الأخبارتقاريرليبيا

بعد إيقاف صنع الله غاز المنازل لمدينة بنغازي .. الغرياني: يحرم بيع السلع الغذائية للمناطق الشرقية

الغرياني: على القادة في الجبهات ألا يركنوا إلى ترهات المجتمع الدولي حول وقف إطلاق النار

أخبار ليبيا 24 – خاص

قال المفتي المعزول الصادق الغرياني، إن مشاريع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لم ير منها الليبيون شيئًا حتى الآن، ولم يأتوا بشيء جاء بالخير على ليبيا.

الغرياني أوضح خلال برنامجه الأسبوعي “الإسلام والحياة” المذاع على فضائية “التناصح” المناصرة للجماعات الإرهابية، أن هؤلاء يعلمون من المُعتدي ومن المُعتدى عليه، ويعلمون أيضًا من الطرف الذين أعطوه الشرعية، والطرف الآخر المُنقلب على الشرعية، مُستدركًا: “عندما يتكلمون يسوون بين الطرفين، الجاني والضحية”.

وأضاف “هناك من جاءنا ويريد أن يقتلنا ويقتل أولادنا، ثم يُطلب من الطرفين وقف إطلاق النار، فهذا هو الظلم بعينه، فهؤلا يعينون المُعتدي والمُغتصب والمجرمين، وهذه هي تصريحاتهم دائمًا، وهم بذلك يشجعون الطرف المُعتدي على عدوانه، لأنهم عندما يدعون إلى مؤتمر في جنيف، ولو افترضنا حدوث توافق بين الأطراف، فكأنهم بهذا السلوك يقولون للطرف المُعتدي إن شئت أن تتمرد على هذه الحكومة فلك ذلك، لأننا سنعترف بك، ونجعلك شريكًا، كما جعلوا المتمرد الأول”.

وواصل الغرياني “هؤلاء لا يريدون توقيف هذا الصراع، وهذا ظلم لا ينبغي الرضا به، ولا قبوله، وإذا كنا نريد الخير لبلادنا، فليس لنا إلا أن ننفض أيدينا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لأنهم غير موثوق بهم، ويجب علينا الاعتماد على أنفسنا، ونفعل ما نراه الأصلح لبلادنا”.

وأوضح  “المسؤولون في بلادنا، نراهم عندما يتكلم المبعوث الأممي، كأن كلامه قرآنًا، يتبعون أسلوب السمع والطاعة، والمبادرة لكل ما يقوله، ونتمنى منهم عندما يأتيهم كلام وهم يعلمون أننا مُعتدىً علينا، أن يسجلوا موقفًا ويعلنون معارضتهم، لما فيه ضرر ببلادهم، فعندما أرسل المبعوث الأممي للأطراف يريد مشاركة في مؤتمر جنيف، بعث لمجلس الدولة يريد 13 عضوًا، ومثلهم من البرلمان، فتسارع مجلس الدولة على التنافس بمن الذي يستطيع أن يتحصل على فسحة في جنيف، ولم يسألوا أنفسهم، وصارت المخاصمة بينهم، وكذلك الصراعات والانقسامات، حتى إنهم اضطروا أن يجعلوا هذا الاختيار بالمحاصصة، وهذا ليس معقولاً وليس في مصلحة ليبيا”.

واستطرد الغرياني “يجب إرسال أنُاس يفاوضون ليطالبوا بحقوقنا، ويعرفون ألاعيب المجتمع الدولي جيدًا، بدلاً من الاختيار على أساس المناطق، وكان على مجلس الدولة أن يختار المؤهلين لتمثيل توجه الثورة، وهل سألوا أنفسهم أي برلمان يريد المبعوث الأممي؟، وهل برلمان طرابلس في الحسبان؟، أم هل المقصود برلمان عقيلة صالح؟، فكان من المفترض أن يقولوا برلمان طرابلس، خاصة أنه به مالا يقل عن 70 عضوًا، وبرلمان طبرق لم يبق به سوى عشرون نائبًت”.

وأكمل “لابد أن يكون هناك ضغط وليس استجابة لما يريده المبعوث الأممي، وما نريده نحن لا نتحدث عنه، فهل سألوا سلامة عن معيار اختياره للثلاثة عشرة الآخرين؟، فلابد أن يكون لنا دور في هذه المسألة، ويجب ألا يُفرض علينا ما تريده الأمم المتحدة، وألا يكون لنا تدخل في الاختيار”.

وروى “وما نلاحظه وجود ردود فعل ضعيفة جدًا وخافتة وباهتة، من المسؤولين حول هذه الأحداث المتسارعة والمتعاقبة، وتداعياتها التي نعاني منها الآن، فلماذ لا يخرج أعضاء برلمان طرابلس للمطالبة بحقوقهم؟، خاصة أن حديث البعثة الأممية دائمًا يكون عن برلمان طبرق، فهذا عار علينا، فطالما فتحنا برلمان في طرابلس، يجب أن نكون على قدر المساواة وأن نتحدث بكل قوة، فالمسؤولون لا يتكلمون”.

وتطرق الغرياني إلى إغلاق حقول النفط، قائلاً: “عصابات حفتر زحفت على موانئ النفط، واستولت على قوت الليبين جميعًا، فهذه العصابات قامت بأعمال الحرابة والتسلط، ومارست أعمال عصابات المجرم الأول “الجضران”، فالجضران كلف ليبيا من ميزانيتها باعتراف المسؤولين، مالا يقل عن 150 مليار، ذهبت سُدى، وهو الآن يتقلب في النعيم، ويسافر على نفقة حكومة الوفاق، وتُحجز له الفنادق، رغم أنه مجرم محارب وقاطع طريق، لا ينبغي أن يُهادن، لذلك صار هؤلاء الآن على خطى الجضران لما رأوا الطريقة التي يتعامل بها، ورغم ذلك لم نجد رد فعل مناسب من المجلس الرئاسي، أو ممن يتصدون للمشهد”.

وسرد “رئيس المجلس الرئاسي، ووزير الداخلية ووزير الخارجية، هؤلاء فقط، عندهم أسرار الدولة وقراراتها، ولم نر منهم مؤتمرات صحفية ليفسروا لنا ما الذي يصنعه حفتر بنا، ولو كنا نحن من استولينا على النفط لوجدنا الجعجعة والولولة، والحديث عن العنصرية والمناطقية، والانفصال، وتخرج قوائم الإرهاب والمنع من السفر، فمؤتمر برلين عُقد في الوقت الذي استولى فيه حفتر على النفط، الذي يستفيدون منه، ومع ذلك ردود الفعل باهتة، رغم أنهم يعلمون جيدًا كيف يمنعون حفتر عن القيام بذلك، فعندما ذهبت القوات التي تريد حماية بنغازي في الشهور الماضية، إلى راس لانوف ليفكوا حصار موانئ النفط، رأينا خروج الطائرات الأمريكية والفرنسية، وضربتهم في الصحراء، ولو كان المجتمع الدولي جادًا لقام بنفس التصرف مع قوات حفتر، لكنهم يريدون تفاقم الأزمات ودعم حفتر بكل الوسائل”.

واستفاض “الأمم المتحدة ومبعوثها، هم الذين يمثلون هذا الزور والظلم والتحالف علينا، وهم أعداء لإرادة الشعوب، في كل البلاد التي دخلوها، فالخضوع لقرارات الأمم المتحدة، والاستسلام لها لا يجوز، وأقول لمن يملكون الأمر في الجبهات، أنه لا ينبغي أن يركنوا إلى لهذا، فالجبهة تضعف أمام هذه المواقف السلبية، لأنهم يعلمون أن طرفنا يلتزم بالأوامر، والطرف الآخر يستفيد من هذا، فالمسؤولون يعانوا من التباطؤ والضعف، في دعم الجبهات، وضعف في تعيين المسؤولين الجادين، وحريصون على نصرة القضية، فليس هناك وزير دفاع، أو رئاسة أركان فعالة، فمن يشتغل مع عدوهم أكثر ممن يعمل معهم، ويتخذون القرارات وكأنها أمور خاصة بهم”.

وبيّن الغرياني “الرئيس التركي يخرج في مؤتمرات صحفية ويتحدث عن ليبيا أكثر من حكومة الوفاق، فلا يوجد بعد هذا تفريط، فعلى المسؤولين دعم الجبهات، فحفتر يُحشد بكل ما يقدر ويملك ليفعل ما يريد، وبالتالي لابد على القادة في الجبهات تنظيم صفوفهم، وألا يركنوا إلى ترهات المجتمع الدولي عن وقف إطلاق النار، وكان على المسؤولين أن يقولوا نحن لن نشارك في مؤتمر جنيف حتى يخرج العدو من طرابلس، فنحن أصبحنا نفرط في بلادنا، وعلى المسؤولين أن يكون لهم قرارًا يفرضونه على المبعوث الأممي، فنحن جزءًا من القضية والحل، ووقف إطلاق النار خداع لمن هم في الجبهات، لتمكين حفتر من بلادنا أو تمكين من هو أسوأ منه، فحفتر حتى اليوم يقصف في مطار مدني”.

وأشار إلى أنه “لا يمكن لقضية خطيرة بالنسبة للوطن، أن ينفرد بها ثلاثة أشخاص، الذين يتنقلون ويتواصلون مع المجتمع الدولي، ونحن لا يوجد لدينا من يحاسب الحكومة، فكان ينبغي لهم أن يوسعوا الاستشارات، ونحن حتى الآن لا يوجد لدينا ناطق رسمي لا للحكومة ولا للجبهات، وفي المقابل نجد المسماري يعقد مؤتمرات صحفية في الصباح والمساء، بحضور مترجمين ووكالات أنباء في مؤتمراته، فلماذا لا تكون لدينا مثل هذه الإمكانيات، حتى نبين للعالم، فظاعة إجرامهم وتداعيات الاستيلاء على النفط ووقف التصدير؟، فالانفراد بالقرار به تضييع لقضية الوطن”.

وتابع مُجددًا “ليس عندي شك بأن العقوبات التي تقع على طرابلس، وهذه الحروب والشدة التي بدأت منذ 10 أشهر وتشتد يومًا بعد يوم، سببها الظلم الذي يقع في كتيبة الردع وغيرها، وأهالي طرابلس مسؤولون عما يجري في كتيبة الردع من الظلم والتعذيب، وعندما كان الناس يُقطعون في درنة وبنغازي، وقنفودة، كان أهالي طرابلس لا يشعرون بأي شيء، ولا يلتفتون إليهم، فالسكوت على الظلم لا يمكن أن يمر بدون مقابل، فلابد أن يخرج أهل طرابلس في مظاهرات عارمة ليطالبوا كتيبة الردع بإخلاء المظلومين”.

وفي الختام رد الغرياني على سؤال أحد المتابعين بحكم بيع السلع لما وصفهم بـ”مرتزقة حفتر” بالمنطقة الشرقية، قائلاً: “عليه أن يتق الله ويترك هذا الأمر، فمن يمول أهل الباطل يصبح في جبهتهم، ومن يقوم بهذا الأمر يقاتل مع المجرمين الذين يقاتلون أهل الحق في طرابلس، وهذا الأمر من أخطر الأمور، حتى إذا كان من يقوم به لا يوجد له أي مصدر رزق سواه، وعليه أيضًا أن يتخلص من المال الذي تربحه من هذه التجارة، لأن هذا كسب ليس حلالاً، لأنه إعانة لهم على الظلم”.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى