الأخبارتقاريرجرائم الارهابصحةليبيا

لا تتذكر ليبيا من “داعش” إلا كل أذى وحزن..الذكرى الخامسة لتفجيرات القبة الإرهابية

كانت مخططات داعش تهدف لاغتصاب كافة المدن

أخبار ليبيا24 -خاص

عندما بدأ تنظيم داعش بالإعلان عن نفسه في مدينة درنة وبدأت أعماله الإجرامية تلتهم كل من يخالفه هذا التغول لم يرهب المدن والمناطق المجاورة لمدينة درنة بل هبوا لنجدتها، ومن هذه المدن (عين مارة، وبيت ثامر، والقبة، ولملودة، والأبرق وسوسة، ورأس الهلال).

كانت مخططات داعش تهدف لاغتصاب كافة المدن، وكانت قوتهم متجهة لشل حركة قاعدة الأبرق الجوية ولكن محاولاته باتت فاشلة خاسرة وخير دليل على ذلك معركة لملودة الشهيرة فهي التي قصمت ظهر الدواعش وردتهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة.

فلما توالت على داعش الخسائر ووجد مقاومة ليس لها مثيل مرصعة بقوة وعزيمة المواطنين رغم فرق العدة والعتاد، أصبح يفكر بعقل شيطاني ويخترع الوسائل الهمجية، كل هذا ليثبت سطوته ووجوده وليرهب جميع الناس، ولكن هيهات فالشعب كله اتحد في جسم واحد لأبعاد هذا الدخيل الخسيس.

فلا تتذكر ليبيا من داعش إلا كل أذى وحزن ومن بين الأحداث التي استقبلها الليبيون بكل ألم هي فاجعة تفجير القبة، هذه المنطقة التي كانت من بين المناطق التي استنفرت ضد الإرهاب وأصبحت غصة في حلقهم وحجر عثرة في طريقهم.

مدينة القبة، عدد سكانها يزيد عن ستين ألف نسمة أفنيت فيها أسر كاملة على يد الإرهابين وقاومت الإرهاب بكل صوره وأشكاله، ولما كانت عصية على تنظيم داعش، أراد أن يلقن سكانها درسا لتكون عبرة لمعارضي فكره الوحشي والهمجي.

حاك داعش لمدينة القبة عمليتين إرهابيتين عن طريق تفجير مزدوج؛ ليحصد أكبر عدد من أرواح المدنيين كان ذلك صباح يوم الجمعة المواق من 20 فبراير 2015 فشهدت المدينة بهذا التدبير الماكر، صباحا داميا استهدف الأول مديرية أمن القبة.

وتم التجفير الأول بعد أن اقتحمت سيارة تحمل الحطب المديرية المقابلة لمحطة وقود بوجميلة، واصطدمت بالباب الرئيسي ووفق شهود عيان فإن رجال الشرطة توقعوا أن من يقود السيارة تعرض لملاحقة ولجأ للمديرية ليحتمي بها من المهاجمين الذي يلحقون به ولكن من كان يقودها انتحاري فلما عرفوا من هيأته أنه تابع للجماعات الإرهابية، بادروا بإطلاق النار عليه، فقام على الفور بتفجير نفسه بالسيارة التي يقودها، وكانت محملة بالعبوات الناسفة، أدت على الفور إلى مقتل اثنين من رجال الشرطة المكلفين بحراسة المديرية.

هرع الناس إليهم ليقدموا العون وليعرفوا حقيقة ما حصل، ما هي إلا دقائق مرت حتى جاءت سيارة أخرى نوع ” تويوتا” يقودها شخص ذو بشرة سمراء، وصدم أحد المواطنين المتجهين ويريد المرور دون أن يسعفه، فما كان من الناس إلا لحاقه وطلبوا منه أن يتوقف ويرى ما فعل بمن صدمه وهنا قام بتفجير نفسه والسيارة.

هذه هي روايات شهود عيان التقتهم “أخبار ليبيا 24” ولا صحة لوجود تفجير ثالث لأن التفجير الثالث الذي سمع كان ناجم عن انفجار خزان بنزين لإحدى السيارات التي اشتعلت بها النيران.

مشهد مروع
جراء التفجير تناثرت الجثث والأشلاء وغطت الدماء الشارع والرصيف، تصاعدت النيران والدخان في المكان لم يستوعب سكان مدينة القبة المشهد، لم تستطع عقولهم أن تترجمه إلى واقع الكل في حالة من الهلع والكل يركض حتى بالأشلاء رغبة في إسعافها وإنقاذها.

أسماء ضحايا التفجيرات الإرهابية في مدينة القبة التي تبناها تنظيم “داعش” الإرهابي وأعلن مسؤوليته عنها الضحايا كلهم من المدنيين عدا اثنين من رجال الأمن بمديرية أمن القبة وبلغ عددهم (44) قتيل بينهم 6 مصريين، وهم عمال كانوا يعملون في المقهى والمطعم الملاصق لمحطة الوقود قرب التفجير.

الإرهاب يخطف حياتهم
والضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب التفجير الإرهابي هم :-
1. رياض جمعة محمد بو نويقص
2. جلال جاد الله عبد الله المنصوري
3. عبد الحميد جبريل محمد امعاند
4. باسط جبربيل محمد امعاند
5. احمد عيسي محمد الشوقيري
6. احمد مداوي السنوسي
7. عبد الرحيم ابريك الفرجاني الغيثي
8. بو حوية جاد الله الفايدي
9. عبد الله امراجع حمد
10. لامين عبد الله عبد الجواد يونس
11. سامي عبد الرحمن عبد الرازق
12. مفتاح فوزي خليفة
13. فوزي خليفة القبايلي
14. جاد الله احمد عبد الكافي
15. موسي يونس امعيوف
16. علاء عبد الله راف الله
17. ايهاب الصادق محمد
18. عماد سعد خليفة
19. مفتاح صالح محمد
20. حمزة احمد عمران
21. منعم الناجي حسن
22. فرج محمد غفير
23. خليل محمد غفير
24. وليد سالم بو الهوايل
25. عوض عمر عوض
26. صفوان حمدي تبرتهيم
27. ابراهيم رزق يزنس
28. رائف رزق يونس
29. فضل الله عبد الباسط فضل الله
30. محسن رزق ادريس
31. عبد السلام صبري عبد المجيد
32. شعيب فرج رزق
33. مفتاح سعد راف الله
34. ربيع بوحوية جاد الله
35. فرج فضيل ادم
36. مصطفي احمد فرج
37. ابرهيم جمعة يوسف
38. نبيل عبد الله خليل

أما العمالة المصرية وهم عمال يعملون في المقهى والمطعم الملاصق لمكان التفجير وعددهم ستة هم:

1. فتحي عاطف حسين

2. أيمن كامل عبد الرازق

3. عادل فرج عبد العظيم

4. محمد عبد النبي عبد المجيد

5. عبد الرازق عبد المجيد عبد الرازق

6. سامي مقصود بكر.

تصريح مؤكّد
إبراهيم خالد مدير مستشفى القبة القروي في ذلك الوقت وخلال تصريح له بث على موقع إعلامي تابع للمدينة قال :”إن الحصيلة التي وصلت حتى عصر اليوم الجمعة للمستشفى نتيجة التفجيرات الإرهابية في المدينة هي (33 قتيلاً ) مرجحاً ارتفاع عدد الضحايا ” بسبب وجود حالات حرجة وفعلا هذا ما حدث.

خالد أكد أن من ” بين القتلى الموجودين بالمستشفى 29 قتيلاً تم التعرف على أسمائهم بينهم أربعة مصريين يعملون بالمقهى المجاور لمحطة الوقود مكان أحد الانفجارات إضافة إلى 4 قتلى آخرين لم يتم التعرف على أسمائهم في لأنهم أشلاء.

توزع الجرحى على المستشفيات فمستشفى القبة عجزت عن استقبالهم ونقلوا إلى مستشفى مدينة البيضاء التي تبعد 50 كليو متر غرب المدينة وكذلك مستشفى المرج الذي يبعد 150 كلم غرب مدينة القبة وبلغ عدد الجرحى 65 جريحاً ووسط تدخل من النائب عن مدينة القبة المرحومة منى الغيثي وتوجيهات رئيس البرلمان عقيلة صالح والنائب تم نقل عدد من الجرحي للعلاج في الأردن .

داعش يعترف
هناك وعلى الفور تبنى بيان منسوب لـ”ولاية برقة”، التابع لتنظيم “داعش” التفجيرين في مدينة القبة، وقال إنهما استهدفا غرفة عمليات ” اللواء خليف خليفة حفتر”

وقال البيان الذي تداوله مؤيدون لتنظيم “داعش “ولاية برقة” على مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت :- ” قام فارسان من فوارس الخلافة بتنفيذ عمليتين ” استشهاديتين ” بسيارتين مفخختين استهدفتا غرفة عمليات ” الطاغوت ” حفتر في المنطقة الشرقية والجبل الأخضر في مدينة القبة (50 كم غرب مدينة درنة)، فقتلوا وجرحوا العشرات ثأراً لدماء أهلنا المسلمين في مدينة درنة وانتقاماً من حكومة طبرق المتآمرة على قتلهم ورسالة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على جند الخلافة وعامة المسلمين” .

وتوعد تنظيم “داعش” عبر تلك الحسابات من وصفهم بـ”الطواغيت والمرتدين بالمزيد من العمليات الاستشهادية” في إشارة لقوات الجيش الليبي و المسلحين الداعمين له من الأهالي.

وأرفق التنظيم في بيانه صورتين لمنفذي العمليتين وقال: إن منفذ العملية الأولى اسمه “أبو عبد الله الجزواري”، ومنفذ الثانية “بتار الليبي “.

وسارع “مجلس مجاهدي درنة وضواحيها” وهو تجمع ضم عدة تنظيمات إرهابية وهو كيان أعلن عنه متطرفون في مدينة درنة في 12 ديسمبر 2014 كجسم عسكري يمثلهم بنفي علاقته بالتفجيرين على صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك” بإصدار بيان جاء فيه:- ” ننفي نحن مجلس شورى مجاهدي ‫‏درنة وضواحيها مسؤوليتنا عن تفجيرات اليوم الجمعة 01 جمادى الأولى 1436هـ الموافق لـ 20 /02/ 2015 في منطقة ‫القبة “.

رد الجيش

وعلى خلفية التفجيرات الإرهابية أعلن المستشار عقيلة صالح النائب عن مدينة القبة ورئيس مجلس النواب الحداد في البلاد لمدة 7 أيام على ضحايا الهجمات .

كما نعت وزارة الداخلية بالحكومة الليبية الموقتة، شُهداء الوطن وضحايا المدنيين ، الذين سقطوا في مدينة القبة جراء هجمات إرهابية” وعلى الفور تحركت مقاتلات سلاح الجو وقصفت أهدافا تابعة لتنظيم داعش بدرنة حسب ما صرح به العقيد احمد المسماري الناطق باسم قوات الجيش في ذلك الوقت.

وخرجت مظاهرات منددة بالتفجير الإرهابي في مدن بنغازي والبيضاء، وطالبت بسرعة دعم الجيش في حربه ضد الإرهاب وكان وزير الصحة الليبي في ذلك الوقت الدكتور رضا العوكلي، قد أعلن عن مقتل 35 شخصا جراء الانفجارات وقال إن ما يجري في القبة يعد بمثابة “عقاب جماعي لأهلها ” لرفضهم السماح لعناصر داعش بالمرور عبر مدينتهم والاستيلاء على مطار الأبرق الاستراتيجي.

في نفس الوقت و في مدينة سرت أعلن تنظيم “داعش” في المدينة، عبر الإذاعة المحلية عن حظر للتجول بدءاً من بعد صلاة العشاء وحذر الأهالي من مخالفة القوانين.

تكرار المحاولات

وبعد التفجبر بأيام وفي الساعات الأولي من الصباح حاول سائق يقود سيارة نوع تويوتا (تاندرا) قادما من مدينة ‫‏درنة يحمل مفروشات المرور من ‫بوابة الظهر الحمر الشرقية لمدينة ‫‏القبة قاصدا سوق الثلاثاء وهو سوق شعبي يقام كل يوم في الأسبوع يجتمع به أغلب سكان القبة والمناطق المجاورة فقامت القوات المرابطة بالبوابة باستيقافه فرفض استهدفوه بالرماية لإيقافه فقام السائق الانتحاري بتفجير نفسه داخل السيارة التي كانت مفخخة بكمية من المتفجرات فأودت بحياة العسكري حميد يوسف سليمان الشاعري الذي فارق الحياة متأثر بجراحه داخل المستشفى إضافة إلى منفذ العملية فيما أصيب إثر ذلك ثمان عسكريين كانت حالة بعضهم خطيرة .

وانفجرت بعدها بأيام سيارة مفخخة كانت متوقفة بالقرب من مجمع نيابات ومحاكم القبة إلا أنها لم تسفر عن خساىر في الأرواح وألحقت أضرارًا ببعض المحال التجارية وففكك رجال الأمن سيارة نوع جيب كانت تحمل كمية كبيرة من المتفجرات بالقرب من مديرية الأمن بالقبة.

 

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى