى إشعار آخر مما ساهم في زوال هذا التنظيم.

اعتراف موثق

هذه الانقسامات العقائدية التي أصابت صميم تنظيم داعش في المقتل، موثقة بشهادة من قبض عليهم من أفراد التنظيم وتجلى في اعترافاتهم بالانشقاقات العقائدية، فيما بين أمراء التنظيم نفسه من جهة والتنظيمات الأخرى، كما حدث في مدينة درنة والمعارك التي درات بين مليشيا ما يسمى بوسليم الإرهابية القريبة من تنظيم القاعدة، ومن تحالف معه باسم ” مجاهدي درنة ” وتنظيم داعش.

 وتجدر الإشارة إلى أنه عند سيطرة التنظيمات الإرهابية على درنة كان لكل منهم مناطق محددة لا يمكن للآخر التدخل فيما يحصل في مناطق غيره حتى وصل الخلاف بينهم إلى ذروته بمعارك طاحنة، ظاهرها أن كل منهم يريد تطبيق شرع الله بمنهجه وباطنه هو السيطرة على المدينة وفرض نفوذه عليها.

بأسهم فيما بينهم

هذا الخلاف العقائدي وتضارب الفتاوى اعتبره التنظيم نقط ضعف أخرى في تنظيم داعش حاول جاهدا إخفاءها بشتى الطرق؛ حفاظاً على تماسك بنيته وتوحد أنصاره وإتباعه وهي الزاوية التي كثر فيها الخلاف والصراع بين قادته واحتد فيها الشقاق بينهم إلى الدرجة التي تحول فيها التنظيم إلى تيارات كلامية متنافسة، تراشقت و تبادلت التهم وامعنت في تكفير بعضها البعض وبدأ الصراع العلني وذلك باغتيالات بعضهم البعض.

 وأمام فوضى الفتوى الذي وجد “داعش” نفسه فيها نتيجة تعدد الملتحقين به من بلدان مختلفة والذين يحملون معهم العديد من القناعات ” الشرعية المتضاربة ” فقد عمد قادة التنظيم إلى استحداث مؤسسات كثيرة لضبط وتقنين الخطاب “الشرعي والفتاوى” بما يضمن تمرير أفكاره ضمن أدوات معقدة ومتعددة الوظائف والتخصصات شيدها التنظيم في سياق ترتيبه لشؤون “الخلافة”، والتي وضعت يدها على موارد هائلة لم تكن تحلم بها يوما مما ساهم في تشتت من يطلقون “الفتاوى” والتي ما لبثت أن انهارت وأنهار معها أحلام التنظيم بتشييد دولته المزعومة.

 واضطر التنظيم الإرهابي “داعش” فيما بعد لتأسيس ” لجنة الرقابة المنهجية ” وهي لجنة أسسها وأشرف عليها الارهابي المدعو “أبو محمد فرقان” مؤسس الجهاز الدعائي لتنظيم ” داعش” وتسمى أيضا ” بلجنة التقييم أو اللجنة المنهجية ” وتتمثل مهمة اللجنة في استدعاء “الدعاة” ومقابلتهم في مقار عملهم والقيام بتقييم شامل لهم، يبدأ من مرحلة طلبهم للعلم إلى التحاقهم بالتنظيم وسؤالهم عن موقفهم من بعض المسائل “الشرعية الحساسة” فيما يشبه “محكمة تفتيش.”

 فتوى تخالف الدين

وينتهي عمل هذه اللجان التكفيرية برفع تقرير مفصل عن الشخصية قيد التقييم إلى “ديوان الخليفة” مذيل بتوصيات إما بتزكيته أو سجنه أو استتابته أو قتله، وتعتبر لجنة الرقابة المنهجية من أخطر الهيئات في التنظيم، فقد اختلفوا في أحكام الزواج والطلاق والميراث ولمسوا حدود الله في العدة بل وصل ببعضهم الأمر في تطليق النساء من أزواجهن ليتزوجهن أفراد التنظيم، وليتأكد من عدم اختراق فتاويه، كان يعزل كل الخطباء من مناطق سيطرته ويعين خطباء المساجد ممن يحمل الفكر المتطرف.

 

كانت فتاوى داعش تأتي كما يرغب أمراء إرهاب التنظيم المارق فيأخذ جزء من نص الكتاب والسنة ويفسر على مزاجه وأهواء فكرهم الظلامي ما كان يتخوف منه داعش، هو أن يتلقى اتباعه فتاوى حقيقة مما جعله يعيين (القضاة، والولاء، ومفتييه)، في أي دولة من جنسيات لا تنتمي للدولة نفسها مرسخا لفكرته في إلغاء الدول والحدود والهوية، فمثلا في مدينة درنة عين قاضي يمني، ومفتي مصري، ووالي موريتاني.

 كان يعتقد أمراء “داعش” أن الفتاوى التي استندوا فيها على تحليلهم للعقيدة بطريقتهم، تبيح لهم الأعمال الخبيثة كالتكفير، والنكاح، والسلب والقتل سيجعل منهم قوة ضاربة ويحفز الناس للانخراط في منهجهم سواء كان بقناعة وهذه لا يفعله شخص سوي، أو بالخوف لكن تضاربهم وفهم الناس للشريعة وديننا الوسطي الذي يرفض العنف والظلم جعل من فتاوى داعش عرضة للسخرية؛ لأنها بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى