جرائم الإرهاب..زوجة عسكري في القوات الخاصة من درنة: زوجي رفض الاستتابة ورفض الخروج من المدينة فاغتاله “داعش”

أخبار ليبيا24- خاص

عاش أهالي مدينة درنة طيلة فترة سيطرة الجماعات الإرهابية على المدينة سنوات عجاف، إذ كان لسيطرة تلك الجماعات الإرهابية على المدينة الأثر السلبي على جودة الحياة اليومية.

انعدم الأمن بانتشار أفكار وعقائد إرهابية متطرفة، إرهابيون أجانب يقفون على البوابات والاستيقافات يفتشون الليبيين ويبحثون عن ضحاياهم في غياب تام لأجهزة الدولة الأمنية، حتى أنها أصبحت كأنها دولة داخل دولة.

وأثر وجود الإرهابيين على المدينة أيضًا على الوضع الاقتصادي والمعيشي بنقص كبير في المواد الأساسية والمحروقات وغاز الطهي وارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه إن توفرت.

توقفت كافة الأنشطة الثقافية في مدينة درنة العلم والحضارة خلال تلك الحقبة السوداء، واقتحم مسرحها وأصبح وكرًا من أوكار الإرهاب لتنفيذ أعمالهم وجرائمهم، كما أن الملعب البلدي في المدينة تحول إلى ساحة لتنفيذ الأحكام بدل أن يكون مكانًا للمارسة الرياضات المختلفة.

وطيلة تلك السنوات استهدف التنظيم عدد من العسكريين والقضاة والإعلاميين والنشطاء وكافة معارضيه الذين أعلنوها صراحة وآخرون بداوا في العمل ضد الإرهابيين بطرق عدة مختلفة سرًا، كثيرون هجروا من مدينتهم وآخرون أثروا البقاء وتحدي الإرهابيين.

حاول الإرهابيين إجبار عدد من العسكريين ورجال الأمن في درنة على الاستتابة عن فترة عملهم في تلك الأجهزة الأمنية، غير أن هذا الأمر قوبل بالفرض وأكد عدد كبير منهم أنهم لن يرضخوا لرغبات الإرهابيين، فاختار بعضهم مغادرة درنة وقرر آخرون البقاء إلى أن طالتهم أيدي الغدر مثلما حدث مع العسكري في القوات الخاصة عادل المغواري.

تقول زوجته سمية عبد الحليم الحصادي :”لدي ابن وبنت، الابن مواليد 2011 والابنة مواليد 2012 تلقى زوجي عادل ثلاث رسائل تهديد على هاتفه وتعرض لمحاولة اغتيال في حي الساحل االشرقي إلا أنه لم يغادر درنة رغم إلحاحي عليه”.

وتضيف الحصادي :”في أحد أيام يناير من العام 2014 أوقف زوجي سيارته على الطريق  السيارة ليتحدث مع صديقه وكانت السيارة تعمل ولم يقم بإطفاء المحرك ولا إنارة السيارة وكان يقف بمسافة هو وصديقه عنها وكانت الأمطار غزيرة مرت سيارة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي وقامت بإطلاق وابل من الرصاص على السيارة معتقدين أنه بداخلها”.

وتتابع الزوجة :”عاد عادل للمنزل ولم يخبرني بشيء إلا في صباح اليوم التالي طلبت منه أن نغادر درنة فرفض، كان الإرهابي أمين كلفة هو من يطلب منه أن يستتيب فرفض، كنا كلما نسمع عن اغتيال في درنة تنتفض فرائسنا”.

وتقول الحصادي :”في ذات يوم صرح الإرهابي مراد السبع أن الدور في الاغتيال والتصفية سيكون لزوجي عادل كان ذلك داخل مستشفى الهريش قبل اغتيال زوجي بثلاثة عشر يوما أثناء تفقده لمواطن نجى من محاولة اغتيال”.

وتواصل الزوجة حديثها :”زوجي خرج للبحر بعد أذان الظهر كان يوم أحد 14 سبتمبر 2014، الساعة الثالثة حضر ابن أختي وهو في جهاز الأمن الداخلي ليخبرني أن زوجي استهدف بالرصاص لكنه حي وهو في مستشفى الهريش”.

وتضيف الحصادي :”توجهنا للمستشفى ووصلنا للمستشفى ودخلنا للعناية لأفاجأ بتواجد الجيران والأصحاب وجدته جالسًا عليه أثر إصابات في رجله اليمنى رصاصاتين ورصاصة خدشت خده الأيمن بشكل طولي وكان يتلقى الإسعافات”.

وتؤكد بالقول :تحدث معي، لم أكن أتوقع موته بهذه السرعة، قلت له ألم أقل لك لنخرج من درنة فقال لي لا تخافي سأعود وأنتقم وحسبي الله ونعم الوكيل، قال لي إنه يشعر بالبرد”.

وتواصل في رواية تلك الأحداث بحزن بالغ :”على الفور استأجر أخيه سيارة إسعاف وأخرج من مستشفى الهريش بعد نصف ساعة من وصوله لأن الارهابين كانوا لن يتركوه، إلا أنه توفي زوجي في سيارة الإسعاف بمنقطة المرصص قبل وصوله لمركز طبرق الطبي”.

 

 

Exit mobile version