الأخبارتقاريرحواراتليبيا

رقيق من نوع آخر …… مهاجرون غير شرعيين يقصون مأساتهم للوصول إلى ليبيا

ليبيا قبلة لكل مهاجر رغم المخاطر والمصاعب

أخبار ليبيا 24 – خاص

يبدو أن ليبيا ملجأ لكل من ضاق عليه السبيل وتأزم به الوضع فهي باب أمل لكل من يبحث عن حياة كريمة ، ووجهة قصدوها للهروب من واقعهم المزري المتهالك .

فعلى الرغم من الفوضى المنتشرة في البلاد ولا نبالغ أن قلنا أن أكثرها بسبب المهاجرين ، نجد أن مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بمنطقة باب الزيتون شرق مدينة طبرق، يواجه الصعاب بإمكانيات شبه معدومة .

فالعاملون في المركز لم ينسوا إنسانيتهم وقدموا واجبهم تجاه (7) مهاجرين اتضح بعد إجراء التحاليل اللازمة إصابتهم بمرض معدي هو الوباء الكبدي.

مراسل وكالة أخبار ليبيا 24 طرق أبواب مقر الهجرة ليفتح حوار مع هؤلاء المهاجرين السبعة ليتعرف كيف وصلوا إلى ليبيا وما هي المخاطر التي واجهتهم.

لم يخف المهاجرون المخاطر التي تعرضوا لها لدخولهم إلى ليبيا،  فقد واجهوا عصابات التهريب، وقدموا آلاف الجنيهات المصرية والدنانير الليبية .

ويقول المهاجر “وائل” مصري الجنسية – من محافظة بني سويف والذي يبلغ من العمر 42 عاماً، وصل إلى ليبيا في الرابع عشر من شهر يونيو من عام 2019 ” إنه اشتغل فور وصوله بأحد المقاهي بوسط المدينة”.

وائل يصف رحلته من بني سويف عن طريق الجبل بالطويلة والشاقة، وصولا إلى منطقة السلوم الحدودية عن طريق مهربي البشر الذين استلموهم بها وأوصلوه إلى إمساعد بعد أن دفع مبلغ 8000 جنيه مصري.
وتابع أنه وصل إلى منطقة إمساعد مشياً على الأقدام لمدة 17 ساعة في الليل فقط، ووصل إلى محطة كهرباء إمساعد برفقة أربعة مصريين وكان معهم  دليل، مشيرًا إلى أن أي شخص يتعب ويجهد، يتركه الدليل في الصحراء القاحلة.

وبيّن لنا  أنه كان من ضمن الأشخاص الذين تركهم الدليل في الصحراء، وواصل رحلته مشيا على الأقدام، قائلاً ” كنت أود أن أدخل لليبيا بالطرق الشرعية، لكنها غير متوفرة

وأضاف أنه بعد استقراره في طبرق، تم القبض عليه من قبل  كوادر جهار الهجرة غير الشرعية، وتم إجراء تحليل له وظهرت النتيجة وبينت أني مرض بالتهاب الكبد، منوهًا أنه قام بإجراء التحليل في مصر وظهرت النتيجة سلبية.

وشكك المهاجر “وائل ” في نتيجة التحليل في وطالب بإعادتها.

 وأما المهاجر ” علي  ” تشادي الجنسية 36 عام استفتح حديثه بالإنكار وقال أنا لست مصابا بالوباء الكبدي مثل ما جاء في نتائج التحاليل.

وسرد “علي” قصة رحلته التي انطلقت من تشاد، وبعدها دخل مصر بطريقة غير شرعية، حيث استلمتنا مفوضية المهاجرين ونقلتنا إلى العاصمة القاهرة.

 وتابع أنه دفع مبلغ 2000 جنيه مصري عام 2011، ودخلت بعدها إلى ليبيا بطريقة غير شرعية عن طريق عصابات التهريب.

ولفت أنه عمل في الجمرك الليبي فترة وجيزة ثم قبض عليه، وأدخل إلى مقر الهجرة غير الشرعية التي ستعيدني إلى تشاد مسقط رأسي.

وفي ذات الشأن، قال “آدم” وهو سوداني الجنسية – من مواليد 1992، دخل إلى ليبيا في شهر أبريل من العام الماضي 2019 – إنه تم إجراء تحليل له والتي أظهرت إصابته بالتهاب الكبد الوبائي، ولكنني لا أشعر بأي ألم ولا أعرف شيئاً عن هذا المرض ولم أسمع به من قبل.

وتابع أنه خرج من بلاده باتجاه مصر بجواز سفره وبطريقة شرعية، وعمل هناك قرابة الثلاثة أشهر.

ولفت أنه كان يرغب في البداية، الدخول إلى ليبيا، مشيرًا إلى أن عصابات التهريب التي اتفق معها على مبلغ 3000 جنيه مصري مقسمة على جزأين جزء أدفعه حين دخولي لمصر والجزء الثاني حين أصل إلى ليبيا عن طريق مدينة طبرق، ولكن العصابة أخلت بالوعد بعد دخوله لمصر.

 وتابع أن رحلته كانت عبر الصحراء الليبية المصرية، واستغرقت يوم واحد فقط، وكان الأكل مقابل المال، وبدون هذا المبلغ لا يتم تقديم الأكل والذي كان عبارة عن قطعة من الخبز وجبن وزجاجة ماء فقط.

 وقال أنه مكث في منطقة السلوم لمدة 10 دقائق وكانت أمورنا ميسرة، وبعدها دخلت إلى ليبيا عبر منفذ إمساعد إلى طبرق عن طريق سيارة أجرة، وهناك اشتغلت عامل ووجدت نفسي محجوزا في هذا المكان، وسيتم ترحيلي إلى بلدي السودان.

بينما قال المهاجر “إبراهيم” – سوداني الجنسية والذي يبلغ من العمر 24 عاماً – إنه جاء من السودان ودخل مصر بجواز سفره، ومكث هناك تسعة أشهر، واشتغل في منطقة “شبرا الخيمة” ومنطقة “العاشر من رمضان” في أحد مصانع الأحذية، وشيف طباخ، ودفعت 4000 جنيه مصري مقابل تسفيري إلى ليبيا.

وذكر أنه عند تسلله من مصر إلى ليبيا خلسة تعرضنا لإطلاق نار الجيش المصري على الحدود، لافتًا إلى أنهم انقسموا إلى مجموعتين جزء مع الدليل وجزء تخلف عن الدليل.

وتابع أنه دخل إلى ليبيا بدون دليل مشياً على الأقدام، وكنا نتبع آثار مهاجرين سابقين مشيًا على الأقدام، مضيفًا أنه وصل لمنطقة إمساعد وكاد يقتلنا الجوع والعطش، وطرقنا أحد الأبواب من سكان المنطقة، وأكرمنا صاحب المنزل وقدم لنا الطعام والشراب

المهاجر “إبراهيم” لفت إلى أنه ذهب إلى محطة الأجرة، لنتوجه إلى مدينة طبرق ووقعنا في شرك عصابات تهريب البشر، وقام أحدهم ببيعنا لأحد العصابات ومن عصابة إلى عصابة وجدنا أنفسنا في مخزن كبير لعصابات تجار البشر في جنوب طبرق.

وذكر أن العصابات فرضت علينا دفع مبلغ 3500 دينار ليبي، مقابل إطلاق سراحنا نحن السودانيين، وأما المصريين مقابل خروجهم عليهم دفع 15000 دينار ليبي، منوهًا إلى أنه قام باستدانة المبلغ على جزأين للخروج من هذا المخزن.

وأوضح أن المخزن الذي تديره العصابة كان يحوي 40 مهاجر مصري و5 سودانيين، مؤكدًا أنه غير مصاب، وربما لدي التهاب أو برد فقط.

 وسرد المهاجر السوداني من منطقة أم درمان “عبدالوهاب” أنه دخل إلى مصر بجواز سفر، ولم تكن وجهتي ليبيا من البداية، وكنت أرغب في البقاء بمصر ولكن إقامتي انتهت وكانت المعيشة صعبة في مصر، فقررت السفر إلى ليبيا بأي طريقة، ولم يكن أمامي إلا الدخول عن طريق المهربين.

وتابع أنه دفع للمهربين 3500 جنيه مصري مقابل وصولي إلى ليبيا، وكانت رحلتي من الإسكندرية إلى مطروح ومن ثم إلى السلوم   عن طريق أشخاص لا أعرفهم

ولفت المهاجر “عبدالوهاب” إلى أنه عند وصوله إلى ليبيا تم وضعه في مخزن كبير ما بين مطروح والسلوم ولكنني لا أعرف هذا المكان، ومكثنا في المخزن مدة 5 أيام وأخذوا مني 150 دينار ليبي، حتى وصلت إلى طبرق.

وأضاف أنه عند وصوله لطبرق امتهن في الأعمال حرة وليس لديه خبرة معينة، منوهًا إلى أنه عند القبض عليه، أجريت له تحليل وتبين أنه مصاب بالتهاب الكبد، مشيرًا إلى أنه لا يعرف أنه مصاب ولم يجر تحليل في السابق.

 وأكد المهاجر استعداده للعودة إلى بلاده، رغم أنني فقدت جواز سفري عن طريق أحد الليبيين، واتصلت به لإعادة جواز سفري لأنني سأرحل إلى السودان من جديد.

 ومن جهته، أكد المهاجر “نور” سوداني الجنسية أنه غير مصاب، لافتًا إلى أنه دخل لليبيا من خمسة أشهر عن طريق دولة مصر بطريقة شرعية، ولم أكن أفكر بالهجرة إلى ليبيا، ولكنها الأقدار هي من جاءت بي إلى مدينة طبرق بسبب الظروف، وفكرت في الهجرة رغم أنني مهندس حاسوب ولكنني عملت في المطاعم بطبرق.

وسرد المهاجر “نور” تفاصيل رحلته المتعبة من مصر إلى ليبيا عبر دروب الصحراء مقابل دفع 3000 جنيه مصري، لدخول طبرق التي لم أعرفها ولم أسمع عنها ولكنها الأقدار أرغمتني للهجرة إليها.

وأكمل المهاجر أنه قد تعرضوا للرماية من قبل عناصر الجيش المصري خلال محاولة تسللهم من مصر إلى ليبيا، ونجونا وتمكنا من التسلل ومعي حوالي “21” مهاجر .

ولفت إلى أنه فور وصوله للحدود الليبية استلمتنا عصابات التهريب بمدينة إمساعد، وباعونا من عصابة إلى عصابة حتى وصلت إلى مدينة طبرق، بعدها تم حجزنا في مخزن كبير حوالي “28” يوم.

 وأكد المهاجر “نور” أنه تم بيع المهاجرين المصريين بمقابل مالي يقدر بــ “8000” دينار ليبي لعصابات أخرى، أما نحن السودانيين لم يطلبوا منا المال.

ومن جهته، فقد كانت رحلة المهاجر “خالد” سوداني الجنسية عمره 37 عاماً دخل ليبيا من 9 أشهر، مختلفة عن باقي المهاجرين – فقد خرج من السودان بالباخرة عن طريق نهر النيل ومكثت في الإسكندرية لمدة شهرين، ومن مصر إلى طبرق عن طريق السلوم ومنها إلى إمساعد بمبلغ مالي قدره ” 2500″ جنيه مصري ووصلت طبرق عن طريق الأجرة  .

وقال إنه قد تم إجراء تحليل له عند القبض عليه في طبرق من قبل جهاز الهجرة غير الشرعية واتضح أنه مصاب بالتهاب الكبد الوبائي.

سبعة مهاجرين يروون مأساة رحلتهم وما لاقوه من عصابات تهريب البشر في رحلة مبهمة وغير واضحة أوصلتهم إلى ليبيا.

زادت أحزانهم وثقل همهم بعد علمهم أنهم مصابون بالوباء الكبدي، استعدوا للملمة أحلامهم المبعثرة فآمالهم التي رسموها في ليبيا ضاعت وقرروا العودة إلى بلدانهم ، وستبقى الشهور العجاف التي قضوها في ليبيا ذكريات مظلمة سيرجعون إلى ذكرها في أوطانهم .

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى