جرائم الارهابالأخبارليبيا

تجنيد الأطفال.. من خطط داعش الإجراميّة لضمان استمرار فكره وعقيدته عبر الأجيال

يستهدف التنظيم الإرهابي أطفالا تتراوح أعمارهم من 6 إلى 15 عاما ويمنعون من حقوقهم في التعليم وغيرها

أخبار ليبيا 24 – خاصّ

يعد تجنيد الأطفال إلزاميا أو طوعيا جريمة حرب ضد الإنسانية، لما نص عليه القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان وفقا لاتفاقات جنيف عام 1977، فنجد أن البروتوكولان وفقا للاتفاقيات، نص على حظر تجنيد الأطفال وإشراكهم في الأعمال العدائية والنزاعات المسلحة.

ويهدف القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان وحماية حقوق الطفل، إلى الحد من أثر الحروب والنزاعات على الأطفال، كما يعد إشراكهم في الأعمال قتالية بأي طريقة كانت جريمة وانتهاكا صارخا وجسيما للقانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان والطفل.

نلاحظ أن تنظيم داعش قد استغل الفرصة وقام بحملات لتجنيد الأطفال؛ لإقناعهم بأفكاره المتطرفة والظلامية وسبيلهم في ذلك الدروس الخاصة بعقيدهم الفاسدة وتدريب مكثف وممنهج، لتربية جيل جديد للتنظيم الإرهابي يحمل أفكاره ليكفل استمرارها، ويضمن جيل يكفر مجتمع بكامله ويمارس القتل والتفجير ويقوم بعمليات إجرامية انتحارية.

ويخصص تنظيم (داعش) قسم للحسبة يشرف عليه مجموعة من أفراده، مهمته تنظيم الملقيات والنشاطات الدعوية، وتوزيع المطويات على المواطنين وخاصة فئة الأطفال، كما يفرض حضور الأطفال عند تنفيذه أحكام الذبح وقطع اليد وغيره؛ ليقتل فيهم روح الرحمة للتعوّد على سفك الدماء والعنف.

واستطاعت الجماعات الإرهابية السيطرة على المساجد وخلوات تحفيظ القرآن، وعيّنت أشخاصا لديهم خلفيات دينية واستخدموهم واجهة لأهالي المناطق، وعادة ما يكونوا من ضمن المجتمع وأشخاص مشهود لهم بالالتزام الديني وكثير ما يتحدثون عن الدين، للإشراف على دور تعليم الديني للناشئة في الخلوات.

وهذه الدروس كانت تستهدف أطفالا تتراوح أعمارهم من 6 إلى 15 عاما، ويتم عزلهم في دروس خاصة، ويشرحون لهم عن الجهاد وفضله لنيل الشهادة والجنة ونعيمها، كما يستخدمون الترويج للجهاد والقتال من خلال ألعاب الأطفال وغيرها، ويحرمون من حقوقهم في التعليم؛ لخلق جيل واع ومتعلم ـ بحسب ما يمليه تفكيرهم ـ ، ويمنعون من قضاء أوقات ترفيهية للعب والتسلية والعيش بسلام وأمان بين أسرهم.

كما تستخدم التنظيمات الإرهابية الأموال لإغراء الأطفال، واستغلالهم في مهام التجسس لصالحهم من أجل إخبارهم عن الناشطين ضدهم أو العسكريين، وإعلامهم بكل تحركاتهم وذلك لكونهم أطفالا ولا يشك في أمرهم أنهم جواسيس.

وبعد تنفيذ عمليات الاغتيال للشخصيات الذي وقعت مراقبته يخبرون الأطفال الذين قام بعمليات المراقبة والتجسس أنهم شركاء في الجريمة، وينتظرون ردة فعله إن اعترض واستنكر فعلهم ورفضه يقنعونهم بالآيات والأحاديث المغلوطة، ولو تمسك الطفل برفضه يقومون باغتصابه وتصويره لغرض الابتزاز والتهديد فلا يستطيع الطفل بعد ذلك أن يتملص منهم أو ينكر تبعيته للتنظيم.

وأسس تنظيم داعش في عام 2014 معسكرات أسمها بـ”أشبال الخلافة”، قامت بتدريب صبيان تابعين لداعش، في مدينة درنة شرق ليبيا، وأصبحت كهوف المدينة وشعابها الجبلية معسكرات تضم العشرات من الأطفال المجندين الذين زرعوا في عقولهم أفكارا نجسة وتكفيرية، وجعلهم على أهبة الاستعداد للموت والتضحية من أجل ذلك الفكر.

وقام تنظيم داعش الإرهابي، بفتح معسكر آخر لتجنيد الأطفال في مدينة سرت، وجنّد ما يقارب من مئة طفل أعمارهم دون سن 18 عاما، تشبعت عقولهم بالفكر المتطرف التكفيري الجهادي من خلال تدريبهم بسلوك لا يعرف سوى لغة الدماء والقتل والتنكيل والعنف، مستعدين للقيام بما يؤمرون به من عمليات انتحارية واغتيال وذبح وتفجير.

وقد انتشرت معسكرات تجنيد الأطفال في سرت ودرنة وإجدابيا وصبراتة، إضافة إلى بنغازي وكان يشرف عليها ويدعمها تنظيم داعش أو تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، بهدف بناء أجيال من الإرهابيين، لكن كما نعلم أن الشعب شعب وسطي محافظ، فمن الطبيعي أن تقابل مثل هذه التنظيمات بالرفض والمحاربة فلا بقاء لهذا الفكر في ليبيا.

وكان التنظيم الإرهابي يسعى إلى إخراج “أشباله” كما كان يطلق عليهم بمظهر القوة أمام الناس، فيظهروهم في مقاطع فيديو مسجلة وهم يقومون بعمليات انتحارية أو يذبحون أفراد الجيش والنشطاء، بل أحيانا يجعلون بعض الأطفال يقومون بإقامة الحدود على ذويهم ووصل الأمر إلى إقامة الحد على إخوتهم وآبائهم .

ولكن وقوف الليبيين صفا واحدا ضد التنظيمات الإرهابية ورفضهم لمشاريعهم الهدامة التكفيرية والتي تشكل خطرا على مستقبل البلاد وحاضره، منعت تلك التنظيمات من استكمال مخططاتهم في ليبيا، والقضاء على تحقيق أحلامهم في هذا البلد الذي جعل تحقيق تلك الأحلام مستحيلة، مهما طال الزمن أو قصر.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى