الأخبارتقاريرليبيا

غوتيريش: ليبيا جُرت إلى نزاع أعمق وأكثر تدميرًا مع تزايد التدخل في الشأن الداخلي

غوتيريش: آن الأوان لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمنع نشوب حرب أهلية شاملة

أخبار ليبيا 24 – متابعات

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأحد، إن الليبيين كانوا قبل عام من الآن، وبدعم من المجتمع الدولي، بصدد اتخاذ خطوات تبعث على الأمل لدفع البلد إلى الأمام عبر حل سياسي.

وأضاف غوتيريش، في كلمته بالمؤتمر الدولي في برلين بشأن ليبيا، “نحن هنا لأمر عاجل وملح، وهو وقف دوامة تردي الأوضاع في ليبيا، حيث أتقدم بالشكر إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على جمعنا هنا لدعم الجهود المبذولة لإنهاء النزاع في ليبيا”.

غوتيريش أعرب عن امتناني لجمهورية ألمانيا الاتحادية على هذه المبادرة الهامة، وأرحب بحضور هذا العدد الكبير اليوم من رؤساء الدول والحكومات الموقرين، كما أود أن أشكر قادة المنظمات الشقيقة؛ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورؤساء المجلس الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأوروبي لدعمهم القوي في إيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا .

وواصل قبل عام من الآن، كان الليبيون، وبدعم من المجتمع الدولي، بصدد اتخاذ خطوات تبعث على الأمل لدفع البلد إلى الأمام عبر حل سياسي، إلا إن هذه الآمال تبددت في أبريل الماضي، ومنذئذ، أسفر النزاع الدائر حول طرابلس عن مقتل وإصابة الآلاف، بينهم مئات المدنيين، وأُنتهك القانون الإنساني الدولي مرات ومرات”.

وأردف “أُجبر ما يزيد على 170000 شخص على ترك منازلهم، كما أُغلقت أكثر من 220 مدرسة في طرابلس، ما تسبب في حرمان 116000 طفل من حقهم الإنساني الأساسي في التعليم، كما تضرر المهاجرون واللاجئون العالقون في مراكز الاحتجاز القريبة من مواقع الاقتتال وما زالوا يعانون في ظروف مروعة .

وأكمل “لا يمكن السماح لهذا الوضع المتردي أن يستمر، حيث جُرتّ ليبيا إلى نزاع أعمق وأكثر تدميرًا مع تزايد عدد الفاعلين الخارجيين، فنحن نواجه خطرًا واضحًا بالتصعيد الإقليمي، وأرى بحق أنه ليس هناك حل عسكري في ليبيا”.

واستطرد: “آن الأوان لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمنع نشوب حرب أهلية شاملة، فمثل هذا النزاع يمكن أن يؤدي إلى كابوس إنساني وأن يترك البلاد عرضة للانقسام الدائم”.

واستدرك “بالنسبة لدول الجوار المباشر لليبيا، جنوب البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل على وجه الخصوص، فإن العواقب وخيمة وملموسة، وتتمثل في؛ مزيد من الإرهاب، ومزيد من الإتجار بالبشر وتهريب المخدرات والأسلحة والأشخاص”.

وأضاف “إننا نخسر المعركة ضد الإرهاب في القارة الأفريقية، وما عليكم سوى النظر إلى منطقة الساحل وبحيرة تشاد، إنني أؤمن إيمانًا راسخًا بأن النجاح لن يكون حليفنا دون تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا”.

وتابع “نجتمع اليوم لأداء دورنا في ضمان حل سلمي للأزمة الليبية، حل يحتاج إليه شعب ليبيا، بل والعالم أجمع أشد الحاجة، ونجدد دعوتنا إلى جميع المشاركين بصورة مباشرة أو غير مباشرة في النزاع بأن يبذلوا كل ما في وسعهم لدعم الوقف الفعلي للأعمال العدائية وإسكات صوت السلاح”.

وواصل “لابد من وقف الانتهاكات المتواصلة والصارخة لحظر التسليح الذي فرضه مجلس الأمن، كما نعرب عن ترحيبنا بوقف إطلاق النار الأخير، ونتعهد بالعمل معًا للاستفادة من هذا الزخم وتعزيز ترتيبات وقف إطلاق النار، ونحث الأطراف الليبية على الدخول في حوار على أساس من حسن النية بشأن المسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية في إطار عملية شاملة للجميع يقودها الليبيون ويتولون زمامها، والأمم المتحدة ملتزمة التزاماً تاماً بمواصلة دعمها لهذه العملية”.

وأردف “نجتمع هنا اليوم لخلق بيئة دولية مواتية تمكن الليبيين أنفسهم من أن يلتئموا ويجدوا الحلول، حيث يؤكد بيان برلين الختامي المبادئ الأساسية لصون السلم والأمن الدوليين، مثل السيادة وعدم التدخل واحترام القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويشمل أيضاً آلية متابعة ملموسة تتوخى المحافظة على الزخم وتتبع التقدم المُحرز”.

واختتم “لابد لنا أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال، وإن مصداقيتنا كمجتمع أمم أمام اختبار، ومن جهتي، أتعهد بأن تقدم الأمم المتحدة دعماً كاملاً لجميع الجهود الرامية إلى ترجمة الأقوال إلى تقدم ملموس على الأرض، فسنقف إلى جانب الشعب الليبي وهو يعمل على حل خلافاته من خلال النقاش والحلول التوفيقية على أساس حسن النية ليرسم طريقه نحو مستقبل أكثر سلامًا، وإنني أعول على دعمكم الكامل وشكراً لكم”.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى